تحل اليوم الأربعاء ذكرى وفاة الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي، التي لقبت "ملكة الجريمة"، كريستي الروائية الأكثر شُهرة في التاريخ، والتي تربعت رواياتها البوليسية على عرش مبيعات الرواية بأكثر من مليار نسخة حول العالم، حيث كتبت 66 رواية بوليسية، كما اشتهرت بكتابة القصص فكتبت 14 مجموعة قصصية، وهي أيضا صاحبة أطول مسرحية في العالم "لغز جريمة قتل، ومصيدة الفئران".
وفي البداية شاركت كريستي في تأليف بعض المسرحيات والقصائد الغنائية، ومنذ ذلك الحين شغفت بقراءة مغامرات المحقق البريطاني الأشهر شيرلوك هولمز، وجربت كتابة أولى قصصها القصيرة بعنوان "بيت الجمال"، ثم كتبت روايتها الأولى بعنوان "الثلج في الصحراء"، والتي لم تُنشر بعد رفض دور النشر لها بسبب ضعفها الفني.
وتميزت كريستي في رواياتها بالابتعاد عن التأويل الرمزي للحدث، وتحاول في أعمالها أن يشاركها القارئ في فك وحل اللغز الموجود في الرواية او القصة المكتوبة ذلك من خلال تشابك علاقات شخوص الرواية، ببعضهم من جهة، وبالحدث من جهة أخرى، كما أنها تُحرّك أبطالها وشخوصها وفق صيغ دراماتيكية مزدحمة بالخلفيات والتفاصيل، ثم تتصاعد الأحداث لتصدم القارئ بنهايات غير متوقعة.
وكانت أولى رواياتها هي "ثلوج على الصحراء"، التي لم يقبلها أي ناشر، وألفت بعدها رواية أخرى هي "القضية الغامضة في ستايلز"، والتي ظهر فيها شخصيتها الأسطورية هيركيول بوارو، وهو المُحقق البلجيكي البارع للمرة الأولى، وكانت مدخلها إلى عالم الكتابة عندما قبلها أحد الناشرين، وذلك بعد أن رفضها ستة من الناشرين، وأعقبتها "العدو الغامض" التي احتوت على محققين جديدين هما تومي وتوبينسي، وبعدها نشرت أربع روايات أخرى.
واثرت رحلات كريستي مع زوجها في أعمالها منها: "لؤلؤة الشمس"، و"موعد مع الموت"، التي وصفت فيها روعة بناء المسجد الأقصى وقبته المشيدة على صخرة مرتفعة، وحديثها مع الدليل العربي، وأيضًا "نجمة فوق بيت لحم"، كما زارت مصر، لكتب روايتها "موت على النيل"، التي تحولت إلى مسرحية بعنوان "جريمة قتل على النيل"، وأيضاً كتبت الرواية الثانية "الموت يأتي في النهاية"، وكتبت مسرحية "أخناتون، حيث أعدت لكتابة هذه المسرحية منذ زيارتها الأقصر عام 1931، واستعانت بعلماء الآثار في رسم شخصيات المسرحية.
وكتبت كريستي مسرحية "مصيدة الفئران" التي لا تزال تُعرض إلى اليوم في المسارح البريطانية منذ انطلاق عروضها في خمسينيات القرن الماضي، وتم تصنيفها كأطول فترة عرض في تاريخ المسرح العالمي، فكانت عند بلوغها سن الخامسة والثمانين قد أنتجت خمسة وثمانين كتاباً، وفي عام 1975، قامت كريستي بمنح حفيدها الوحيد "ماثيو" حقوق عرض مسرحية "مصيدة الفئران" إلى جانب مسرحيات وروايات أخرى.
وكانت كريستي أول من تحظي جائزة جراند ماستر، وهي أعلى تكريم لكُتاب الغموض في أمريكا، وحازت مسرحية "مقاضاة الشاهد" على جائزة إدغار من منظمة كُتاب الغموض في أمريكا عن فئة أفضل مسرحية.
