رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

العمل السياسي يشعل صراع الإخوان.. وجاسم محمد: جبهة لندن تسعى للضغط على كتلة اسطنبول

إبراهيم منير- محمود
إبراهيم منير- محمود حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تظل تصريحات إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان الإرهابية من التصريحات المثيرة للجدل والاختلاف والنزاع داخل صفوف التنظيم بشكل كبير، إذ علقت بعض الأصوات الإخوانية على رفض حديثه المتعلق بإعلانه توقف جماعته عن خوض أي صراع جديد على السلطة في مصر، بينما قامت أصوات أخرى تدافع عن قرار "منير" الذي يتزعم جبهة لندن، إحدى طرفي الصراع داخل القيادات العليا للجماعة الإرهابية.

ويرى بعض المراقبين أن تصريحات القائم بأعمال المرشد، التي أطلقها قبل أسبوعين في حديث له مع وكالة "رويرز" للأنباء محاولة ماكرة للعودة إلى المشهد السياسي الذي لفظهم وفشلوا في الدخول إليه بعد ثورة 30 يونيو، لكنهم يطلقون هذه التصريحات في هذا التوقيت رغبة منهم في المشاركة في الحوار الوطني.

وفي الوقت الذي خرجت فيه أصوات تسخر من تصريحات جبهة لندن التي تحض على تجنب العمل السياسي والعودة للمسار الدعوي فقط، فإن عدد آخر من أعضاء الجماعة خرج ليؤيد هذا الاتجاه معلنين ومعترفين بندم المؤسس الأول للإخوان لدخوله معترك السياسية وعلى رأس هؤلاء كان الإخواني عصام تليمة.

وهاجم "تليمة" في فيديو نشره على صفحته أعضاء الجماعة الذين رفضوا تصريحات "منير" المتعلقة بالابتعاد عن العمل السياسي، بأن "قادة جماعة لا يقرأون تاريخها" مؤكدا أن "حسن البنا ندم على دخول جماعة الإخوان في العمل السياسي وخطط لفصله عن العمل الدعوي".

الحوار الوطني يثير شهية الجماعة

وأدلى الإخواني الهارب حلمي الجزار عضو الهيئة الإدارية البديلة عن مكتب الإرشاد التي شكلتها جبهة لندن، بتصريحات على هامش مؤتمر نظمه الهارب أيمن نور سُمي بـ"الحوار الشعبي" للضغط على مصر من أجل مشاركة الجماعة في الحوار الوطني الحالي.

وخلال تصريحاته، غازل "الجزار" القاهرة في محاولة لوضع قدم للجماعة الإرهابية ضمن جدول الحوار الوطني، ووصف القوات المسلحة بأنها شرف وعزة لأي وطن، كما أعلن رفضه للعنف مؤكدا أنه ليس له مكان لأن الخاسر فيه الوطن والمواطن".

ومؤخرا، قال إبراهيم منير في حديث لوكالة "رويترز" إن جماعة الإخوان لن تخوض صراعا جديدا على السلطة، وأنها ترفض العنف وتعتبره من خارج الجماعة"، وهو الموقف الشبيه بموقف المرشد الأول للجماعة حسن البنا الذي حاول التملص من أعمال العنف التي ارتكبت من قبل الإخوان في فترة ماضية بأنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين.

وفي تصريحات تلفزيونية، كشف صهيب عبدالمقصود، المتحدث الإعلامي للجماعة - جبهة لندن، أن تصريحات القائم بالأعمال جاءت لشعور الجماعة بالمسئولية تجاه مصر ومصلحتها، وأن العمل السياسي جزء من عمل الجماعة وأحد أسباب وجودها، لكن الاختيار الحالي الذي لجأ إليه إبراهيم منير تحكمه ظروف الواقع وفق تعبيره.

ورقة ضغط على كتلة اسطنبول

تعليقا على تصريحات "الجزار" قال الدكتور جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، إن تصريحات الجزار الأخيرة والتي دارت حول مستقبل الحياة السياسية في مصر تتضمن تغييرا نوعيا وكبيرا تجاه الدولة المصرية رغم أن الإخوان ينظرون لمصر على خلاف ما ينظرون لباقي الدول.

وأضاف رئيس المركز، في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن أحد الخيارات المطروحة لفهم هذه التصريحات أنها تسعى لتشكيل نوعا من الضغط على التنظيم وكتلته المعروفة بجبهة اسطنبول، بينما لا أستبعد أن يدور حوارا بين كتلة لندن والحكومة.

وفي تصريحات سابقة أكد "جاسم"، أن الانقسام القائم حاليا انقسام حقيقى، وفى تصورى هو انقسام عمودى وأفقى لم يشهده التنظيم منذ عقود، وبلا شك هو مؤثر على تماسك التنظيم، فالخلافات عندما تصل إلى حد وسائل الإعلام والقنوات العلنية يعنى أن هناك كسر عظام بين الأطراف داخل الجماعة.

وتسعى جبهة لندن للضغط على الجبهة المناوئة لها من خلال عدة خطوات حاسمة، وردا على الخطوات المقابلة، ففي ديسمبر الماضي أعلنت جبهة اسطنبول عن تشكيل لجنة مؤقتة قائمة بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية برئاسة الإخواني مصطفى طلبة، والتي انتهت مهلتها في 17 يونيو الماضي، ولم تنجح اللجنة المؤقتة في عزل أحد أطراف الصراع، أو حتى رأب الصدع والانقسام الكبير الذي بات متداولا في وسائل الإعلام، مع استمرار الاتهامات المتبادلة بين طرفي الصراع جبهة إسطنبول وجبهة لندن التي يقودها الإخواني إبراهيم منير.

ومؤخرا، اتجهت جبهة لندن لتشكيل هيئة إدارية عليا بديلة عن مكتب إرشاد الجماعة كي يتمكن من عزل أعضاء الجماعة الذين يتمسكون بمواقعهم في مكتب الإرشاد وينضمون لطرف الصراع المتواجد في تركيا، وكانت مشاركة الإخواني حلمي الجزار ضمن مؤتمر "الحوار الشعبي" الذي نظمه الهارب أيمن نور، حيث كانت مشاركته بوصف مسؤول القسم السياسي بجماعة الإخوان، وعضو الهيئة العليا للإخوان، وهو أول ظهور إعلامي لهذه الهيئة الجديدة.

ونقلا عن موقع "العربية" فشلت أربع مبادرات للصلح بين الجبهتين المتصارعتين، بسبب تمسك كل جبهة بمطالبها التي تراها الجبهة الأخرى تهميشا لها، تضمنت اعتذار محمود حسين لمنير، وتحديد مبادئ وأسس تحكم العلاقة بين الطرفين، مع الحفاظ على مكانة منير ورمزيته، مع "تعيين نائب أو أكثر للقائم بالأعمال، من بينهم الدكتور مصطفى طلبة، وذلك اعتماداً لترشيح الشورى العام له"

يشار إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية شهدت عبر تاريخها الممتد لأكثر من تسعة عقود ماضية، العديد من الظواهر والتحولات الحاسمة، وفي هذه المرة تشهد الجماعة تحولا لمركز القيادة للمرة الأولى من القاهرة إلى عواصم ومدن أجنبية مثل لندن وإسطنبول، ما طرح العديد من الأسئلة حول مستقبل الجماعة وتأثيرها لجانها وتنظيماتها المصغرة في العديد من الدول العربية.