الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى رحيله .. 18 عامًا من السجن في حياة أحمد فؤاد نجم

أحمد فؤاد نجم
أحمد فؤاد نجم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، أكثر شاعر ألقت به السُلطة المصرية في عهودها المُختلفة في غياهب السجون، حيث بلغت فترات سجنه ما يُقارب الثمانية عشر عامًا، ليقضى فترات مُتفاوتة  بسبب شعره اللاذع وسخريته التي جرحت كل من جلس على عرش مصر.
كانت بداية نجم مع السجون في أوائل الخمسينيات عقب إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية– معاهدة 1936- حينما دعت الحركات الوطنية المصريين العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها، وكان نجم من أوائل من لبّوا الدعوة، وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي، ولكن في تلك الفترة قام بعض المسئولين بسرقة المعدات من الورشة، وعندما اعترضهم كاشفًا ما يجري تم اتهامه بجريمة تزوير لاستمارات شراء، مما أدى إلى الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، قضاها بسجن قره ميدان.
وفى عام 1959 الذي شهد أولى حلقات الصدام مع السُلطة، كان نجم شاهدًا على الصدام بين السُلطة الاشتراكية، والمُمثلة في نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبين قوى اليسار في مصر، وهو الموقف الذي حكى عنه نجم "وفى يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس، وهناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال، وبعد أن أعادونا إلى المصنع طلبوا إلينا أن نوّقع إقرارًا يقول أن العامل الذي مات كان مشاغبًا، وأنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه".
وربما كان السجن فاتحة خير على نجم، حيث التقى هُناك الكاتب والروائي عبد الحكيم قاسم، الذي كان عضدًا له، كما أن أحد ضباط السجن كان من هواة الأدب، فشجّعه على الكتابة ونسخ له قصائده على الآلة الكاتبة وأرسلها إلى وزارة الثقافة، والتي كانت تقيم آنذاك مسابقة شعرية، وفاز بها ديوانه الذي يحمل اسم "صور من الحياة في السجن" بالجائزة الأولى، وكانت مقدمة الديوان بقلم الراحلة سهير القلماوي فأصبح العامل المفصول وهو في السجن شاعرًا مشهورًا بعد أن نشرت وزارة الثقافة الديوان عام 1962.
وكانت أطول مدة قضاها نجم في السجن ثلاث سنوات كانت أيضًا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، والذي أصدر أوامره بسجن نجم والشيخ إمام بعد انتشار أغنيتهما "الحمد الله"، والتي هاجم فيها النظام الحاكم عقب نكسة 1967، وصدر الحكم عليه بالسجن المؤبد، ولكنهما خرجا من السجن عقب وفاة عبد الناصر.
و في عام 1977، إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات تم القبض على نجم مرة أخرى، ووجهت إليه تهمة تلاوة قصيدة "بيان هام" في إحدى كليات جامعة عين شمس، وأصدر الرئيس السادات قرارًا بإحالته إلى محاكمة عسكرية، والتي أصدرت عليه حكما بالسجن لمدة عام.
وعاد نجم للسجن مرة أخرى عام 1981 في بيت باحثين علميين فرنسيين، اللذان عقدا مؤتمرًا صحفيًا في باريس نشرته جريدة لوموند الفرنسية أعلنا فيه أنهما تعرضا للتعذيب في سجن القلعة، وقالا أن نجم تعرض أيضا للتعذيب في سجن طرة، بينما كان نجم قابعًا في السجن مُعلنًا الإضراب عن الطعام حتى الموت إذا لم يفرج عنه.