الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"المشاريع التسعة" تسير بخطى ثابته والتعاون الصيني الأفريقي يحرز تقدما ملحوظا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إن تطوير الوحدة والتعاون مع الدول الأفريقية هو حجر الزاوية المهم في السياسة الخارجية للصين، وهو أيضًا خيار الصين الاستراتيجي الراسخ على المدى الطويل. في نهاية نوفمبر 2021، عُقد المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي بنجاح. واقترح الرئيس شي جين بينغ لأول مرة "روح التعاون الودي بين الصين وإفريقيا"، وشرح "الدعوات الأربع" لبناء مجتمع المصير المشترك الصيني الإفريقي في العصر الجديد، وأعلن عن "المشاريع التسعة" للتعاون مع إفريقيا، مما يدل على عزم الصين وأفريقيا الراسخ على السعي لتحقيق التنمية المشتركة، ومواجهة التحديات وتقاسم الفرص في العصر الجديد.
ان مبدأ الجانب الصيني هو "الأقوال يجب أن تكون أفعالا، والأفعال يجب أن تكون مثمرة"، ومازال الحصاد المبكر لـ "المشروعات التسعة" مستمرا في الظهور، مما يدل على حيوية وزخم التعاون الصيني الأفريقي.
وباعتبارها أول دولة أفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، فقد لعبت مصر منذ فترة طويلة دورًا نموذجيًا ورائدا هامًا في تعزيز تنمية العلاقات الصينية الأفريقية، وحققت الصين ومصر نتائج مثمرة في تنفيذ نتائج الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي وتعزيز تنفيذ التسعة مشروعات.

التعاون في مجال الصحة: قدمت الصين أكثر من 250 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-١٩ لأفريقيا، تغطي جميع الدول الأفريقية تقريبًا، وبدأت الإنتاج المشترك للقاحات مع مصر والجزائر والمغرب. كما أنه تم إنشاء آليات تعاون مقترنة بين الصين و45 مستشفى في 40 دولة أفريقية.
وتقدمت شركة صينية لمساعدة الجانب المصري بشأن مشروع مخزن تبريد للقاحات، سعة مخزن التبريد الآلي الذي تم الاتفاق عليه نحو 150 مليون جرعة من اللقاحات، ما يجعله أكبر مركز لتخزين اللقاحات في مصر وإفريقيا.
وستواصل الصين بنشاط تعزيز التعاون الصيني المصري في مجال البحث والتطوير في مجال اللقاحات والأدوية، وستواصل بناء جدار مناعي قوي لمكافحة الوباء وصولًا الى تحقيق النصر النهائي في الحرب ضد الوباء.
مشروعات التخفيف من حدة الفقر. تم الانتهاء من اول أربعة "مراكز مشتركة بين الصين وإفريقيا للتدريب والتبادل التكنولوجي الزراعي الحديث"، والتي ستعمل على دمج الموارد بشكل أكبر، وإفساح المجال بشكل اوسع لمزايا الصين في الأنظمة، والتقنيات، والصناعات، والمهارات، والمرافق، وما إلى ذلك، وتقدم خدمات اكثر لتحقيق التعاون رفيع المستوى في الزراعة بين الصين وأفريقيا.
في نوفمبر ٢٠٢١، وقعت الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء المصرية ومعهد الموارد الزراعية والتخطيط الإقليمي الصيني على مذكرة تفاهم للتعاون في الزراعة الذكية، مما يمثل توسعا إضافيا في التعاون في مجال زراعة الاستشعار عن بعد بين البلدين. وأطلقت الشركات الصينية مشروعات حفر الآبار في مصر، حيث حولت أكثر من 150 بئرًا الصحراء المصرية إلى واحة، مما ساعد زراعات مثل بنجر السكر والبرسيم والشعير على تحقيق محصول وفير.
التعاون في مجال التجارة: في الفترة من يناير إلى يونيو من هذا العام، بلغ حجم التجارة بين الصين وأفريقيا 137.38 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 16.6٪. وتمكنت نباتات الستيفيا الرواندية، والكمثرى وفول الصويا الطازج في جنوب إفريقيا، وحمضيات زيمبابوي، وما إلى ذلك، من الوصول إلى الصين من خلال " القناة الخضراء" والتي تهدف إلى تصدير المنتجات الزراعية الإفريقية إلى الصين. 
كما وقعت الصين وتوجو وإريتريا وجيبوتي وغينيا ورواندا وموزمبيق والسودان وتشاد وأفريقيا الوسطى ودول أفريقية أخرى اتفاقية بشأن توسيع نطاق المنتجات المعفاة من الرسوم الجمركية المصدرة إلى الصين لتصل الى نسبة 98٪، كما ان هناك أكثر من 350 نوع من المنتجات والأغذية الأفريقية التي يتم تصديرها إلى الصين.
من ناحية أخرى، في الفترة من يناير إلى يونيو من هذا العام، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين ومصر 9.318 مليار دولار أمريكي. كما يستمر حجم وتنوع واردات الصين من مصر في التوسع. في الثامن من أغسطس، أصدرت الإدارة العامة للجمارك الصينية إعلانًا ينص على السماح بدخول الرمان المصري الطازج إلى السوق الصينية.
الاستثمار يدفع مشروعات التعاون: في الفترة من يناير إلى يونيو من هذا العام، بلغ الاستثمار المباشر للصين في الصناعة الأفريقية 1.74 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 1.5 ٪؛ كما بلغ حجم مبيعات المشاريع المتعاقد عليها التي أنجزتها الشركات الصينية في إفريقيا 18.32 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 8.4٪.
وفي مصر، تم الانتهاء من إنشاء أول خط سكة حديد خفيف مكهرب في أفريقيا والذي قامت بأعماله شركة صينية، مشروع القطار الخفيف الكهربائي بمدينة العاشر من رمضان، قد تم افتتاحه في السادس من يوليو الماضي. كذلك تم الانتهاء من تشييد الهيكل الرئيسي لأطول مبنى في إفريقيا - والذي تقوم بأعماله الشركة الصينية في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر.
كما بدأت مرحلة بناء الهيكل الرئيسي لخمس ناطحات سحاب سكنية في مدينة العلمين الجديدة على الساحل الشمالي للبحر المتوسط في مصر. لذا نرى ان التعاون الصيني المصري في المشروعات الكبرى التي تقام على غرار مبادرة "الحزام والطريق" ساعدت مصر على إحراز تقدم جديد وكبير في بناء "الجمهورية الجديدة".
التعاون في مجال مشروعات الابتكار الرقمي: في ديسمبر 2021، عُقد بنجاح أول مؤتمر للتعاون الابتكاري الصيني الأفريقي بنجاح، تم التوقيع على إجمالي 15 مشروع تعاون في المجال العلمي والتكنولوجي مع العديد من الدول الإفريقية في حفل افتتاح المؤتمر.
وقد تم عقد " مهرجان التسوق عبر الإنترنت لترويج السلع الأفريقية " بنجاح، كما أوصت وروجت مقاطعات هونان وتشجيانغ وهاينان ومقاطعات صينية أخرى ب 200 منتج عالي الجودة من أكثر من 20 دولة أفريقية للمستهلكين الصينيين من خلال أشكال مختلفة مثل البث المباشر من قبل المذيعين الصينيين والأفارقة وكذلك فيديوهات البث المباشر من أفريقيا، وضخ زخم جديد لدفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا إلى مستوى أعلى.
مشروعات التنمية الخضراء. تدعم الصين وتشارك بشكل بناء في خطة "السور الأخضر العظيم لأفريقيا"، ويعمل الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة التصحر من خلال تبادل الخبراء والنماذج الميدانية. 
الجدير بالذكر انه في ديسمبر 2021، وقعت شركة ويتشاي الصينية اتفاقية "تعاون أخضر" مع مصر، لاستكمال أعمال " التحول من النفط إلى الغاز" لـ 240 ألف حافلة صغيرة في مصر، ومساعدة مصر على التحول الأخضر. 
مشروعات بناء القدرات. تواصل الصين التعاون مع الدول الأفريقية بما في ذلك مصر لإنشاء المزيد من "ورش العمل لوبان" لتوفير التدريب على المهارات المهنية للشباب المحليين. تساعد الصين الطلاب الأفارقة الدارسين في الصين على التواصل مع الشركات الصينية، كما تدعم الطلاب الأفارقة في العثور على عمل في المؤسسات الصينية في بلادهم بعد عودتهم من الصين، كما تشجيع الشركات الصينية في إفريقيا على توظيف المزيد من الموظفين المحليين، من اجل الارتقاء بمستوى المحليين.
قام برنامج إعداد المواهب في مصر في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من Huawei بتدريب عدد كبير من الشباب المصري وساعد المئات منهم في العثور على عمل. وفي مايو من هذا العام، أقيم مؤتمر التوظيف للشركات الصينية بجامعة قناة السويس، مما وفر أكثر من ٣٠٠ فرصة عمل للشباب المصري.
وقبل أيام قليلة، تخرجت الدفعة الأولى من طلاب كلية التكنولوجيا التطبيقية بجامعة قناة السويس بنجاح، وحقق أول مشروع تعليمي تعاوني دولي بين الصين ومصر بداية جيدة.
مشروعات تبادل العلوم الإنسانية. عُقد بنجاح المؤتمر الأول لحوار الحضارات بين الصين وأفريقيا والمنتدى الصيني الأفريقي الحادي عشر للمراكز الفكرية، مما يحقق المساهمة بالحكمة في تعزيز بناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.
كما أقيم بنجاح مهرجان الفيلم الأفريقي و"معرض الثقافة والسياحة الصيني 2022 ".
وفِي مصر، تم عمل محاضرات خاصة بعنوان "الصين في عيون المصريين" حول "التعاون الصيني الأفريقي"، وكذلك احتفالات "رأس السنة الصينية الجديدة"، وموسم مسابقات الموسيقى عبر الإنترنت، ومسابقة " مصر تتغنى" وغيرها من الأنشطة.
كما قدم المركز الثقافي الصيني بالقاهرة عرضًا رائعًا في الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للطبول والفنون الذي أقيم في القاهرة.
السلام والأمن: اختتم بنجاح الاجتماع الوزاري لمنتدى الصين-أفريقيا الثاني للسلام والأمن، حيث أعرب الجانبان عن الاهتمام البالغ بروح الصداقة والتعاون بين الصين وأفريقيا، وممارسة المبادرات الأمنية العالمية، والسير نحو تحقيق الرؤية المشرقة لبناء مجتمع أمني.
يعمل الجانبان على الحفاظ على اتصالات إستراتيجية وثيقة وتعزيز التعاون في مجالي المعدات والتكنولوجيا، وتعميق المناورات والتدريبات البحرية المشتركة، وتوسيع التبادلات في المجالات المهنية، وذلك لتعزيز وتعميق وترسيخ السلام والتعاون الأمني بين الصين وأفريقيا.

في إطار المبادرة المشتركة بين الصين والسنغال، الرئيستين المشاركتين لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، عُقد في الــ الثامن عشر من اغسطس اجتماع المنسقين بشأن تنفيذ إجراءات المتابعة للمؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي عبر رابط فيديو؛ حضر الاجتماع عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي وألقى كلمة، وحضر الاجتماع ممثلون على المستوى الوزاري من السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيا وأنجولا وإثيوبيا ومصر وجنوب إفريقيا وممثلون عن مفوضية الاتحاد الإفريقي. 
وأخيرا، انني على ثقة أنه بالجهود المشتركة بين الصين والدول الإفريقية بما في ذلك مصر، فإن "المشروعات التسعة" ستؤتي ثمارها بالتأكيد، وستجلب المزيد من الفوائد لشعوب وسط أفريقيا، لمساعدة أفريقيا على الانتعاش الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، والدفع ببناء المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
* لياو ليتشيانغ، السفير الصيني بالقاهرة