الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

إقبال غير مسبوق على معرض «ديارنا» للحرف اليدوية فى مارينا

وزيرة التضامن: ندعم الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر للمساهمة فى التمكين الاقتصادى للأسر

-
-
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، إن معرض «ديارنا» للحرف اليدوية بـ«مارينا»، يأتى فى إطار توجه الدولة، نحو تقديم المزيد من الدعم اللازم للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، لتساهم فى التمكين الاقتصادى للأسر، بهدف تحسين مستوى معيشتها، كما تساهم فى تحريك الاقتصاد المحلى، من خلال فتح أسواق جديدة، لمنتجات متنوعة، من خامات بيئية ورشيدة فى سعرها. ولفتت وزيرة التضامن الاجتماعى، إلى أن تقديم منتجات معقولة التكلفة، ومحلية الصنع، يؤكد تبنى وزارة التضامن، لسياسة الدولة، بشأن تشجيع المنتج المحلى، وتوفير المزيد من فرص العمل، بالإضافة إلى أهمية تعزير ثقافة ترشيد نفقات الزواج.
شهد معرض وزارة التضامن الاجتماعى «ديارنا» للحرف اليدوية والتراثية بمارينا ٥، إقبالًا غير مسبوق من الزوار، محققًا حجم مبيعات قياسى، وعلمت «البوابة نيوز»، أن إجمالى مبيعات المعرض بلغ بنحو ٥ ملايين جنيه، منذ افتتاحه، ولا تزال المبيعات مستمرة، وهو ما يعكس الإقبال الشديد على المنتجات الحرفية.
وكانت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، قد افتتحت معرض «ديارنا» لتسويق المنتجات اليدوية والتراثية، يوم ١٤ يوليو الجارى، والذى يقام تحت شعار «مصر بتتكلم حرفى»، بمارينا ٥، بالساحل الشمالى، والذى يستمر على مدار شهور الصيف، وحتى ٢٠ سبتمبر المقبل.
وتقسم فترة العرض على ٧ فترات متتالية، كل فترة ١٠ أيام، يتم خلالها تغيير بعض العارضين، وتنويع المنتجات، وذلك فى إطار جهود وسياسات وزارة التضامن الاجتماعى، لتقديم مختلف سبل الدعم، لصغار المنتجين، والترويج للمنتجات الحرفية والتراثية المصرية، فى مختلف محافظات الجمهورية.
يقام المعرض على مساحة ١٢٠٠ مترًا مربعًا، ويستمر يوميًا حتىى الساعة الثالثة صباحًا، ويشارك فيه ١٠٠٠ عارض، بمنتجات متنوعة، من السجاد والكليم والاكسسوار والزجاج والخوص والمفروشات والكروشيه والمكرميه والملابس والخزف والاكسسوار المنزلى، من الأخشاب والنحاس والفضة والألباستر والمنتجات الحرفية واليدوية والتراثية الخاصة بأصحاب المشروعات، من الجمعيات والأسر المنتجة، وغيرها من المنتجات التى تتلاءم مع موسم الصيف واحتياجات المصيفين والمنتجات الشبابية بمشاركة عدد من المحافظات منها محافظات أسوان والإسكندرية والقاهرة وسوهاج والفيوم وسيناء وقنا وعدد من المؤسسات والجمعيات الأهلية ممثلة فى جمعية الهلال الأحمر المصرى ومؤسسة أبو هاشم للاحتياجات الخاصة وجمعية المكفوفين.

منامة للبحر والشاليهات من الكليم القطن
بجناح كبير يشارك عصام ياسين القادم من مدينة فوة بكفر الشيخ، بمنتجات كثيرة من الكليم اليدوى القطن بموديلات جديدة من الخداديات والمنامات والشنط، إلى جانب الكليم الصوف بموديلاته التقليدية الكلاسيكية، معتمدًا فى الأشكال الجديدة على قلة عدد الألوان فى الكليم، وخاصة درجات اللون البيج ودرجات اللون الطوبى، لتناسب ألوان الأثاث الهادئة.
وتحمل رسوم الخداديات الهوية المصرية بمشاهد من الريف أو عبارات «أنستونا، أهلًا وسهلًا» بحروف فرعونية، ويمكن أن تصنع خصيصًا بأسماء أصحاب البيت، نتعلم من الناس أن نصنع ما يريدونه، ولهذا صنعنا الكوشن القطن بدل الصوف، وبمقاسات متعددت صغيرة وكبيرة تناسب كل الأذواق والعديد من الاستخدامات.
المنامة المحشوة بالفايبر ذات الغلاف الكليم القطنى، تكفى لينام عليها شخص واحد على البحر أو داخل الشاليه، ويمكن أن تفرغ من الفايبر وتغسل، ويعاد الفايبر اليها مرة أخرى، مثل الوسائد.
بعض هذه المنتجات من إيدى فتيات جمعية نداء بقنا، والتى ترأسها الدكتورة هبة حندوسة، بعد أن قام عصام بتدريبهن، وتسليمهن الخامات والأنوال، ويتولى هو تسويق هذه المنتجات فى المعارض، بعد أن يشتريها منهن.
ويغزل «عصام» مقاسات صغيرة من الكليم القطن ويترك لعشاق تدويرها أن يستخدمونها كما يشاءون، يتم تقفيلها فتصبح حقيبة يد، أو معلقة على الحائط، أو ظهر أو قعدة كرسى، أو بحسب مايريد كل شخص.
فى كل الموديلات؛ يحرص «عصام» على تنعيم فتلة الصوف، استجابة لطلب الناس، فهو يشارك هذه المرة بجناح كبير، بعد أن زاد عدد العاملين الدائمين فى ورشته إلى ١٢٠ حرفيًا، بعد أن كانوا ٦٠ فقط وغير منتظمين، قبل عامين.
الكليم القطن الذى يصنعه «عصام»، يصلح للفرش على الأرض أو على الكنبة، وبعض هذه الأكلمة تصاميمها من إبداع طلاب كليات الفنون بالجامعة الألمانية والأمريكية بالقاهرة، نصنع لهم مشروعات التخرج مجانا من الكليم اليدوى، شريطة أن يقومون باهدائنا تصميماتهم، ونحن نغير فى بعض ألوانها أو نبقيها كما هى، مع المحافظة على تراث الكليم المصرى اليدوى الأصيل.
وتجد هذه الموديلات اقبالًا كبيرًا، لأنها تحمل روح الشباب وتلفت نظر زوار معرض «ديارنا» عامًا بعد عام، وأن كانت هناك موديلات تقليدية بسيطة لا تموت، مثل رسمة المساطر، والفانوس، والزجزاج الفرعونى والبوهو الأزرق والأصفر، وورق الشجر والطبلة والأهرامات وموج البحر.
سجادة تمتص الماء وشنطة ضد الصدمات
جناح د. محمد درغام، يعرفه زوار معرض «ديارنا»، من بعيد، من خلال سجاجيده المميزة،التى تمتد من أول المعرض وحتى الجناح، بألوان مميزة، وأشكال دائرية جذابة، وبتدرج فى درجات اللون الواحد، أو «جانجاه» براند كل منتجاته من قواعد الأوانى الساخنة، والمعلقات والحقائب الجانجاه.

ليست الألوان ولا الشكل المضفر، هو فقط ما يميز منتجات أستاذ النسيج بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، بل هو ذلك النسيج المدهش، بطراوته ومرونته ومتانته، وهو نسيج من خلطة خيوط من خامات البيئة المصرية، ومعالج بمواد معينة، وملونة ومشكّلة بطريقة مبتكرة، على غرار الكليم اليدوى، الذى كانت تصنعه جداتنا من قصاصات القماش، لكن لا يخبر د. درغام بأسرارها أحدا، ولا حتى بالأدوات التى يستخدمها فى جدلها، حتى لا يتعرض المنتج للتقليد.
وفى عام ٢٠١٤؛ جاءت فكرة الاستفادة من بعض الخامات التى تعرف عليها، إلى د. درغام، وكذا طريقة معالجتها، خلال عمله بالمصانع، وقرأ الكثير فى المراجع العلمية، عن كيفية تحويلها لمنتج جمالى، ونجح فى الوصول لخلطة من النسيج المعاد تدويره بسمك وألوان ومواصفات معينة، ظل يجرب تحويلها لمنتج صالح للتسويق حتى ٢٠١٧.
«جانجاه» أو الخيوط المتداخلة والمتجانسة الألوان، اسم نابع من سياسة وطريقة تشكيل الخامة، التى تتميز بهذا التداخل اللونى، وبالدرجات المختلفة للون الواحد، يعتمد تصميم كل منتج على مناسبته لطبيعة الخامة ولوظيفته، وتتنوع المنتجات بين اكسسوارات المنازل، مثل قواعد الأوانى الساخنة، والمفارش والأطباق أو سلال الخبز والفاكهة، وبين الديكور، كالمعلقات والأطباق المزخرفة والسجاد أو مشايات المطبخ، والشنط والمحافظ.
فى هذا المعرض الجديد؛ يركز د. درغام على ديكورات الشاليهات والمنازل، التى تناسب جو الصيف والمصايف، وأضاف إلى معلقات أو أطباق الحائط، رسومًا على النسيج، يطرزها بخيوط القطن، بتصميمات جديدة من الموروثات الفرعونية كزهرة اللوتس، وكالنجمة الاسلامية الشهيرة والوردة التقليدية. أو زخارف نوبية، أو بموتيفات شعبية مصرية.
أما الألوان التى يقدمها فى هذا الصيف، فيركز على الفسفوريات من البيج والبنى والفسفور البنفسجى والروز المميز للفنون الشعبية القديمة، والمناسب للصيف والبحر، وستجد هذه الألوان فى شنط البحر كبيرة الحجم التى تصلح لوضع مستلزمات البحر من الفوط، وألعاب الأطفال، كأنها قفة مبطنة بكيس قماش قطن من الداخل، يشد رباطه ليحفظ المحتويات بداخله، وبيدين طويلتين ليمكن حملها على الكتف.
ومن بين المنتجات الجديدة أيضا لـ«جانجاه»، العياشات، وبورتوفيه على شكل نصف دايرة بسوستة، ودواسات وسجاد بأحجام مختلفة، وأيضًا مفارش السفرة، التى لا تقوم فقط بحماية السفرة من الأوانى الساخنة، لكن أيضا تعطى شكلًا جماليًا بعد حمل الطعام.
أما السجاجيد فمتعددة الاستخدام، نفس السجادة يمكن استخدامها للمطبخ أو للحمام أو للبلكونة، أو مشاية أمام باب البيت أو حتى فى غرفة النوم، فسمك نسيجها لا يقل عن ٨ مليمترات، السمك الكبير، وصفة الإسفنجية للخامة، تجعلها تمتص الصدمات ولا تسبب التزحلق.
تتميز سجادة «جانجاه» أيضًا بأنها عندما تبتل تمتص الماء ولا تظهر لها أى رائحة غير محببة وتنشف سريعًا، كما أنها لا تتأثر بالغسيل داخل الغسالة، وألوانها تظل بنفس رونقها، طالما غسلت بصابون الألوان مثل الملابس.
ولدى د. محمد درغام، ورشة، يعمل فيها معه نحو ٨ حرفيين وحرفيات، كل حرفى مسئول عن جزء من خط إنتاج المنتج، ويحرص هو على أن يستشير زوجته فى التصاميم، وفى الألوان، والخبرة الحياتية كسيدة وكمستخدمة للمنتجات، وتساعده هى وابنته صاحبة الـ١٧ عامًا فى التسويق، خاصة خلال المشاركة فى المعارض، ورسميًا فإن أسرة د. درغام مسجلة كأسرة منتجة، بوزارة التضامن الاجتماعى، منذ العام ٢٠١٧.
وتبدأ أسعار «جانجاه» من ١٥ جنيها، وحتى ٦٥٠ جنيهًا، فقواعد الأكواب بـ١٥ جنيهًا، ويصل سعر مفرش السفرة إلى ٤٥٠ جنيهًا، والمحفظة بـ٣٠ جنيهًا، ويصل سعر شنط اليد إلى ٣٥٠ جنيهًا للحقيبة الكبيرة، والأصغر بـ١٥٠، وهناك حجم بـ١٠٠ جنيه فقط، أما السجاجيد فتتراوح أسعارها بين ٥٠٠ و٦٥٠ جنيهًا، حسب الحجم والتصميم، ويدين د. درغام لمعارض ديارنا بالفضل، لأنها عرفته على الجمهور، وأتاحت له فرصة التعرف على آرائهم.
فى جناحهما بمعرض ديارنا بمارينا ٥ بالساحل الشمالى، تعرض الأختان «نهى» و«نسرين»، منتجاتهما من المفارش والخداديات والشيلان والتابلوهات والأباجورات والستائر، برسوم بارزة للورود واللوحات التراثية والزخارف الإسلامية والوجوه الأفريقية، وكلها تحمل اسم «هاند ميد نسرين» اختارته الأختان ليكون علامة تجارية أو براند، لمنتجات أسرتهما المنتجة التى تضم الآن أكثر ٢٠ سيدة.
«نسرين» بدأت القصة حين رأت منتجات يدوية مطرزة، فى البلاد التى زارتها، كالمجر والنمسا وتركيا، ولمست كيف يتهافت على اقتنائها المصريون، فأرادت أن تصنع مثلها، وبدأت العمل بمبلغ بسيط أقل من ألف جنيه، اشترت به قماشا وخيوطا، وبدأت فى التطريز.
لم يكن الأمر سهلا على «نسرين حسين زيدان»، خريجة تجارة خارجية وعلاقات دولية، فهى لم تمارس التطريز كثيرًا، رغم أنها كانت تحب أن تراقب والدتها وهى تطرز الكنفا والتابلوهات، كما كان والدها رسامًا صاحب لمسات فنية مميزة.
بعد شهر ونصف قضتهما فى تطريز مفرش سرير؛ قررت «نسرين» أن يكون عملها اليدوى فى التطريز هو مصدر رزقها، بعد أن لاحظت تهافت سيدات العائلة على شرائه.
كانت «نسرين» تعرف كيف تطرز باستخدام غرزة الحشو، لكنها استفادت من فيديوهات «يوتيوب» فى تعلم غرز أخرى على المنسوجات، وشاركها أختاها «نهى» و«نيفين» فى اختيار الألوان والرسومات.
وبعد أن بدأ انتاج الأخوات الثلاثة يلقى اقبالًا، فكرن فى البحث عن طريقة تزيد من انتاجهن، وبحثن وسألن حتى عرفن طريق ماكينة تطريز الشنيط، وهى ماكينة يدوية قديمة، وتعمل بها عدة ورش الآن.
بحثت الأخوات الثلاثة عن كيفية الاشتراك فى معارض ديارنا بعد عامين من العمل، وأصبح لديهن الكثير من المنتجات التى يردن عرضها على جمهور لا يعرفونه، خارج العائلة والأصدقاء، بعد عامين من البداية الصعبة البطيئة.
سبع سنوات من المشاركة فى معارض «ديارنا» التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعى، تحول فيها مشروع «هاند ميد نسرين» إلى مصدر دخل لأسر الأخوات الثلاثة وأيضًا أسر الكثير من الفتيات والسيدات اللآتى يعملن معهن، وأصبح لديها أكثر من ١٢٠ ماكينة تطريز، وتصدر خارج مصر.
وتستخدم «نسرين»، أقمشة الكتان والشيفون والحرير، وأيضًا أقمشة أخميم من الشيلان والملايات والكوفرتات والستائر، وتخصصت «نهى» فى تسويق المنتجات، وتحرص على أن يكون التقفيل أو التشطيب بيديها، لأنه ما يضمن سمعة منتجات أسرتهن المنتجة، ولا تزال تعتمد على معارض ديارنا، وعلى زوارها الذين يرون منتجهن خلال المعارض، وقد يطلبون من انتاجهم فيما بعد، بالاضافة إلى ما اشتروه من المعرض، وبجانب المعارض تسوق انتاجهن عن طريق التسويق الالكترونى عبر «فيسبوك».
البوف المطرز باليد سعره ١٤٠٠ جنيه، والخدادية ٣٠٠ جنيه، والستارة ٣ آلاف جنيه، لأنها تحتاج ٥ أمتار قماش، وبنحو ٥٠٠ جنيه خيوط صوف على حرير، ويستغرق تطريز مفرش سرير وخداديته نحو شهرا ونصف الشهر، وسعره ٢٥٠٠ جنيه، لكن المنتجات التى تستخدم فى تطريزها الماكينة تكون أقل سعرًا، فالشال المستخدم فى تطريزه الماكينة يصل إلى ٤٠٠ جنيه، ولا تستغرق القطعة أكثر من ثلاثة أيام عمل.
طلبت منها بعض زائرات ديارنا أن تصنع لهن حقائب يد، من نفس شكل مفارش الكورشيه المطرزة بالوردات المبهجة التى اشتهرت فى كنب مسلسل «أبوالعروسة» وطلبت من «جيهان» كثيرًا، فما كان منها إلا قامت بخياطة المفارش بغرزة الكروشيه لتحولها إلى حقائب أمام أعينهن وقبل أن ينهين جولتهن بمعرض ديارنا، ولا تزيد أسعاها عن ٣٥٠ -٤٥٠ جنيهًا.
فى جناح «جيهان هاند ميد»، تحكى الاسكندرانية جيهان يوسف، عن علاقتها بشغل الإيد الذى تعلمته من معلمتها فى الثانوى، بالاضافة لخبرتها من أمها، وظلت علاقتها بـ«الهاند ميد»، فى حدود بيتها ولمهاداة الأقارب والأصدقاء طوال حياتها الزوجية، فقد كان زوجها تاجر أدوات صحية، لكن الأمور تأزمت قبل وفاته بخمس سنوات، لسوء حالته الصحية، ووجدت نفسها مسئولة عن ابنتين تدرسان فى الصيدلة والألسن، ومعاش ٩٠٠ جنيه.
وهنا قررت «جيهان» أن تبيع ما تصنعه يداها من الكروشيه وغيره، وتتوقف عن مهاداته، وطرقت أبواب التعلم طويلًا، فهى خريجة كلية التجارة، وتعلمت الكمبيوتر، ثم شاركت فى كورسات للغة الانجليزية، وأيضًا فنون جميلة.
وطلبت منها الزبائن بعد مشاهدتهم لديكور كنبة مسلسل «أبوالعروسة»، ضهرية الكنبة، وبدأت فى إنتاج الكثير منه بألوان مختلفة، لتناسب كل الأذواق، وثمنه ٣٥٠ جنيها، ويأخذ منها شغل شهرين.
وتعلمت «جيهان» من كورسات التسويق أن تضيف إلى سعر الخامات، كل ما يدخل فى صنع المنتج، مثل الكهرباء والمواصلات لشراء الخامات أو التسويق، أو حتى مقابل ركن السيارة، بالاضافة الى المصنعية، لكنها تؤكد أن هذه «الحسبة» لا يمكن تحقيقها، لأنها ترفع من سعر المنتج، بحيث لا يسهل بيعه، فتضطر لأن تخفضه.
فى شهور كورونا الطويلة، جمعت «جيهان» ابنتيها وابنة خالتها، وضمتهن إلى العمل معها فى انتاج الكروشيه، ليس لديها ورشة ولا عاملات، فقالت لهن إن نكن منتجات، خير لنا من أن نكن مستهلكات، ولم تقتصر على شغل الكروشيه، بل تعلمت التفصيل وتصنع الجاكت القطن، والكاش مايو من الدانتيل ومن القماش الفيليه، إلى جانب جواكت وبلوزات وجيلهات الكروشيه.
«جيهان» حصلت خلال الفترة الماضية على دورة تدريبية فى صناعة الحقائب الخرز الزجاج والبلاستيك البيضاء، بعد أن طلبتها منها الكثيرات عبر صفحتها على «فيسبوك»، وبالفعل لاقت رواجًا كبيرًا.
لا تتوقف «جيهان» عن صنع أشكال من الملابس الموضة بالكروشيه، الكاردجان الطويل والقصير، والكاش مايو والبلوزات المطرزة بالخرز الأبيض الكبير، بالاضافة إلى المفارش والخداديات الكروشيه ذات الألوان المبهجة التى تتميز بصنعها وتبدأ أسعارها من ٣٠-١٣٠٠ جنيه حسب الشغل، كما تصنع شباشب من الكروشيه، والنعل ايطالى والوش جاهز، وتدمج بين الكروشيه وكتان أخميم والجبلان تركى فى مفارش السفرة والسرير بأشكال مميزة، وأيضًا تصنع عرايس الأوميجرومى التى تلقى اقبالًا كبيرًا من السائحين.
وتحلم «جيهان» بكيان أو جهة تكون تكون مشرفة على إحياء الحرف التقليدية، وتساعد الحرفيين فى توفير الخامات بأسعار الجملة، مثل العراوى والأزرار وبطانات ياقات القمصان وغيرها، «من إيد لإيد بتبقى غالية»، وأن تكون هذه الجهة مسئولة ومختصة أيضًا عن تطوير الحرف والتدريب، إلى جانب الاشراف على التسويق داخل مصر وخارجها، وتساعد المنتج على نمو مشروعه وحماية الحرفة من الاندثار.

شال وثوب سيناوى وزيت زيتون

من شمال سيناء جاءت خضرة شبانة، رئيس مجلس إدارة جمعية الأرض الطيبة للتنمية الشاملة بشمال سيناء، بأحجام من الشيلان والشنط والخداديات المطرزة بالإبرة السيناوية المميزة، وزيت الزيتون وزعتر وهريسة حارة ودقة لتشارك بها فى معرض ديارنا بمارينا ٥ بالساحل الشمالى.
«خضرة» تدرب الفتيات على تطريز الغرزة البدوية، التى ورثت حرفة تطريز موتيفاتها عن أمها وجدتها، ويساعدها ابنها «وليد» فى شراء الخامات من القاهرة «الأقمشة والخيوط»، كما يساهم فى تسويق المنتجات، بالمشاركة فى المعارض أو عبر التسويق الإلكترونى.
«خضرة» صاحبة أسلوب سلس وجذاب منحها مهارة فى التسويق، وتلفت الزائرين والزائرات للمعرض إلى دقة الغرزة وجمال ألوانها، والجهد الذى بذلته الفتاة أو السيدة حتى تخرج القطعة فى أفضل شكل، وتحافظ على تراث الأجداد.
وتتميز الغرزة السيناوية بأشكالها التراثية ويعبر كل نقش عن القبيلة أو المنطقة التى تنتمى لها المرأة، من أشهرها «الصليب، الكفافة، المربع، المعين، المثلث،عرق الفنجان، شجرة الجميزة، القروش أو خطوة سلمى وغيرها»، «عشان نقدر نحافظ على تراثنا لم تعد الغرزة السيناوية قاصرة على الأزياء البدوية التقليدية، بل نزين بها منتجات عصرية بالموتيفات البدوية مثل شنط الظهر وشنطة المولود وشنطة اليد والكمامة، والفيزت والكوفية».
وتضيف «خضرة» نسبة ربح ٢٠٪ على حاصل جمع ثمن المستلزمات، ومقابل الصنعة الذى تحصل عليه الفتاة التى تقوم بالتطريز، لتحسب ثمن المنتج النهائى، فشنطة اليد المطرزة مثلا بـ١٥٠ جنيها، وشنطة الظهر بنحو ٢٠٠ جنيه، والشال يتراوح مابين ٤٠٠ و٥٠٠ جنيه وهكذا.