الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مبادرة إحياء روح الموصل.. «اليونسكو»: شكرًا يا «الإمارات»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتبوأ الإمارات مكانة دولية رفيعة لدورها البارز فى دعم الثقافة والعلوم، الأمر الذى دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» لإطلاق حملة فريدة من نوعها لتوجيه الشكر والتقدير لدولة الإمارات لدورها الرئيسى والمحورى فى إنجاح مُبادرة «إحياء روح الموصل» من خلال إعادة إعمار التراث كسابق عهده وإنشاء مساحات جديدة للأنشطة الاجتماعية والدينية وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لتحرير الموصل، فى يوليو الحالى، حيث تضمنت الحملة النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى والوسائط المُتعددة ومن خلال عشرات الأفلام المسجلة والصور الفوتوغرافية لمراحل تطور العمل.

كما افتتحت «يونسكو»، معرضًا دائمًا للصور الفوتوغرافية داخل أروقتها فى العاصمة الفرنسية باريس لتجسيد الإنجازات التى حققتها مبادرتها «إحياء روح الموصل» ودور الإمارات الأساسى فى إعمار المبانى الأثرية، وإنعاش الحياة الثقافية، والنهوض بقطاع التعليم.

وكشفت «يونسكو»، فى ذكرى طرد آخر إرهابى من تنظيم داعش من الموصل، عن بعض صور التصميم النهائى لإعادة بناء جامع النورى، وأبرزت فى وسائل الإعلام الدولية استمرارية عملها وتنسيقها مع دولة الإمارات بهدف إعادة بناء كذلك كل من كنيسة الطاهرة، وكنيسة الساعة، بالإضافة إلى المنارة الحدباء، كما كانت فى سابق عهدها.

وذكرت المنظمة الدولية فى رسائلها عبر منصّات التواصل الاجتماعى، أنّه وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتحرير الموصل من نير التطرف العنيف، تقوم «يونسكو» مع شريكتها الرئيسية دولة الإمارات العربية المتحدة بعرض صور تصاميم الجامع النورى والمئذنة الحدباء الذين يُعاد بناؤهما حالياً كما كانا فى سابق عهدهما.

وأطلقت «يونسكو» حلقات فيديو أبرزت فيها دور الإمارات فى مُبادرة إحياء روح الموصل، والتى أكدت أنها تنطلق من قاعدة العلم ساعية إلى زراعة بذور السلام انطلاقًا من مقاعد المدرسة، إذ تمّ فى إطار هذه المُبادرة تدريب نحو ٣٠٠٠ معلم فى ١٨٠ مدرسة على منع التطرف العنيف من خلال التعليم.

واعتبرت فى هذا الصدد أن التراث والحياة الثقافية والتعليم هى الركائز الثلاث التى تقوم عليها مبادرة «يونسكو»، وأنّ الموصل لا تستعيد آثارها المدمرة فقط، وإنما تدب فيها الروح مرة أخرى.

وقالت «يونسكو» فى منشور لها: «تنشر يونسكو والإمارات العربية المتحدة صور تصاميم جامع النورى والمئذنة الحدباء كما سيبدوان فى عام ٢٠٢٤ بعد استكمال أعمال إعادة البناء، حيث سيُعاد المصلَّى والمئذنة إلى سابق عهدهما لتُقام فيهما الصلوات ويكونان معلمَين بارزَين بالنسبة إلى مُجمل سكان المدينة، وستُدخَل تحسينات على المبانى الوظيفية لكى تُلبّى احتياجات السلطات الدينية والمؤمنين».

ويظهر فى هذه الصور أنَّه سيعاد بناء الجامع والمئذنة باستخدام أكبر قدر ممكن من المواد التقليدية، وبإعادة استخدام العناصر التراثية التى عُثر عليها فى الأنقاض وبقايا الدمار والتخريب.

ويتضمن التصميم أيضًا الاكتشاف الأثريّ الذى أماط اللثام، فى مطلع العام ٢٠٢٢، عن قاعة الصلاة التى يعود تاريخها إلى القرن الثانى عشر، حيث سيدخل الزوار إلى أطلال القاعة من مدخل خارجيّ لا يعكر صفو الشعائر الدينية داخل الجامع.

من جهة أخرى، يتم العمل حاليًا مع الاتحاد الأوروبى على إعادة بناء ١٢٤ منزلًا تراثيًا فى الموصل بهدف إعطاء فرصة للعائلات بالعودة إلى منازلها وجذورها وممارسة حياتها.

وتُعتبر الموصل هى إحدى أقدم المُدن فى العالم، وكانت لآلاف السنين نقطة عبور استراتيجية وجسرًا يصل الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، ونظرًا إلى موقعها الاستراتيجى، أصبحت الموصل مقرًا لعدد كبير من الأشخاص المنحدرين من خلفيات وإثنيات وأديان ومعتقدات دينية متنوعة، غير أن هذا الموقع الفريد جعلها هدفًا لتنظيم «داعش»، حيث سيطر التنظيم الإرهابى عليها وجعل منها مقرًا لخلافته.

وكانت أودرى أزولاى، المديرة العامة لـ«يونسكو»، قد أطلقت المبادرة الرائدة «إحياء روح الموصل»، فى فبراير ٢٠١٨، لتكون بمثابة مشاركة المنظمة فى إنعاش إحدى المدن العراقية العريقة، ولا ينحصر إحياء الموصل فى إعادة بناء المواقع التراثية وحسب، بل يتعداه إلى تمكين السكان بوصفهم أطرافًا فاعلة فى التغيير، يُشاركون فى عملية إعادة إعمار المدينة من خلال الثقافة والتعليم.

وكانت الإمارات العربية المتحدة أول ممول وشريك لهذه المبادرة الحضارية، حيث خصصت لها ما يزيد على ٥٠ مليون دولار أمريكى. ويجرى العمل الآن على إعادة بناء المعالم البارزة فى المدينة القديمة، وذلك بعد إنجاز الأعمال التحضيرية المكثفة التى شملت التوثيق وإزالة الألغام، وتنظيف الموقع وإخلاءه من الأنقاض مع تنظيف الأحجار ذات القيمة التاريخية وتخزينها من أجل إعادة استخدامها، وتدعيم البنية وإجراء دراسات استقصائية والتشاور مع الجمهور، ودراسة الميدان واختبارات التربة، وإجراء تنقيبات أثرية.