السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شخبطة على جدار الروح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أشعر بالعزلة.. لا أدري من أين يأتيني الشعور..  لكني حزين فلا هواء يتسلل إلى صدري رغم أن كل النوافذ مفتوحة..

نعم ها هي مفتوحة لكن على اللاشئ.. جسد عفي وروح لا تجد ما يطربها.. قلب ينبض لكن ليس ثمة حياة.

أحزنني إعلان داوود عبد السيد  اعتزاله الكتابة، كما أحزنني رحيل جابر عصفور، الكبار لم يتركوا طبشورتهم لأحد، رحلوا على عجل فعبث السعاة بدفاترهم وأقلامهم.. حرفوا السطر والقافية وأداروا المؤشر فغاب صوت مصر، سقط حجر النرد على الأرض فالتقطته أيادي خفية فأغلقت اللعبة على لاشئ.
أفرغ الطلبة حقائبهم فضاعت الكراسات وتاه ترتيب الأولويات من ذهن الأمهات.

عناوين الديار تغيرت فلم يعد خطابا يصل ولو كان دينيا فقد كثرة الفتاوى وسقط الجميع في التيه بين الحلال والحرام.

علت أصوات ما كان لها أن تنبس ببنت شفاه، واختفت أصوات لم تجد أثيرا ليصل صوتها عبره إلى الجماهير، ثمة شئ ما جعل الشجر لا يطرح والبلابل لا تغرد. 
لم يعد أحدا يقرأ ولا يسمع وقع الدجي أعلى من صوت العقل.. الكل يرقص ليس فرحا ولكن على أوجاعه.

وطن خرج يبحث عن الفكرة ثم نسي ما خرج إليه وأطباء يحاولون إعادة الذاكرة بمشاهد لم تعد تستهوي المريض.

أنا لست متشاءما لكن التشاؤم شبح ينازعني فيما تبقى في قلبي من تفاؤل..

أعيد ترتيب الحرف لأصيغ منه إجابة فيخرج سؤالا أما بعد؟ أسأل نفسي ويسألني ابني ويسألني الطريق الواعر وخطايا تأكل لحمه.. لا إجابة.

بالأمس سألت الله.. سألته بإلحاح هل هناك معجزة ما ستقع! نظرت في المرآة فلم أعرف من كان هناك.. ءأنا.. أنا، أم من كان هناك آخر تجمع من أنات وعذابات.

دسست يدي في جيبي لم يبق لي سوى بضعة جنيهات وسنوات لا تكفي لأن ابتاع لابني فرحة ولو بالكاد.. لا يكفي ما معي حتى أشتري له في الغد صبحا أو ساعات من نهار.

دسست ابني في فصول مكتظة وخطفت بصره بشهادات على الجدار.. قرأت له من كتب انتقيتها أنا قبل سنوات ولم أدرك أنها باتت لأموات وأن المتون غيرتها السنون لأنها كتبت بأقلام رصاص..

همس ابني في أذني وقال كان يكفيك يا أبي أن تقول لي أن التاريخ لا يكتبه الطيبون فهم دائما مهزمون.