الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

ومن الحب ما قتل.. فتيات دفعن أرواحهن لرفضهن الارتباط.. سوسن فايد: التنشئة الخاطئة تصيب الشخص بالانفصام والهلاوس.. سماء نصار: شباب مدلل وشخصيات اعتمادية منذ الطفولة.. وجناية القتل العمد عقوبتها الإعدام

نيرة وسلمى وأمانى
نيرة وسلمى وأمانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى إعادة للأذهان لواقعة مقتل الطالبة نيرة أشرف التى صارت حديث الرأى العام المصرى حتى يومنا هذا بسبب شدة فظاعتها، صارت هذه الأحداث مادة شبه يومية تتناقلها مواقع التواصل ووسائل الإعلام المصرى فى الآونة الأخيرة، بين طالب فى مرحلة الشباب ينتقم من زميلته بسبب رفضها له فيزهق روحها، أو مراهق يطعن قريبته بسبب رفضها الارتباط به عاطفيًا، وهو ما فتح باب التساؤل إذا ما كانت هذه الوقائع من قبيل الصدفة، أم أنها جرس إنذار لما هو أسوأ.

جرائم 

فى المنصورة قام المتهم محمد عادل بقتل الطالبة نيرة أشرف حيث وضع مخططًا لقتلها حدد فيه ميقات أدائها اختبارات نهاية العام الدراسى بجامعة المنصورة موعدًا لارتكاب جريمته وقام بطعنها بعدة طعنات وسقطت أرضًا على أثرها فتابع الاعتداء عليها بالطعنات ونحر عنقها قاصدًا إزهاق روحها.

وفى الزقازيق أقدم طالب فى كلية الإعلام على إنهاء حياة زميلته؛ بعدما سدد لها عدة طعنات بأنحاء متفرقة بالجسد، وذلك فى مدخل أحد العقارات السكنية فى مدينة الزقازيق بالشرقية، وذلك انتقامًا منها لإنهاء علاقتها به رغم حبه لها.

وفى محافظه المنوفية، شهدت قرية طوخ طنبشا التابعة لمركز بركة السبع، واقعة مؤسفة حيث لقيت طالبة جامعية مصرعها على يد شاب بطلق خرطوش، وتجمعها صلة قرابة، وأوضحت أسرة المجنى عليها، أن المتهم لم يتقدم لخطبتها فهو شخص معروف بسوء السمعة وتعاطى المخدرات، فضلًا عن رفض الأب الارتباط قبل الانتهاء من الدراسة.

ردع

قالت دكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن الخطوره تكمن فى عوامل متراكمة ولها زمن والردع بالإعدام بيكون فات الأوان عليه، فالتنشئة الخاطئة تجعل الشخص يصاب بالانفصام والهلاوس السمعية والبصرية وبتظل كامنة إلى أن يتعرض الشخص الى موقف يُظهر ما به من أمراض نفسية، وأيضًا لدينا مخاوف من الاقتراب من الطبيب النفسى مما يجعل المشكله تتفاقم، وعندما ترى الأسرة ابنها غير سوى نفسيًا يظنون أنه عصبى أو مضغوط نفسيًا ويستهتروا بهذه الأعراض ولا يفكرون فى الحديث معه أو عرضه على طبيب نفسى.

وأضافت «فايد» أنه مؤخرًا يتم المناداة بتمكين المرأة وهى غير مؤهلة من الأساس لذلك، مما يجعل الرجل يشعر بالاستفذاذ وأنها مميزة عنه ولها امتيازات كثيرة مما يجعله يشعر بالتهميش والغيرة ويُثار وإذا كان لديه كبت وأمراض نفسيه منذ الصغر فهنا ستصدر منه تصرفات مثل التى نراها اليوم فى الجرائم.

قالت سماء نصار أستاذ علم النفس: «لاحظنا فى الفترة الأخيرة عددا من الشباب يلجأ لقتل فتاة لمجرد أنها رفضت الارتباط به، فهل هذا مبرر لقتلها، فى الواقع يوجد العديد من الأسباب التى قد تدفع شاب لقتل فتاة ترفضه وجميعها السبب الرئيسى فيها تكوين شخصية الشاب منذ الصغر، فالشاب المدلل الذى تم تربيته على أن كل طلباته مجابة وفى الحال، هنا هذا الشباب تكون لديه شخصية اعتمادية منذ الطفولة وهذه الشخصية تتسم بالانانية المفرطة والنرجسية الشديدة فهو لا يفكر سوى فى نفسه فقط مثل مقولة (أنا ومن بعدى الطوفان) ويكون لسان حاله (إزاى أنا اترفض..! ما اتخلقش لسه اللى يرفضنى)، هنا هو يريد أن يحصل على الفتاة كما يحصل على أى سلعة يرغب بها وهذا ليس حب وإنما تملك».

وأضافت «نصار» أنه من الأسباب أيضًا هو البعد عن التربية الدينية التى تحرم قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، والكارثة فى وسائل الاعلام التى أصبحت تنشر أفلام البلطجة والقتل والتعذيب بأبشع الأشكال ويكون القاتل هو البطل، وتكون هذه وسيلة لكل شاب فاشل فى حياته ولا يوجد لديه قيم ولا عادات ولا تقاليد ولا دين يحكم سلوكه، فيكون بطل الفيلم هو بمثابة قدوة له وهنا تكون الكارثة مع غياب دور الأسرة فى التربية والتعليم وغياب دور المدرسة أيضًا.

واستكملت «نصار» حديثها قائلة؛ أنه من الأسباب أيضًا إدمان المخدرات وتعاطى مواد مغيبة للعقل وتجعل المدمن لديه مشاعر عدوانية شديدة تجعله يقتل بأبشع الطرق الوحشية دون أى مشاعر أو وعي، كما أن وجود اضطراب عقلى فى بعض الأحيان يجعل المريض يقتل شخص لوجود ضلالات فكرية عنده تأمره بالقتل.

ونصحت «نصار» بأنه أولًا يجب أن تؤخذ بلاغات التهديد بالقتل على محمل الجد من الجهات المسئولة ويتم عمل محضر بعدم التعدى وابلاغ الجانى به، كما أرى أنه من الضرورى بعد تقديم المجنى عليها البلاغ ضد الجانى أن يتم الفحص النفسى للجانى واخضاعه للعلاج بحكم من القضاء بعد التحرى من صحة البلاغ لتجنب ما يمكن أن يحدث من جرائم يمكن السيطرة عليها قبل حدوثها، كما ينبغى أن تعود الرقابة مرة أخرى للأفلام والمسلسلات كما كانت فى الماضى لحماية الشباب من مشاهدة مشاهد العنف والقتل، حيث إن التعرض المستمر لهذه المشاهد تجعل العقل يعتاد على رؤيتها.

العقوبات

يقضى القانون المصرى بالحكم على فاعل جناية القتل العمد بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى كما جاء بالمادة ٢٣٤٤ من قانون العقوبات، حيث إن القتل العمد لا بد أن يتحقق فيه أمران، وهم سبق الإصرار وعقوبته الإعدام، والترصد وهو تربص الجانى فى مكان ما فترة معينة من الوقت سواء طالت أو قصرت بهدف ارتكاب جريمته وإيذاء شخص معين وعقوبته الإعدام أيضًا، وهنا يتوفر الأمران حيث قامت السيدتان بالتربص للمجنى عليه بغرض إنهاء حياته لسرقته. والقتل المقترن بجناية عقوبته هو الإعدام أو السجن المشدد أحدهما قصد الشخص بالقتل، فلو كان غير قاصد لقتله، فإنه لا يسمى عمدًا؛ وثانيهما، أن تكون الوسيلة فى القتل مما يقتل غالبًا، فلو أنه ضربه بعصا صغيرة، أو بحصاة صغيرة فى غير مقتل فمات من ذلك الضرب فإنه لا يسمى ذلك القتل قتل عمد، لأن تلك الوسيلة لا تقتل فى الغالب.