الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رمضان زمان| الشمعدان والتنور

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يترك الأدباء أى مناسبة إلا وكتبوا عنها أو وصفوها بكل ما فيها، فمنهم من نظم القصائد وآخرون لّمحوا إليها فى قصصهم أو روايتهم، بينما حاول البعض البحث والتعمق فى تفاصيل هذه المناسبة من البداية وحتى النهاية. ومن بين هذه المناسبات شهر رمضان الكريم الذى أصدر الكاتب أحمد الصاوى كتابا له تحت عنوان «رمضان زمان» عرض من خلاله كل مظاهر الاحتفال بهذا الشهر من أول أيامه وحتى نهايته، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نطلّع على ما سرده الكاتب عن رمضان زمان وكيف كان يتم استقباله..

قال الكاتب أحمد الصاوى أن مواعيد تناول الافطار والسحور فى شهر رمضان قد أعطت لوحدات الإضاءة الإسلامية أهمية خاصة خلال هذا الشهر، وكانت المواد التى تصنع منها هذه المواد تعد مؤشرا صادقا على الحالة المادية لمن يستعملونها، وبينما كانت بيوت الفقراء تضاء بواسطة «المسارج الفخارية» التى تستعمل الزيوت والفتيل وكانت منازل التجار والأغنياء مغمورة بأضواء الشمعدان والتنانير أو الشربات وجميعها مصنوعة من المعادن وإن اختلفت فى مواد الإضاءة.

الشمعدانات كانت مجرد حوامل معدنية للشموع الكبيرة، توضع عادة فى قاعات الاستقبال بالمنازل، حيث كان رب البيت يتناوله طعامه مع من يستضيفهم من الفقراء أو الأصدقاء وخاصة فى وقت الإفطار، ويندر أن يستخدم الشمعدان فى المساجد والجوامع، لأن مجال إضاءة الشموع ضيق نسبيا ولا يجدي كثيرا فى المساحات الشاسعة والمفتوحة لتيارات الهواء، وإن كان الرحالة ابن جبير قد لاحظ فى رحلته لمكة فى رمضان أن الشمعدانات الضخمة كانت تستعمل فى إضاءة بعض جوانب الحرم المكى خلال أداء صلاة التراويح، وتعد التنانير أو الثريات أكثر وحدات الإضاءة الإسلامية احتفاء بقدوم شهر رمضان سواء فى بيوت الأغنياء أو الجوامع.

بيّن«الصاوى» أن التنور هو كتلة معدنية يتضاءل الشمعدان إلى جوارها، وتختلف فى حجمها بحسب شراء صاحبها، وأيضا تبعا للسقف الذى تعلّق فيه، وفى كل تنور أكثر من مصباح يستعمل الزيت للإضاءة، وإلى حد بعيد يمكن اعتبار التنانير الإسلامية الأصل فى الثريات الحديثة المستعملة الآن.

اشتهر عن بناة الجوامع من الخلفاء أو السلاطين والأمراء أنهم كانوا يوقفون التنانير لإضاءة مساجدهم، مثل الحاكم بأمر الله الفاطمى الذى خصص لجامعى راشدة والأزهر تنورين من الفضة كان يستحيل دخولهما لهذا المسجدين إلا بعد خلع الأبواب وهدم أجزاء من الجدران. ويمكن القول بأن المسلمين كانوا يتجنبون استخدام الذهب وإلى حد ما الفضة فى عمل الشمعدانات والتنانير، نظرا لكراهية الإسلام لاستخدامها الترفى، لذلك نجد معظم المشغولات المعدنية صيغت من البرونز، وهو خليط من النحاس الأحمر والقصدير أو من النحاس الأصفر، وهو خليط من النحاس والزنك وإن لم يعدم الأمر فى استخدام الفضة والذهب فى عمل الزخارف.