السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"دير البنات".. قِبلة الراهبات في جنوب سيناء

دير البنات
دير البنات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على بعد ٩٠ كيلومترًا من مدينة أبورديس، في محافظة جنوب سيناء، وبالتحديد في قرية وادي فيران، توجد واحة للجمال وتحفة معمارية وأثرية، حيث تكسوه الخضرة من كل جانب ومزارع من الزيتون والفاكهة إنه «دير الراهبات اليوناني للروم الأرثوذكس والنبي موسى» أو ما يسمى «دير البنات» وليس كما هو شائع «دير السبع بنات»، فالتسمية الصحيحة هى دير البنات وليس دير السبع بنات، وهو ما أكده خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، موضحًا أن دير البنات القديم كشفت عنه بعثة آثار المعهد الألمانى بالقاهرة برئاسة الدكتور «بيتر جروسمان» موسم حفائر ١٩٩٠ تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية.
وأشار إلى أن دير البنات الأثرى يبعد عن مقر دير البنات الحديث المجاور للمدينة البيزطية ٢ كيلومتر ويعود إلى الفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادى، وبحكم أنه يشرف على الطريق، فمن المحتمل استخدام المبنى فى وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمى المدخل الجنوبى إلى وادى فيران، مضيفًا أنه طبقًا للحديث المتواتر فإن سبب إطلاق إسم جبل البنات الذى يقع عليه الدير أن فتاتين من أهل المنطقة أحبتا شابين، وحين رفض أهلهما الزواج ربطتا ضفائرهما معًا وقفزتا من أعلى الجبل لتكتب النهاية على قصة الحب التى لم تكتمل. 
وتحيط بالدير سلاسل جبلية غاية في الجمال، وظل دير بنات قبلة الراهبات، وممر النساك الأوائل من دول أوروبا، خاصة اليونان ورومانيا، تقدم إليه جميلات أوروبا راهبات متعبدات في تلك البقعة من الأراضي المباركة التي تحيطها الجبال من كل جانب.

أصل الحكاية

يقول خبير الآثار عبدالرحيم ريحان، لـ«البوابة» إن دير البنات القائم حاليًا، والذى يقع ملاصقًا لتل محرض الأثرى، حكايته بدأت عام ١٨٩٨م حين حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع، يسقيها خزان كبير وقام راهبان من دير سانت كاترين، ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام ميلادية تسمى كنيسة سيدنا موسى، وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام ميلادية، يتميز بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين، ويسمى دير البنات الحديث.
وأوضح أن الوادى يحتضن مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بتل محرض الأثرى تحوى آثارًا من القرن الرابع إلى السادس الميلادى شهدت قدوم الحجاج المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز فى رحلتهم إلى الجبل المقدس بمنطقة سانت كاترين ومنها إلى القدس ومنهم الراهب كوزماس عام ٥٣٥م والراهب أنطونيوس عام ٥٦٥م وكان الوادى ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجأوا إليه فى القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا «مكان تعبد الراهب» من أحجار الوادى ما زالت باقية حتى الآن، مشيرًا إلى أن تل محرض يواجه جبل الطاحونة الذى يرتفع ٨٨٦م فوق مستوى سطح البحر، ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادى، وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى.
وتابع: «ويحتضن وادى فيران، مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بسيناء تحوي آثارًا عمرها أكثر من ١٥٠٠ عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز في رحلتهم إلى القدس عبر سيناء، ومنهم الراهب كوزماس عام ٥٣٥م، والراهب أنطونيوس عام ٥٦٥م، وكان الوادي ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجئوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان في القرن الرابع الميلادي وبنوا قلايا، من أحجار الوادي، ما زالت باقية حتى الآن، كما يضم الوادي الجبل التاريخي الشهير وهو جبل البنات الذي يحتضن دير البنات الذي يعود للقرن الخامس الميلادي».
الراهبة «جناديا بنايوتى»
وقال رفعت النمر المسؤول عن الدير: «يوجد حاليًا ٥ راهبات بينهن ٤ يونانيات وواحدة من رومانيا تترأسهن الراهبة جناديا بنايوتى، ويوجد بالدير ٥ كنائس بخلاف كنيستين فوق جبل الطاحونة المحيط بالدير»، ويحرص اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، منذ أن تولى مسئولية المحافظة، على زيارة دير البنات؛ ذلك للاطمئنان على سير الأوضاع داخل الدير. 
بينما قال مبروك الغمريني، رئيس مدينة أبورديس، في تصريح خاص لـ«البوابة» إنه حفاظًا على قدسية وأثرية دير البنات من آثار السيول، جرى رفع كفاءة وتطوير السور الخلفى للدير بارتفاعات تتراوح من ٥ إلى ٧ أمتار وعمل فتحات لتصريف المياه لذك لحماية الدير والآثار المتواجدة به، بتكلفة إجمالية نحو ٧٠٠ ألف جنيه، مشيرًا إلى أنه يجرى حاليًا إنشاء طريق ازدواج طريق فيران/ سانت كاترين مرورًا بقرية واد فيران حتى مدينة سانت كاترين بطول ١٠٠ كيلومتر، تنفيذ الهيئة الهندسية، ومن خلاله سيجرى تصريف مياه السيول بطريقه آمنة وسيجرى رفع كفاءة المنطقة المحيطة بالدير، ومن المقرر الانتهاء من الطريق في نهاية ديسمبر المقبل.