السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بسبب المجاعة.. عبارات مسيئة لزعيم كوريا الشمالية على جدران العاصمة والشرطة تستجوب السكان

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسببت أزمة المجاعة فى كوريا الشمالية، فى غضب عارم لدى أفراد الشعب، ودعا عدد من النشطاء إلى تجسيد ذلك الغضب على الجدارن فى شوارع العاصمة بيونج يانج، بعبارات مسيئة لكيم يونج أونج زعيم البلاد، الذى يحكم البلاد بقبضة من حديد.

وكشفت صحيفة «تليجراف» البريطانية فى تقرير لها خلال الأسبوع الجارى، أن السلطات فى كوريا الشمالية اتخذت عددا من الإجراءات لمواجهة تلك الظاهرة والوصول إلى المتورطين فيها، من بينها المطالبة بآلاف العينات الخطية لسكان بيونج يانج.

وظهرت العبارات المناوئة لحكام كوريا الشمالية لأول مرة فى ٢٢ ديسمبر من العام الماضى، فى منطقة بيونجشون وقالت إحداها «أنت ابن العاهرة... الناس يتضورون جوعا حتى الموت بسببك» فى إشارة إلى كيم يونج أون، ويعد الاحتجاج على حكمه أمرا نادرا لا سيما فى مناطق العاصمة.

وقالت الصحيفة البريطانية إن تفاقم المجاعة فى كوريا الشمالية، يعود إلى الفيضانات التى اجتاحات البلاد، إلى جانب إغلاق الحدود مع الصين بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد «كوفيد ١٩»، موضحة أن كتابة العبارات المسيئة جاء تزامنا مع انعقاد اجتماعات رفيعة المستوى لحزب العمال الكورى الحاكم فى العاصمة، ولكن سرعان ما تم إزالة تلك العبارات من الجدران من قبل المسئولين المحليين وتعمل الشرطة فى كوريا الشمالية على تعقب الجانى.

وأشارت «تليجراف» إلى أن ضباط الشرطة كانوا يتنقلون من منزل إلى منزل فى المنازل والشركات المجاورة للمطالبة بعينات من الكتابة اليدوية واستجواب السكان المحليين حول تحركاتهم فى اليوم الذى ظهرت فيه الرسالة، وقد كشف موقع Daily NK الإخبارى ومقره سيول من خلال شبكة من «المراسلين المواطنين» السريين فى كوريا الشمالية والصين والتى تحصل منها على معلومات حول الدولة المغلقة، عن هذه الأزمة التى تموج بها البلد الآسيوى.

وأفاد الموقع أنه من المحتمل أن تستخدم شرطة كوريا الشمالية آلاف كاميرات الدوائر التليفزيونية المغلقة التى قام كيم يونج أون بتركيبها فى جميع أنحاء العاصمة.

وقالت صحيفة تليجراف إنه يُحظر بشدة انتقاد زعيم كوريا الشمالية أو نظامه الحاكم، ومن المرجح أن يواجه المعارضون لاستبداده أحكامًا طويلة فى معسكرات العمل القسرى سيئة السمعة، وفى بعض الأحيان، يمكن حتى إعدام المتمردين، ونادرا ما تندلع احتجاجات ضد كيم نادرة للغاية ولم يسمع بها أحد تقريبًا فى العاصمة بيونج يانج حيث يُسمح فقط للنخبة بالعيش.

وأضافت الصحيفة أنه فى مارس من عام ٢٠١٨ كان أعدم عقيد علنا بعد كتابة شعارات فى ٢٤ أبريل بدار الثقافة فى بيونج يانج، وهو اليوم الذى يتوافق مع عيد ميلاد جد كيم كيم إيل سونج، مؤسس كوريا الشمالية.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن نقص الغذاء أصبح أمرا مرعبا لدرجة أنه يسبب البؤس الآن لسكان العاصمة بيونج يانج، وقد ظهر زعيم كوريا الشمالية أقل نحافة على الإطلاق فى الصور الحديثة، على الرغم من أن الكثيرين يتوقعون أن هذا نتيجة لمشاكل صحية، وقال توشيميتسو شيجيمورا، الأستاذ فى جامعة واسيدا بطوكيو ومؤلف عدد من الكتب عن سلالة كيم، لصحيفة التلجراف «إن ظهور رسالة مثل هذه على أحد الجدران فى بيونج يانج سيكون بمثابة صدمة للسلطات وللسكان، لذلك ستكون السلطات قلقة من أن النخبة غير سعيدة وأعتقد أن الكثير من الأشخاص الذين رأوا الكتابة على الجدران سيوافقون عليها، لكنهم كانوا سيخافون جدا من قول ذلك بصوت عال.

وتابعت تليجراف: «بلغ نقص الغذاء فى البلاد الفقيرة حدا دفع المواطنين الأفقر إلى اختطاف أطفال الأثرياء، فى حين أوصى النظام الناس بأكل لحوم البجعة السوداء «اللذيذة»، وفى سبتمبر من العام الماضى ٢٠٢١، تم الإبلاغ عن أربع عمليات اختطاف للأطفال وسط نقص فى الغذاء والأدوية والوقود والضروريات الأخرى، وواجهت كوريا الشمالية أزمة إمدادات منذ أن أغلقت حدودها مع الصين فى يناير ٢٠٢٠ بسبب تفشى وباء فيروس كورونا، حيث تعتمد كوريا الشمالية بشكل كبير على جارتها الشيوعية لأن العقوبات تعنى أنها غير قادرة على التجارة علنا مع الدول الأخرى.

وأضافت الصحيفة أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تقدر أن كوريا الشمالية تعانى من نقص فى ٨٦٠ ألف طن من المنتجات هذا العام - أى ما يعادل ٢.٣ شهرًا تقريبًا من الغذاء لبلد يبلغ عدد سكانه ٢٦ مليون نسمة، وعلى الرغم من عدم وجود حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد فى البلاد رسميًا، لكن يعتقد الخبراء أن هذا غير مرجح بسبب التهريب عبر الحدود الصينية التى يسهل اختراقها وحتى كيم ألمح إلى أن بلاده تعانى من العدوى.

وقالت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية فى تقرير لها، خلال سبتمبر الماضى إن الكوريين الشماليين الجائعين يختطفون أبناء العائلات الثرية، ويطالبون بفدية حتى يتمكنوا من الحصول على الطعام، حيث تم الإبلاغ عن أربع حالات اختطاف أطفال على الأقل فى الأسابيع الأخيرة فى الدولة التى تكافح فى ظل العقوبات الدولية المفروضة على نظام الزعيم كيم جونج أون مضيفة أن «كيم» ألمح إلى أن وطنه المعزول قد يكون على شفا كارثة، مشبها الوضع الحالى فى كوريا الشمالية، بالمجاعة المدمرة التى دامت أربع سنوات فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى، والتى أشار إليها الكوريون الشماليون بـ"المسيرة الشاقة».

وأشارت «ديلى ميل» إلى أن «التقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى ثلاثة ملايين شخص، لقوا حتفهم خلال هذه الفترة، من الجوع الناجم عن سوء الإدارة الاقتصادية المزمن، وانهيار نظام توزيع الغذاء والدول الشيوعية الأخرى التى أوقفت إمدادات المساعدات».

وأوضحت الصحيفة، أن «هناك تقارير انتشرت على نطاق واسع عن السرقات، حتى بين المجندين الذين يعانون من سوء التغذية والذين يشكلون الجزء الأكبر من جيش البلاد، كما أن المدنيين أصبحوا أكثر يأسًا».