السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ذاكرة 7 رمضان| عبد الناصر يهاجم الزعيم السوفيتي «خروتشوف»

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 

في مثل هذا اليوم، ٧ رمضان ١٣٧٨ هجرية (١٩٥٩ ميلادية)، هاجم الرئيس جمال عبد الناصر، الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، من داخل المسجد الأموي الكبير في دمشق، بسوريا.

بدأ تصاعد الخلاف بين عبدالناصر وخروتشوف، بعد مرور حوالي سنة على الوحدة بين مصر وسوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وتحديدًا حين انعقد في موسكو، المؤتمر الـ٢١ للحزب الشيوعي السوفيتي، في فبراير ١٩٥٩، ودُعيت للمشاركة فيه، كالعادة، الأحزاب الشيوعية العربية، وزعمائها.

ما لم يكن عاديًا وقتها، أن يتخذ زعماء الأحزاب الشيوعية العرب، وعلى رأسهم خالد بكداش، زعيم الحزب الشيوعي السوري، أماكن متميزة في قاعة المؤتمر، الذي تحول إلى منصة لمهاجمة الجمهورية العربية المتحدة باعتبارها «مُعادية للشيوعية كعقيدة»، وتُطارد زعمائها في العراق، وتحرض عليهم، وتحاصر نشاطهم الديمقراطي.

تسبب المؤتمر، في هجوم متبادل بين الزعيمين، جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا)، ونيكيتا خروتشوف، رئيس الاتحاد السوفيتي. فأثناء جولته الواسعة في محافظات سوريا، قال عبد الناصر، «إن الشيوعيين العرب يلعبون دور الطابور الخامس في خدمة الاستعمار»، ثم وصفهم لأول مرة بأنهم «عملاء للأجنبي».

ارتفعت حدة الهجوم المتبادل، في مثل هذا اليوم، ٧ رمضان ١٣٧٨ (١٩٥٩ ميلادية)، حينما قال عبد الناصر من داخل المسجد الأموي الكبير، في العاصمة السورية دمشق، «إن دفاع خروتشوف عن الشيوعيين في بلادنا أمر لا يمكن قبوله، ويُعتبر تحديًا لإجماع الشعب في وطننا.. إننا لن نبيع بلادنا لا بملايين الدولارات، ولا بملايين الروبلات». وأكد عبد ناصر أن «خروتشوف حُر فيما يقول ويفعل في الاتحاد السوفيتي، أما نحن فلسنا تحت وصاية أحد».

على الجانب الآخر، أعلن خروتشوف، استياءه من تصريحات عبد الناصر، في حفل استقباله للوفد الاقتصادي العراقي في موسكو، ثم انتقد فكرة القومية العربية، ووصفها بأنها «ليست أساسًا للوحدة».

تلك الخلافات بين الرئيس عبد الناصر، والزعيم السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، جاءت بعد حوالي عام من زيارة عبد الناصر الأولى للاتحاد السوفيتي، في نهاية أبريل ١٩٥٨، وهي الزيارة التي أتت بعد شهور قليلة من الوحدة بين مصر وسوريا، لإزاحة التوت والخلافات، بين الجمهورية العربية المتحدة والاتحاد السوفيتي، الناجمة عن «حملات الشيوعيين العرب».

وتصدر في ذلك اللقاء قضايا إسرائيل، الوحدة العربية، الأحزاب الشيوعية، والعالم العربي، مباحثات اللقاء الأول بين عبد الناصر والقيادة السوفيتية بزعامة خروتشوف. كما تناولت الزيارة آنذاك قضايا؛ مشروع إنشاء السد العالي، ومسألة التعاون النووي، ونشاط العلماء الألمان في مصر.

غير أنه لم يمر عام واحد على الزيارة، ولقاء الزعيمين معًا، حتى اصطدم عبد الناصر بخروتشوف، وتبادر الطرفان الهجوم، بسبب «الشيوعيين العرب».