السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

هشام النجار: جبهة إسطنبول تخطط لإنهاء عمل لجنة "طلبة" وتحميلها مسئولية فشلها

هشام النجار، باحث
هشام النجار، باحث في شئون الجماعات المتطرفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في منتصف الشهر الجاري، وتحديدا في 17 يونيو2022 تنتهي المدة المحددة للجنة المؤقتة القائمة بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية برئاسة الإخواني مصطفى طلبة، والتي أعلنتها في منتصف ديسمبر الماضي جبهة إسطنبول بقيادة الإخواني محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة.
ولم تنجح اللجنة المؤقتة في عزل أحد أطراف الصراع، أو حتى رأب الصدع والانقسام الكبير الذي بات متداولا في وسائل الإعلام، مع استمرار الاتهامات المتبادلة بين طرفي الصراع جبهة إسطنبول وجبهة لندن التي يقودها الإخواني إبراهيم منير.  
قال الكاتب هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية المتطرفة، إن اللجنة المؤقتة لم تتمكن من التغيير نظرا للعديد من العوامل أهمها توجهات الحكومة التركية حاليا بشأن تقليص نشاط الإخوان داخل تركيا وتقديم تنازلات لمصر على حساب تشديد الإجراءات ضد قادة الجماعة وعناصرها ووضح ذلك من ترحيل بعض الإعلاميين وغلق قناة مكملين، وهذا مَثَّل عبئا على مجموعة محمود حسين التي لم تجد أي إنجاز من أجل الاستناد عليه بل يخطط "حسين" لإنهاء عمل لجنة "طلبة" لتحميلها مسؤولية فشل الشهور الماضية.
وأضاف "النجار" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن العامل المهم الثاني هو رغبة قيادات جماعة الإخوان في السجون في تمكين إبراهيم منير من السيطرة على مقاليد الجماعة، وإنهاء حالة الانقسام وهو ما وضح في البيان الخاص الذي أعلن خلاله انحياز محمد بديع لـ"منير" وتفويضه إياه لقيادة الجماعة، وهذا راجع للرغبة في التأقلم مع المستجدات، ومحاولة للحاق بمسارات فتح باب الحوار في مصر، ورغبة الجماعة أن تكون في هذا المشهد للاستفادة منه في تحقيق مكاسب، وحل لبعض الملفات المستعصية مثل الهاربين والمسجونين.
ويعتقد الكاتب والباحث في شئون الجماعات، أن تعامل الجماعة بطريقة ردود الأفعال دون وجود رؤية واستراتيجية شاملة مبنية على عمل مراجعات شاملة فكرية وفقهية وسياسية يجعلها تظل جامدة في مكانها ولن تقدر على التعامل مع أزماتها أو معالجة مشكلاتها.
وحول رغبة الجماعة الإرهابية في العودة للمشهد، وصف "النجار" هذه الرغبة بـ"الأمنيات لا أكثر" لأنها ووفقا لرأيه متصرف عاطفي حيال فتح باب الحوار الوطني في مصر، وهو مسار خاص بالقوى السياسية والمعارضة الوطنية التي لا تنطبق معاييرها على جماعة الإخوان التي انتهجت العنف وتعاونت مع أجهزة استخبارات خارجية.
واختتم "النجار" حديثه بأن موقف الجماعة مجرد رد فعل بائس، فهي رغم رغبتها في الحوار فإنها لم تستبق ذلك بأي إجراء ينم عن اعتراف بأخطاء منهجية أو تصحيحها لذلك ظهر موقفها كرد فعل قاصر وبائس.
يشار إلى جماعة الإخوان الإرهابية شهدت عبر تاريخها الممتد لأكثر من تسعة عقود ماضية، العديد من الظواهر والتحولات الحاسمة، وفي هذه المرة تشهد الجماعة تحولا لمركز القيادة للمرة الأولى من القاهرة إلى عواصم ومدن أجنبية مثل لندن وإسطنبول، ما طرح العديد من الأسئلة حول مستقبل الجماعة وتأثيرها لجانها وتنظيماتها المصغرة في العديد من الدول العربية.