الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أندريه زكي: عيد القيامة المسيح يأتي وسط عالم مملوء بالاضطرابات

الدكتور أندرية زكي
الدكتور أندرية زكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألقى الدكتور القس أندريه زكي ، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية كلمة بمناسبة عيد القيامة المجيد.

وتنشر “البوابة نيوز” نص الكلمة التي ألقاها الدكتور القس أندريه زكي والتي جاء نصها كالآتي : أهنئكم بعيد القيامة المجيد الذي نحتفل فيه بذكرى قيامة السيد المسيح من الموت وانتصاره على الموت. وذلك وسط عالم مملوء بالاضطرابات: 
 اضطراب الجائحة: 
مازالت جائحة كورونا تسود العالم. رغم أنه من نعم الله على الإنسانية أن أعطانا اللقاح الذي ساعد الدول في السيطرة على الجائحة وانتشار الفيروس إلى حد كبير. 
 التردد والخوف: 
مازال الخوف موجودًا في كل دول العالم: هل نعود للحياة الطبيعية كما كنّا؟ ثمة تردد في التوجهات الدولية نحو الجائحة الآن. لا أحد يعرف ما الذي سيحدث خلال شهور.
 الحرب: 
مع ذلك، لم تتعلم الإنسانية الدرس من الجائحة لنفاجأ بالحرب المدمرة بين روسيا وأوكرانيا مما دمّر الكثير من البنية التحتية لأوكرانيا.  
 آثار الحرب في أنحاء العالم: 
ارتفاع الأسعار في العديد من دول العالم، وانخفاض قيمة بعض العملات المحلية مقابل الدولار الأمريكي، وارتفاع أسعار البترول. 
• معنى القيامة وسط هذه التحديات: 
السؤال الذي أريد أن اطرحه عليكم أحبائي اليوم هو: ما الذي يعنيه أن نحتفل بعيد القيامة المجيد وسط كل هذه التحديات؟ اضطرابات أورشليم
• اضطرابات أورشليم وقت القيامة: 
بل وحتى في نفس سياق أحداث القيامة التي نحتفل بذكراها اليوم كانت أورشليم المدينة التي خدم بها السيد المسيح مليئة بالاضطرابات:
اضطرابات سياسية: 
كانت أورشليم تعيش تحت حكم الاستعمار الروماني الذي فرض عليها نمطًا مختلفًا من التوجهات السياسية. 
 وكان بيلاطس هو الحاكم الروماني وقت محاكمة السيد المسيح. 
 لم يكن هذا الحكم الاستعماري هيّنًا على اليهود.

اضطرابات اقتصادية: 
وفقًا للمؤرخ اليهودي يوسيفوس: 
 ازدادت نسب الفقر في القرن الأول الميلادي في هذه المنطقة 
 أسعار السلع كانت باهظة جدًّا ولم تكن في متناول الجميع
 تأمين المسكن لم يكن سهلًا للأسر التي تعيش في مستوى مادي عادي. 
 لهذا نعرف أن المسيح لم يكن له بيت في حياته "ابن الإنسان فليس له اين يسند رأسه" (مت 8: 20). 
 الضرائب المرتفعة: كان على الشعب أن يدفعوا الضرائب للإمبراطور الروماني وهذه الضرائب لم تكن للمنفعة العامة للشعب، بل كانت تذهب بالكامل للمستعمر الروماني. 
 لهذه الأسباب: قامت العديد من الثورات في هذه المنطقة  
اضطرابات اجتماعية: 
وفقًا لفيلون، المؤرخ اليهودي، الذي عاش في الإسكندرية في القرن الأول الميلادي: 
 زادت حالة الاستقطاب والتجاذب في أورشليم بين فئات المجتمع المختلفة. 
 حتى بين المسيحيين الأوائل وبقية الشعب كان هناك تجاذب وحوار اجتماعي حول طبقات المجتمع المختلفة. 
 فنجد يوحنا المعمدان يواجه القيادات لصالح الفقراء ونجد السيد المسيح وتلاميذه يتعرضون لمضايقات ليس بسبب أمور شخصية، بل بسبب توجهات اجتماعية تنصف الضعيف والمظلوم والفقير.
• خلاصة اضطرابات اورشليم: 
باختصار، كان المشهد في أورشليم مضطربًا من كل النواحي. وقد عاش السيد المسيح -في قلب هذا المشهد- يعلن قيم ومبادئ ملكوت الله. 
المسيح القائم فوق الاضطراب
• اضطرابات التلاميذ:  
o اضطراب التلاميذ من اليهود: 
• الخوف والهلع المستمرين: يكشف لنا إنجيل أن سبب خوف التلاميذ ليس بسبب فقدان المسيح فقط، بل بسبب الخوف من اليهود. 
• اختبأوا خلف أبواب مغلقة: هذه الحالة غير العادية من الاضطراب الاجتماعي جعلت التلاميذ يحبسون أنفسهم داخل غرفة واحدة. 
• حالة اقتصادية غير مستقرة: هؤلاء التلاميذ لم يكن لديهم ما يقتاتون منه بعدما تركوا وظائفهم وتبعوا السيد المسيح. في الإصحاح التالي في إنجيل يوحنا سنرى أن التلاميذ يعودون لحرفة الصيد مرة أخرى.  
o المسيح القائم يتنصر على اضطراب التلاميذ: 
وسط هذا الاضطراب، أظهر السيد المسيح نفسه حيًّا للتلاميذ رغم كل الأبواب المغلقة.
 تدخلات الله فائقة للطبيعة: تفوق تصوراتنا وحلولنا البشرية. تظل الأبواب مغلقة، ولكن الله يعرف كيف يأتي للإنسان وسط كل الجدران. 
 دعوة للانتصار على الاضطراب: 
أيًّا كانت الاضطرابات التي تجتازها، والأبواب المغلقة التي تختبئ خلفها: 
• المخاوف والإحباطات المختلفة 
• الشعور بعدم الأمان والخوف من المستقبل 
• الحزن الناتج عن أي إيذاء من أي نوع 
• تشوُّش الرؤية وعدم وضوح الأهداف
• مشاعر الخذلان والشعور بالوحدة
في كل هذه تحديات تؤكد لنا قيامة المسيح أن الله لا يتركنا نواجهها بمفردنا، هناك دائمًا أمل ورجاء في أن نجتازها.  
• رسائل القيامة لنا اليوم:
في ظهور المسيح لتلاميذه بعد القيامة الذي يرويه لنا إنجيل يوحنا الإصحاح 20، نجده يركز على رسائل في غاية الأهمية ما أشد احتياجنا لها الآن:  
 رسالة السلام: 
• "سلامٌ لكم": وقف السيد المسيح في وسط التلاميذ، وأعلن هذا السلام، رغم كافة الظروف التي كان التلاميذ فيها؛ الخوف والاختباء وعدم الأمان.  
• "وقف" المسيح وسط التلاميذ: والفعل اليوناني لا يعني مجرد الوقوف بل هو وقوف القيامة، هو وقوف من كان ملفوفًا بالأكفان قبل وقت قليل. 
• السيد المسيح كان يعلم جيدًا ما يمرون به من تحديات لكنه أكد أنه قادر أن يمنحهم السلام. 
• ما أحوج عالمنا اليوم لهذا السلام! 
o إرسالية جديدة: 
 "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا": أكد السيد المسيح دائمًا أن رسالته هي رسالة المحبة والسلام. 
 ونحن أيضًا مكلفون بإرسالية السلام والمحبة هذه.  
نحن مكلفون ومُؤتَمنون من الله بأن 
 نقدم هذه الرسالة -رسالة السلام والمحبة والطمأنينة- لكل من يعيش مختبئًا من الخوف والاضطراب. 
 نواجه الكراهية والعنف، وندعو للتسامح والمحبة
 بأن نساعد كل يائس على الخروج من براثن اليأس والإحباط  
 بأن نعمل على نهضة المجتمع ومساعدة المحتاجين والمهمشين 
 نحن مكلفون جميعًا بخدمة الإنسانية، إرسالية القيامة وتكليفها هي خدمة الإنسانية

 

 خليقة جديدة بقوة الروح القدس: 
 لقد كرم الله خليقته، وجزء من هذا التكريم هو التجديد والتنقية. 
 تجددت شخصيات التلاميذ المضطربة بفضل القيامة، فاكتسبوا قوة وحكمة
 تحول التلاميذ من مختبئين خلف أبواب مغلقة إلى أناس يساهمون في تغيير تاريخ البشرية. 
 هكذا يريد الله أن يجددنا، أن يجعلنا شخصيات قادرة على المقاومة والصمود، نكتسب من الظروف الصعبة والتحديات قدرةً وقوةً واستعدادًا لمواجهة كافة الظروف.  
لكن بمجهوداتنا البشرية فقط لن نستطيع، لذا وعد السيد المسيح بأن الروح القدس: 
 يقودنا ويسهل إرسالية السلام
 يعلمنا ويكسبنا الحكمة والفهم 
 يذكرنا دائمًا بأهدافنا وبرسالة حياتنا التي خلقنا الله لأجلها 
لا تضطرب قلوبكم
أعلان المسيح لتلاميذه قبل صلبه: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي" (يو 14: 1). 
 لماذا لا يجب أن تضطرب قلوبنا؟ 
 لأن القلب المملوء بالإيمان بالله لا يضطرب، فهو يدرك أن الله يسند ويدعم.  
o ما هو نوع الإيمان الذي يهدئ اضطراب القلب؟ 
 هو الإيمان الراسخ بأن المسيح حيٌّ، وأنه انتصر على أعتى أعداء الإنسانية وهو الموت. 
معنى القيامة وسط الاضطراب
o الموت هو أكثر ما يخيف الإنسان: 
فإن كان المسيح قد انتصر على الموت، فإنه انتصر أيضًا على كل ما يخيف الإنسان ويهدده. 
نحن خليقة الله المميزة:
لأننا خليقة الله المميزة، الله يحبنا ويشملنا برعايته.

إن كانت لنا هذه التأكيدات فلا نخاف: 
لا نخاف، بل نشعر بالسلام ونسعى لنشر هذا السلام بين الجميع. 
إرسالية السلام لتغيير واقع الإنسانية: 
إرسالية السلام ليست إرسالية كلامية بل لتغيير واقع الإنسانية من حولنا.  
 الحرب لا تحقق مشيئة الله: 
 لقد قدم القادة المسيحيون هذه الدعوة للأطراف المتحاربة أن رسالة الكنيسة أن تعلن أن الحرب لا تحقق مشيئة الله. 
 وحينما تعلن الكنيسة هذه الرسالة فإنها تحمل إرسالية المسيح بشكل فعلي وفعّال وسط الاضطراب العالمي. تدمير الآخر لا يحقق مقاصد الله، بل هو شر يأتي من حسد وحقد وطمع الإنسانية.
 ونحن اليوم كقادة مسيحيين نقدم الدعوة من على المنبر أن تخرج الكنيسة للمجتمع وتحمل آلامه. أعطوا للمسكين والمحتاج. ساعدوا الفقير والمظلوم. فكروا في طرق تغيروا بها حال الضعفاء المُهمشين في المجتمع. 
أن تحتفل بالقيامة هو أن تنفذ إرساليتها بأن: تخلق سلامًا حيث لا يوجد سلام..