الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

توريث العلم في ثاني جلسات مؤتمر "التراث وترسيخ الهوية"

الدكتور عبدالحميد
الدكتور عبدالحميد مدكور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتهت فعاليات الجلسة الثانية من مؤتمر "التراث وترسيخ الهوية"، مساء اليوم الثلاثاء، بقاعة علي مبارك، والتي تنظمها الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، ويرأس الجلسة الدكتور عبدالحميد مدكور، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم، وفي تقديمه للجلسة.

أشار مدكور إلى هيمنة المؤرخين على الفكر الإنساني كله حيث يتحول التاريخ عند أهل الحكمة إلى فلسفة التاريخ ولا يوجد تراث ولا هوية بدون التاريخ فهو علم محيط وحافظ للذاكرة.

وتحدث الدكتور محمد أحمد إبراهيم، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة بني سويف، حول موضوع "أسرة بني عبد الحكم وأثرها في الحياة العلمية في مصر الإسلامية في القرنين الثاني والثالث الهجريين".

وتناول في كلمته ظاهرة الأسر العلمية ووراثة العلم في أجيال متعاقبة ومن بين تلك العائلات التي اهتمت بتوارث العلم كانت عائلة  ابن عبد الحكم ومنهم عبد الرحمن بن عبد الحكم بكتاب أخبار مصر الشهير والذي عاش في الفسطاط وعبد الله الذي آلت إليه إمامة المذهب المالكي في مصر وألزم ابنه بملازمة الإمام الشافعي وارتبط بصداقة كبيرة معه.

وألف كتاب "المختصر الكبير في الفقه" الذي اعتمد عليه مالكية العراق وبعدها ألف المختصر الأوسط والمختصر الصغير. وقد تفوق محمد بن عبد الله على والده بعدد ضخم من المؤلفات من بينها المؤيدات، والسبق والدين.

وتحدثت الدكتورة هبة محمد عبد الموجود، دكتوراه التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة حلوان عن "البلوى أبو محمد بن عبد الله المصري ودوره في الكتابة التاريخية في القرن الرابع الهجري". و قد دارت حوله اتهامات بالتشيع وقد أضره ذلك لأنه عاصر الدولة الطولونية بما عرف عنها بالعداء للفاطميين. واستخدم البلوى أسلوب السرد وذكر أسانيد الخبر المذكور. ويلاحظ ندرة الروايات حول الأساطير ولكن رواياته لم تخلو من المبالغات حول بطولة أحمد بن طولون.

وتناول الباحث أحمد سلامة محمد المدرس المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر موضوع " العلوم العقلية بمدينة القاهرة في العصرين الفاطمي والأيوبي"، مؤكدا الدور الكبير للفاطميين في الارتقاء بالعلم وخدمة العلماء فكان من أزهى عصور مصر العلمية. 

وأشار الباحث إلى تلك النهضة استمرت تحت لواء الأيوبيين الذين اهتموا بنشر العلم السني والتخلص من المذهب الإسماعيلي الشيعي. و كانت دراسة العلوم العقلية في القاهرة خلال عصري الدراسة مزدهرة وبالتحديد في منطقة القرافة. ومن بين أبرز العلوم التي ازدهرت في القرافة الكبرى علم التنجيم والفلك وتم إنشاء مرصد كبير في المنطقة للدراسات الفلكية لرصد الظواهر الفلكية الكبرى.

وفي ختام الجلسة تحدث الدكتور محمود محمد خلف أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، حول موضوع "جهود الأسر العلمية في مصر الإسلامية منذ الفتح الإسلامي حتى القرن الرابع الهجري. ومن أشهر العائلات العلمية العائلة المرادية. وقد أكد الدكتور خلف على أهمية دراسة المدن الإسلامية لتقصي تراث العائلات العلمية بها.