قال هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق، إن السياحة صناعة حساسة تتأثر بأية توترات أو نزاعات، وتستمر تداعيات ذلك لفترات حيث يتخوف السائحين من السفر أو التنقل بين الدول لحين استتباب الأمور تماما.
وأضاف الدميري، في تصريحات خاصة، أن السوقين الروسي والأوكراني يمثلان وحدهما نحو ٦٠٪ من إجمالي الحركة الوافدة لمصر، وعلى الرغم من أن مصر ليست طرفا في الحرب لكن غلق المجالات الجوية سوف تمنع الحركة تماما لحين عودة الدول للعمل مرة أخرى، مشيرا إلى أن السوق الروسي لم يكن متوقعا أن يعود كاملا كما بحجم ٣ ملايين سائح هذه الأثناء، فبعد ابتعاد سائحيه عن السوق المصري منذ عام ٢٠١٥، لم يكن في الحسبان عودته بكامل قوته، كما أن قرار العودة لمصر كان ايضا مفاجئا للشركات والسائحين في روسيا.
وتابع بأن السياحة الروسية المعتادة لمصر كانت وستظل الأعلى عددا، موضحا أنه عقب فتح الأجواء المباشرة بين روسيا ومطاري شرم الشيخ والغردقة، سجل السائحين الروس معدلات توافد تفوق بكثير الأوكران خلال أكتوبر ونوفمبر وديسمبر الماضي، بينما كان متوقعا تزايد الأعداد الروسية بشكل كبير خلال العام الحالي لولا اندلاع الحرب.
وأشار الدميري إلى أن باقي الأسواق السياحية في أوروبا لا تزال متأثرة بمتحور أوميكرون، لذا فالأعداد لم تكن كما المتوقع في هذا التوقيت من العام خلال شهري يناير وفبراير، منوها إلى أن تزايد عدد الدول التي تخفف قيود السفر في غرب أوروبا سوف يدفع بالحركة خلال مارس وأبريل، يتبعها توافد الأسواق العربية عقب شهر رمضان المقبل وطوال موسم الصيف.
وأكد أن الأسواق الأسيوية والأمريكية سوف تشهد زيادة بعد الاطمئنان للوضع العالمي وفيروس كورونا، ولكنها أيضا لا تأتي بأعداد تعوض الحركة من أوروبا الشرقية خاصة روسيا وأوكرانيا وكازاخستان، منوها الى حاجة مصر للقيام بحملات علاقات عامة توضح مدى استقرارها وأمنها كمقصد سياحي، مع تنظيم الصفوف للعمل في اتجاه واحد تتكامل خلاله جهود القطاع العام مع الخاص لجذب الحركة من الأسواق البديلة خلال تلك الفترة العصيبة.
