الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ألبير كامو.. الثائر الغريب

ألبير كامو
ألبير كامو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"أؤمن دوما بأن التعبير عن المشاعر باستخدام اللغة والكلمات من أصعب الأشياء، خاصة المشاعر العميقة والقوية"، تلك إحدى مقولات الفيلسوف الوجودي والروائي الفرنسى ألبير كامو، والذي يعد أحد رموز الفلسفة الوجودية، كامو واحداً ممن تركوا بصمة مميزة في الثقافة والفكر لا يزال ممتدًا إلى الآن، ومع ذلك فإن عمره قصير بإضافة إلى حياته التي كانت غير مستقلة كان فيها اشبه عابر أو ما أطلق عليه "الغريب" نسبة لأهم رواياته، كامو الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم عام 1960م، بفرنسا، عن عمر يناهز الـ 46 عاماً. 
ولد كامو لعائلة من المستوطنين الفرنسيين في الجزائر إبان فترة الاحتلال الفرنسي، وكانت والدته من أصول إسبانية، وسرعان ما توفى والده في أعقاب اندلاع الحرب العالمية الأولى، ليحيا مع والدته في الجزائر في ظروف من الفقر والعوز، وأصيب بمرض السل أثناء دراسته الجامعية في الجزائر، وأثر ذلك على دراسته ومزاولته الرياضة، وعمل خلال سنوات دراسته في أعمال يدوية بسيطة، وحصل على إجازته في الفلسفة العام 1935، وفي العام اللاحق قدم بحثه في الأفلاطونية الجديدة، والتحق بالحزب الشيوعي الفرنسي العام 1934. 
كانت مسرحيات كامو ورواياته بمثابة عرضا أمينا لفلسفته في الوجود، والحب، والموت، والثورة، والمقاومة، والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، كما أهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء، وتزامناً مع ذكرى وفاة كامو الـ62، تستعرض البوابة نيوز أهم رواياته:
رواية "الغريب" التي عرفت من قبل النقاد بأنها أفضل عمل أدبي في القرن العشرين :
أول رواية للكاتب الفرنسى ألبير كامو، صدرت سنة 1942م.
التي تنتمى إلى المذهب العبثي في الأدب، وهي جزء من سلسلة دورة العبث التي تتكون من سلسلة مؤلفات تصف جميعها أسس فلسفة العبث. 
تُرجمت الرواية إلى أربعين لغة، وهي واحدة من الروايات الأكثر شهرة في العالم، التي نقلها الدكتور محمد غطاس إلى اللغة العربية لصالح الدار اللبنانية المصرية، وكانت مدينة وهران الجزائرية هى المكان الرئيسى الذى تقع عليه معظم الأحداث، فالجزائر متشكلة فى وجدان الكاتب الفرنسى بدرجة جسدت شعوره الذى لم يخل من الغربة والحيرة.
وتنقسم الرواية إلى قسمين: قسم قبل جريمة القتل، وقسم بعد الجريمة، وتتحدث عن شاب فرنسى يعيش فى الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسى اسمه مورسو.
رواية "الطاعون" :
واحدة من أشهر الروايات فى القرن العشرين للكاتب صدرت سنة 1947، وتأتى الرواية دائمًا ضمن قائمة أفضل الكتب التى صدرت فى العالم حتى نهاية القرن العشرين، وتروى رواية الطاعون قصة عاملين فى المجال الطبى يتآزرون فى عملهم زمن الطاعون بمدينة وهران الجزائرية.
تطرح الرواية أسئلة حول ماهية القدر والوضعية الإنسانية، وتغطى شخصيات القصة طبقات اجتماعية مختلفة من الطبيب إلى المطلوب لدى العدالة، ويصف وقع الوباء على الطبقة الشعبية. 
رواية "السقطة" :
تعد  رواية فلسفية كتبها ألبير كامو، ونشرت لأول مرة فى عام 1956، وتعتبر آخر عمل متكامل للكاتب، وتدور أحداثها فى أمستردام. 
تتكون الرواية من سلسلة من المونولوجات الدرامية على لسان "قاض تائب" يدعى جان بابتيست كلامانس، حيث يكشف سيرة حياته إلى شخص غريب. 
رواية " الموت السعيد":
رواية كتبها ألبير بهدف إرادة السعادة، والخلق الواعى لسعادة الفرد، والحاجة إلى الوقت والمال للقيام بذلك، تعتمد على ذكريات المؤلف بما فى ذلك وظيفته فى اللجنة البحرية فى الجزائر، ومعاناته من مرض السل، ورحلاته إلى أوروبا.
"المنفى والملكوت" :
رواية تعبر عن الأوضاع الرواقية الإنسانية تعبيرات مختلفة وقوية، وتؤكد هذه القصص العنيفة المحكمة أن " كامو " ليس مجرد إنسان ساذج مغرور، بل أنه يقف فى صفوف الملائكة كما يجب أن يقف كما يعطى للشيطان حقه  فبساطة آراء البير كامو فى هذه القصص الست التى تحتوى عليها هذا الرواية تتضح تميز الكاتب فى عرض الوضع فى صورة دراماتية رائعة وفى قوته عندما يخلق المنظر والجو اللذين تعرض فيها هذه الصور.

وعلى الرغم من أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول، إلا أنه كان فيلسوفا، فتقوم فلسفة "كامو" على كتابين هما:
"أسطورة سيزيف" 1942، و"المتمرد" 1951، أو على فكرتين رئيسيتين هما: العبثية والتمرد.
الانتحار الفلسفي عند كامو:
كان كامو يتخذ من أسطورة سيزيف رمزاً لوضع الإنسان في الوجود، وسيزيف هو هذا الفتى الإغريقي الأسطوري الذي قُدر عليه أن يصعد بصخرة إلى قمة جبل، ولكنها ما تلبث أن تسقط متدحرجة إلى السفح، فيضطر إلى النزول لحملها والصعود بها من جديد، وهكذا إلى الأبد، وكامو يرى فيه الإنسان الذي قُدر عليه الشقاء بلا جدوى، وقُدرت عليه الحياة بلا طائل، فيلجأ إلى الفرار، إما إلى موقف "شوبنهاور" طالما أن الحياة بلا معنى فلنقض عليها بالموت الإرادي أو بالانتحار، وإما إلى موقف اللا آخرين الشاخصين بأبصارهم إلى حياة أعلى من الحياة، وهذا هو الانتحار الفلسفي، ويقصد به الحركة التي ينكر فيها الفكر نفسه ويحاول أن يتجاوز نفسه في نطاق ما يؤدي إلى نفيه.
التمرد يضفي على الحياة قيمتها:
وإما يكون الهروب إلى موقف التمرد على اللامعقول في الحياة، مع بقائنا فيها غائصين في الأعماق ومعانقين للعدم، فإذا متنا متنا متمردين لا مستسلمين، وهذا التمرد هو الذي يضفي على الحياة قيمتها، وليس أجمل من منظر الإنسان المعتز بكبريائه، المرهف الوعي بحياته وحريته وثورته، والذي يعيش زمانه في هذا الزمان، فالزمان يحيي الزمان.
توفي كامو عن عمر ناهز ستة وأربعين عامًا، ولم يكن مر على منحه جائزة نوبل للأدب إلا عامان، حيث اصطدمت السيارة التي كان ذاهباً فيها إلى باريس، والتي يقودها صديقه ميشيل جاليمار، بشجرة ضخمة، ولكن ظهر بعد وفاته حديثاً ادعى الكاتب الإيطالي جيوفاني كاتيلي، أن الحادث كان مدبرا حيث تم اغتيال كامو على يد جواسيس KGB انتقامًا لخطابه المعادي للسوفيت، وعم الحزن والاضطراب لوفاته وتوالت المقالات في الصحف والإذاعات بأعداد كبيرة رثاء له.