الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

صحافة عالمية.. الجارديان: لا أحد يستطيع وقف دبابات بوتين من الزحف إلى دونباس

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لازالت أزمة أوكرانيا، مستعرة بين القوى الدولية خاصة روسيا والولايات المتحدة، وتتجه الأزمة للتصعيد بين الجانبين في ظل تواصل الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا وفقا لتقارير أمريكية، فيما وصل عدد من المسئولين رفيعي المستوى بإدارة الرئيس جو بايدن إلى كييف لبحث الخطوات المقبلة للتعامل مع روسيا.

وفي هذا السياق، تحدث الكاتب سايمون جنكينز، في مقاله المنشور الخميس 20 يناير الجاري، بصحيفة "الجارديان" البريطانية، معنونا مقاله بـ"يتعين على بريطانيا أن تظل بعيدة عن النزاع الحدودي بين روسيا وأوكرانيا"، مؤكدا على أنه لا أحد يمكنه منع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من غزو دونباس إذا أراد ذلك، واستهل مقاله قائلا "لا يوجد شيء في السياسة أخطر من أن يكون هناك شخص "شعبوي في مأزق" إلا إذا كان اثنان من الشعبويين في مأزق، واليوم لدينا بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني وفلاديمير بوتين الرئيس الروسي، وكلاهما يتمتع بشعبية متدهورة وكلاهما في أمس الحاجة إلى تشتيت الانتباه، ولا يوجد إلهاء أفضل من الحرب".

وأضاف "جنكينز" أن الاستراتيجيون الغربيون يقولون الآن إن الحرب في منطقة دونباس الأوكرانية التي تمزقها الصراعات ستكون قريبة جدا، ووشيكة وربما حتمية، ومن الواضح أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتوقع أن "تتحرك" روسيا بشأن أوكرانيا، وقال رئيس الأركان البريطاني توني راداكين، إن الغزو الروسي يمكن أن يؤدي إلى صراع على نطاق "لم نشهده في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

وتساءل الكاتب ولكن ما علاقة ذلك ببريطانيا؟، وتابع أتذكر زيارتي لموسكو في عام 1992 بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، عندما قال كل خبير روسي نفس الشيء: ربما يكون الغرب قد انتصر في الحرب الباردة، لكن قبل كل شيء لا تهين روسيا، لا تفعلوا ما حدث لألمانيا عام 1919 ودمروا الروح المعنوية، وتوسل بوريس يلتسين من موسكو للغرب ألا يدفع الناتو إلى حدود روسيا، وقال إن ذلك قد يؤدي إلى "اندلاع نيران الحرب في جميع أنحاء أوروبا".

وأضاف "سخر الغرب بشكل صارخ من النصيحة، واحتفل قادة الناتو بالنصر، وقاموا بتجنيد الأعضاء شرقًا عبر بولندا وجمهورية التشيك والمجر ودول البلطيق، وتم تجاهل نداءات المعتدلين الروس، بينما فتحت لندن أبوابها أمام ثروة روسيا المسروقة، وكانت النتيجة متوقعة في عام 1999، تولى فلاديمير بوتين السلطة ببطاقة شعبية وطنية، ووفقا لسفير بريطانيا السابق في موسكو رودريك بريثويت، كان بوتين بارعا في التعبير عن "الإحساس بالإذلال الذي شعر به الروس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي"، لقد استغل توسع الناتو العدواني عندما دعم جورج دبليو بوش في عام 2008 تمديد عضوية الناتو لجورجيا وأوكرانيا (وهي خطوة رفضتها ألمانيا وفرنسا) استولى بوتين على الأراضي في كليهما.

وأشار الكاتب سايمون جنكينز إلى أن أوكرانيا دولة مستقلة لكنها مثل بيلاروسيا وجورجيا وكازاخستان، تحافظ عادة على علاقات سلمية في مجال اهتمام موسكو، وعندما كان بوتين في حالة نزاع مع أوكرانيا واستولى على إقليم القرم في عام 2014، فرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا لم تكن مجدية، فقد جعلوا المنتهكين يشعرون بالرضا لفترة وجيزة، بينما يؤذون الفقراء، ويكافئون المحتالين ويرسخون النظام المخالف في السلطة، ولم يشر بوتين أبدا إلى أدنى رغبة في غزو أو إتلاف أو مقاطعة التجارة مع بريطانيا أو الولايات المتحدة، ويتصرف بفظاظة تجاه منتقديه، في الداخل والخارج، ويخالف المعايير الغربية في اللياقة والليبرالية، والنتيجة هي شيخوخة السكان الروس ومهاجرين وإحباط معنوياتهم.

وتابع "قد نختار ممارسة القوة الناعمة على موسكو، من خلال قوى ثقافية وتعليمية واقتصادية، لكن لا يمكننا مراقبة حدود بوتين أو منعه من إساءة معاملة جيرانه هذا ليس من شأننا، ونوه الكاتب إلى رسالة اللورد ستيل إلى صحيفة التايمز التي قال فيها إن الوضع يذكره بتشيكوسلوفاكيا عام 1938 أو ربما بولندا، أم هذه صربيا عام 1914؟ هل دونباس كوبا أخرى أم كوسوفو أم البوسنة؟ هل يريد بوتين ستارة حديدية أخرى؟ يظهر هتلر بشكل شبه يومي. نعم، يمكننا التعلم من التاريخ، لكن الدرس الأعظم هو أن التاريخ يمكن أن يكون فخا".

ونوه إلى أن بوتين في مقالة له عام 2021 عن "الوحدة التاريخية لروسيا وأوكرانيا"، لم يترك مجالًا للشك حول رؤيته لإمبراطورية روسية محلية، وإن كان ذلك دون ذكر فظائع ستالين الأوكرانية مع بيلاروسيا، شكلت أوكرانيا لقرون مركزًا خارجيًا لموسكو في مواجهة السياسات المضطربة دائمًا في أوروبا الغربية لكن بوتين كرر أيضًا التزامه بتسوية مينسك 2 التي تهدف إلى إنهاء القتال في دونباس، بوساطة مع كييف في عام 2015 بين فرنسا وألمانيا ولكن لم يتم تنفيذها مطلقًا.

وأوضح الكاتب أن التقارير الواردة من خط المواجهة تشير إلى أن العديد من الأوكرانيين يتوقعون أن تأتي بريطانيا (والولايات المتحدة) لمساعدتهم، بما في ذلك المساعدات العسكرية، إذا تحركت روسيا أكثر في دونباس، وتابع ساخرا "وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس تجلس بعبثية على دبابة وتحذر بوتين من ارتكاب "خطأ استراتيجي"، ووزير الدفاع البريطاني بن والاس، يسخر من بوتين مع المدمرات التي تحلق في أعلى وأسفل ساحل القرم، وجونسون يرسل إلى أوكرانيا بعض الصواريخ المضادة للدبابات".

وأكد "جينكير" أنه لا أحد يمكن أن يمنع دبابات بوتين من الزحف إلى دونباس إذا كان مصممًا على القيام بذلك، ويمكن للغرب أن يرفع التكلفة عليه بعقوبات اقتصادية، لكنها لن تحدث فرقًا إلا في سعر الغاز، ولا علاقة لنزاعات روسيا الحدودية مع جيرانها ببريطانيا على الإطلاق.