الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

محلل سياسي تونسي: زيادة النفوذ الروسي في أفريقيا يضع العالم أمام نظام عالمي جديد

نزار الجليدي.. كاتب
نزار الجليدي.. كاتب تونسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، أن روسيا أصبحت تكتسب نفوذا جديدا كل يوم في أفريقيا مقابل خسارة الغرب لكثير من المناطق، وذلك على خلفية دعم البلاد الأفريقية فيما تواجهه من تمدد لجماعات متطرفة وإرهابية.

وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن زيادة النفوذ الروسي يضع العالم أمام نظام عالمي جديد، تستعيد فيه روسيا تموقعها، وتكسر فيه أسطورة العالم ذو القطب الواحد بقيادة الغرب متمثلا في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن الأزمة الأوكرانية مطلع هذا العام تضع العالم أمام شرارة حرب عالمية غير تقليدية.

ويعتقد "الجليدي" أن كل من روسيا والصين وإيران وعدد من الدول الأخرى التي تشارك موسكو ذات التوجه الى إعادة التموقع واستعادة إرث الاتحاد السوفيتي في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرفية. فمع طول أمد الحرب الروسية الاوكرانية بدأ الحلفان المتصارعان من وراء الستار في بداية الحرب الى الظهور بوجوه مكشوفة، وبدأت النوايا الحقيقية تلعب دورا محوريا في رسم معالم عالم جديد ثنائي الأقطاب. 

وحول الوجود الروسي في أفريقيا، قال "الجليدي": نلاحظ في الحماس العلني لعدد من دول الساحل والصحراء في أفريقيا للتحركات الروسية الصينية الرامية الى إحلال العلاقة مع الدول الأوروبية التى لها نفوذ استعمارى تاريخيا. إذ تقرر عدد من الدول القفز من السفينة الأوروبية للسير في ركب الروس الذين يوفرون لهم السلاح بسخاء ما يعزز سلطتهم فضلا عن مشاريع الاستكشاف والتتقيب عن النفط والغاز التي اوكلت للشركات الصينية الروسية.

وأوضح "الجليدي" أن لعبة المصالح هي التي سارعت بالقبول الأفريقي بالروس والصينيين فهؤلاء يعطون بالقدر الذي يأخذون عكس الأوربيين الذي توجه لهم تهما تاريخية بنهب ثروات أفريقيا وتأجيج الصراعات فيها، متابعا: بعملية  حسابية براجماتية فالأفارقة شعروا بأن الوجود الروسي الصيني على أراضيهم أكثر جدوى من الوجود الأوروأمريكي والذي ينظر إليه دوما على أنه استعمار وليس استثمارا.
وتابع أنه بعد أكثر من 30 عاما عن فك الارتباط الأفريقي بالاتحاد السوفيتي المنحل عادت روسيا لاستعادة تموقعها وكانت كلمة السر فيه قوات فاجنر القتالية الاستخباراتية التي تسللت لمالي والنيجر وليبيا وغيرها من الدول، وكان لها دور واضح في فرض موزاين القوى لصالح روسيا، وتمهيد الطريق للمد الاقتصادي. والذي تزامن مع انتعاش الصادرات العسكرية الروسية لعدد من الدول الأفريقية حيث أشار التقرير السنوي الصادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري" عام 2020  الى أن الصادرات العسكرية الروسية لأفريقيا مثلت  18٪ من إجمالي صادرات روسيا من الأسلحة في الفترة ما بين عامي 2016 و2020. ويرى مراقبون أن هذه النسبة تضاعفت خلال السنتين الفارطتين.