الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنائس الأرثوذكسية فى العالم تصلى من أجل وقف العمليات العسكرية بأوكرانيا.. بابا روما يدعو لحل سلمي للأزمة.. وصراع مذهبي مسيحي يلقي بظلاله على الحرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا مشاعر الكنائس الأرثوذكسية شرقًا المختلفة، حيث إنها تدور في بلدين كانت كنيستهما واحدة حتي عام بدأ انقسام بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية «المعروفة أيضًا باسم بطريركية موسكو»، والبطريركية المسكونية بالقسطنطينية فى 15 أكتوبر 2018 عندما قطعت الأولى الشراكة الكاملة مع الأخيرة، من دون التوافق معها.

هكذا انقسمت الكنائس قبل الحرب بثلاثة أعوام. اتُّخذ هذا الإجراء ردًا على قرار من المجمع المقدس للبطريركية المسكونية بالقسطنطينية اتخذته فى 11 أكتوبر 2018، يؤكد على نيها إعطاء الاستقلال للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بأوكرانيا في المستقبل.

صرّح القرار أيضًا أن المجمع المقدّس سيبدأ من فوره: إعادة تأسيس ديرٍ مسكونى فى كييف، أي هيئة من الكنيسة تخضع مباشرة للبطريركية المسكونية، وإبطال «رسالة السماح» التي صدرت عام 1686 وسمحت لبطريركية موسكو ترسيم مطرانية كييف، ورفع كل الحرمانات على رجال الدين والمتدينين في الكنيستين الأرثوذكسيتين الشرقيتين الأوكرانيتين اللتين لم يكن معترفًا بهما.

هاتان الكنيستان اللتان لم يكن معترفًا بهما، الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية المستقلة، والكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية - بطريركية كييف، كانتا تنافسان الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية «بطريركية موسكو»، وكانت بطريركية موسكو وغيرها من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية تعتبرهما انشقاقيتين «أي انفصلتا بغير وجه شرعي».

فى قرارها الصادر في 15 أكتوبر 2018، منعت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية كل أعضاء بطريركية موسكو «رجال الدين والعلمانيين» من التناول والمعمودية والزواج في أى كنيسة تحت إمرة البطريركية المسكونية. قبل ذلك، ردًا على تنصيب أسقفين إكارخوسين من البطريركية المسكونية في أوكرانية، قرر المجمع المقدس في موسكو في 14 سبتمبر 2018، إيقاف المشاركة في أي مجامع أسقفية، أو نقاشات لاهوتية، أو هيئات متعددة الأطراف، أو أي هيئة أخرى يرأسها أو يشارك في رئاستها ممثلون للبطريركية المسكونية.

يشكل الانقسام هذا جزءًا من نزاع سياسي أوسع ضمّت فيه روسيا القرم عام 2014، وتدخّلت في أوكرانيا عسكريًّا، وظهرت فيه رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. يذكر هذا الانقسام بانقسام موسكو - القسطنطينية الذي حدث عام 1996 على السيادة القانونية على إستونيا، لكنه انحل بعد ثلاثة شهور.

في 21 أكتوبر 2019، أرسل رئيس الأساقفة إيرونيموس الثاني الأثيني، وهو قائد كنيسة اليونان رسالةً إلى إبيفانيوس، وهو قائد كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية «التي تشكلت في اتحاد كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية - بطريركية كييف، وكنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية المستقلة، وأجزاء من كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية - بطريركية موسكو، حدث في 15 ديسمبر 2018».

دعمت كنيسة اليونان كلها هذا القرار، إلا سبعة مطارنة. يعنى هذا القرار أن كنيسة اليونان اعترفت بالكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية. أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من قبل أنها ستكسر الشراكة مع أي كاهن في كنيسة اليونان يشترك مع أي كاهن في الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية.

في يوم الأحد، الثالث من نوفمبر 2019، لم يشر البطريرك كيريل الموسكي إلى قائد كنيسة اليونان في القداس، فأزاله من الدبتك «اللوح المزدوج». في 26 ديسمبر قطعت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية الشراكة القربانية المقدسة مع بطريرك الإسكندرية الأرثوذكسي اليوناني، ثيودور الثاني، وأوقفت ذكره، لأنه أقرّ بالكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية في الشهر السابق. في 20 نوفمبر عام 2020، أعلن المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن البطريرك كيريل لن يذكر رئيس الأساقفة كريسوستوموس الثاني القبرصي، لأنه ذكر إبيفانيوس في 24 أكتوبر 2020.

الكنائس الأرثوذكسية فى العالم
من المعروف أن الكنائس المسيحية في العالم قد انقسمت بعد مجمع خلقدونيًا 451 لخلافها حول طبيعة المسيح وتحولت إلي كنائس تؤمن بقرارات مجمع خلقدونيا وكنائس أخري لاخلقدونيا ولا تتبع القرارات.

المسيحية الأرثوذكسية هي ثاني أكبر الكنائس المسيحية بعد الكنيسة الكاثوليكية في العالم؛ بالمقابل تتخطى المذاهب البروتستانتية مجتمعة الكنيسة الأرثوذكسية، وتتراوح أعداد أتباع الأرثوذكسية الشرقية بين 223 مليونًا و300 مليون؛ في حين تصل أعداد أتباع الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية حوالي 82 مليونًا.

تصل نسبتهم حسب إحصائية معهد بيو لعام 2011 حوالي 12% من مجمل المسيحيين في العالم «ويشمل ذلك الأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية المشرقية».

ينتشر الأرثوذكس بشكل خاص في أوروبا الشرقية حيث الغالبية هناك أرثوذكسية وبالمجمل يعيش 76.9% من الأرثوذكس في أوروبا، ويتواجد 6.7% من أرثوذكس العالم في تركيا ووسط آسيا والشرق الأوسط، أما في أفريقيا ففيها 15.4% من أرثوذكس العالم، ويتواجدون خاصة في شمال شرق أفريقيا.

هناك 14 دولة في العالم ذات أغلبية أرثوذكسية. وتعتبر روسيا أكبر دولة أرثوذكسية في العالم، وفيها يعيش 39% من أرثوذكس العالم، يليها كل من إثيوبيا وأوكرانيا ورومانيا واليونان.

وعلي إثر تلك الحرب أصدرت معظم الكنائس الأرثوذكسية بيانات تندد بالحرب وتدعو للسلام مثل:

المطران أونفرى مطران كييف وكل أوكرانيا.

رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يصدر بيانا يدعو فيه لوقف الحرب ودعم الحوار.

الإخوة والأخوات الأعزاء مؤمنو كنيستنا الأوكرانية الأرثوذكسية.

بصفتي رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، أناشدكم وجميع مواطني أوكرانيا. حدثت كارثة.. شنت روسيا عمليات عسكرية ضد أوكرانيا ، وفي هذا الوقت المصيري  أحثكم على عدم الذعر والتحلي بالشجاعة، وإظهار الحب لوطنكم وللبعض الآخر.

أدعوكم قبل كل شيء إلى تكثيف الصلاة من أجل أوكرانيا وجيشنا وشعبنا وأطلب إليكم أن تنحوا جانباً الفتن وسوء التفاهم وأن تتحدوا في حب الله ووطننا.

في هذا الوقت المأساوي  نعرب عن حبنا الشديد ودعمنا لجنودنا الذين يقومون بالحراسة والدفاع عن أرضنا وشعبنا باركهم الله وحفظهم.

 نناشد رئيس روسيا ونطالبه بوقف حرب الأشقاء على الفور. خرج الشعبان الأوكراني والروسي من جرن معمودية واحد والحرب بين هذه الشعوب هي تكرار لخطيئة قابيل الذي قتل أخاه بدافع الحسد. مثل هذه الحرب لا مبرر لها لا من الله ولا من الناس.

أدعو الجميع إلى الفطرة السليمة التي تعلمنا حل مشاكلنا الأرضية بالحوار المتبادل والتفاهم المتبادل ، وآمل بصدق أن يغفر الله لنا خطايانا وأن يسود سلام الله على أرضنا وفي جميع أنحاء العالم.

بطريرك روسيا

ومن جهته أصدر البطريرك كيرل بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بيانا جاء فيه:

بصفتي بطريركًا لعموم روسيا ورئيس الكنيسة في روسيا وأوكرانيا وبلدان أخرى أتعاطف بشدة مع كل من تأثروا بالمشكلة.

إنني أحث جميع أطراف النزاع على بذل كل جهد ممكن لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

أناشد الأساقفة والقساوسة ورجال الدين والعلمانيين لتقديم كل مساعدة ممكنة لجميع المتضررين ، بمن فيهم اللاجئون ، والأشخاص الذين تركوا بلا مأوى وبدون وسائل كسب العيش.

يشترك الشعبان الروسي والأوكراني في تاريخ يمتد لقرون يعود تاريخه إلى معمودية روسيا من قبل الأمير فلاديمير أعتقد أن هذا القاسم المشترك سيساعد في التغلب على الانقسامات والتناقضات التي أدت إلى الصراع الحالي.

إنني أحث الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بكاملها على تقديم الصلاة الجادة والحارة من أجل استعادة السلام في أقرب وقت ممكن.

بشفاعة أم الله الأكثر نقاء وجميع القديسين ليحمي الرب الشعوب الروسية والأوكرانية والشعوب الأخرى التي توحدها كنيستنا روحياً.

كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا

وتبع ذلك عدة بيانات مماثلة منها:

تابعت الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية مثل باقي المؤسسات المهمة الأخرى في رومانيا والاتحاد الأوروبي بقلق بالغ بداية الحرب في أوكرانيا وهي حرب شنتها روسيا ضد دولة مستقلة وذات سيادة.

وبيان من الكاثوليكوس ايليا الثاني بطريرك كنيسة جورجيا الأرثوذكسية، ودعوة صاحب الغبطة البطريرك دانيال رئيس الكنيسة الرومانية الأرثوذكسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وبيان مشترك صادر عن رؤساء الكنيسة الأرثوذكسية الفنلندية التابعة لبطريرك القسطنطينية، وبيان من البطريرك نيوفيت رئيس الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية، وبيان المطران بنجامين مطران مينسك وكل بلاروسيا، والمجمع المقدس لكنيسة التشيك وسلوفاكيا الأرثوذكسية يكرس أياما للصوم والصلاة من أجل الحرب في أوكرانيا.

وفي مصر، ذكر الأنبا رافائيل عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» صلوا من أجل وقف نزيف الحرب، الحروب خسارة على كل الأطراف، ولا يوجد مستفيد واحد إلا الشيطان الذين يرقص على جثث القتلى، ويلهو بآلام الأرامل والأيتام والأمهات الثكلى أى حرب ستتسبب في انهيارات اقتصادية بشعة، وعدم استقرار، وحزن مرير لا ينقطع.

وتابع: «أرجو عدم الاستخفاف بالحرب، بل نصلي جميعًا أن الرب الإله يلهم قادة العالم الحكمة والتحلي بالصبر وضبط النفس والتصرف الحسن من أجل حياة وخير العالم أصعب المشاكل يمكن حلها بالتفاوض وطول البال».

بابا الفاتيكان يدعو للسلام فى أوكرانيا

ومن جهته دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان للصّوم والصّلاة، يوم الأربعاء المقبل، في أربعاء الرّماد، من أجل السّلام في أوكرانيا.

وأعرب بابا الفاتيكان عن ألم شديد في قلبه لتفاقم الوضع في أوكرانيا، أمام السّيناريوهات المقلقة يومًا بعد يوم، معبرًا عن أسفه إزاء السّلام المهدّد بسبب المصالح الحزبيّة.