الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد التفجيرات الأخيرة.. هل تسير الصومال على خطى أفغانستان؟.. خبير إسلام سياسي: طالبان وحركة الشباب لا تتشابهان في الحسابات الدولية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تقتصر نشوة السيطرة على الحكم في أفغانستان على طالبان، فسقوط كابول يفتح الشهية لحركة الشباب الصومالية، وسط مخاوف تسود هذا البلد الأفريقي

 

فسيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان، أثارت مخاوف خبراء بالصومال، في ظل تشابه الوضع بين البلدين اللذين يستعينان بقوات دولية في حماية المؤسسات الحكومية والدفاع عن المدن الرئيسية.

وبدأ الرعب يزيد بعد مجموعة تفجيرات اخيره الخميس الماضي، حيث تم  تفجير سيارة مفخخة هز العاصمة الصومالية مقديشو واسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة آخرين وقع الانفجار بالقرب من ميدان "كيه4" في قلب مقديشو وكان من القوة بحيث أدى لانهيار جدران مدارس قريبة وتحطم سيارات ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم، لكن من المعروف أن "حركة الشباب الإسلامية" المتشددة تقوم بتنفيذ تفجيرات في البلاد من حين لآخر..

 وفي العمليات المتبدلة بين الحكومة والحركة،  نفذت قوات الأمن، الإثنين الماضي ، عملية أمنية خاصة ضد حركة الشباب الإرهابية في مدينة أفجوي بمحافظة شبيلى السفلى جنوب الصومال.

ويقول خبراء إنه إذا حاولت البعثة الدولية في الصومال تسليم الأمن إلى الحكومة في الوقت الحالي، فإن العالم يمكن أن يرى تكرار تجربة ما حدث في أفغانستان

من جانبه قال مصطفي زاهران، خبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن الصومال دولة تاخذ خطوات مهمة جدا نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي، وفي الفترة الاخيرة واصبحت تحتل مرتبة كبيرة داخل الاتحاد الافريقي وبين الدول الافريقية بشكل عام، واصبح هناك طفرة اقتصادية واعادة تمريكز للدولة  بعد سنوات من الحروب مع الجماعات الإرهابية فالتالي لابد وأن تكون نقطة استهدف من الجماعات الإرهابية بسبب حركة النهضة التي تعيشها الصومال التي تزعج الجماعات الإرهابية.

وأضاف زاهران في تصريحات لـ"البوابةنيوز"، أن الصومال مختلفة بشكل كبير عن افغانستان وطالبان والشباب لا تتشابهان في الحسابات الدولية، إذ ترتبط مليشيات الشباب مع تنظيم القاعدة الذي يخوض حربا وجوديا ضد العالم ، مثل النظام في الصومال مختلف عن الحكومات الافغانية علي مدار 20 عام الماضية، حيث أن السلطة في الصومال تقفز قفازات ايجابية نحو التقدم والازدهار وتحقيق مكتسبات سياسي واقتصادية علي أكثير من مستوي وتعمل في المجال الاقليمي بخطوات مهمة مما يجعل التحديات كبيرة أمام الصومال.

وأشار، الي أن دولة الصومال أصبحت بين فكي الكمشة القاعدة وداعش وبالتالي الامر ليس سهل، حيث تتقبل الجماعات الإرهابية هذا التحولات التي تعيشه الدولة الصومالية فالتالي مازالت هناك جيوب لهذه التنظيمات بالداخل لكن قليلة بالنسبة للماضي، وأصبح هناك الرغبة بالثار من الجماعات للحكومة الصومالية.

وأوضح، وقد نجحت الدولة الصومالية في تحسن الوضع الامني حيث خضعت للتعاون العسكري الاقليم وتدربيات عسكرية وعلاقات وثيقة مع جامعة الدول العربية، فضل عن دور مصر التي تمديها بكثير من الدعم والخبرة في أكثير من مجال كالمجال الامني والسياسي والاقتصادي، وبذلك أصبح للصومال دور فعال في المجال الامني في القارة الإفريقية وتعسي لحجز مساحة في الانشطة الاقتصادية، لذلك أصبح المجاهرين الصومالين يعود الي بلادهم، لكن هم في مرحلة انتقالية نتقل من سنوات المواجهة أمام التنظيمات الإرهابية الي مرحلة تطارد هذ الجماعات لذلك سيكون هناك تضحيات علي المستوي المحلي، حيث يمكن النظر الي الصومال كدولة حديثة تحاول الوقوف مرة اخري، وبالتالي الاختراقات من قبل حركة الشباب وغيرها من الجماعات الإرهابية أمري طبيعي.

وتابع: أن القوات المسلحة الصومالية تسيطر الآن وتتحمل المسؤولية عن الأمن في معظم مناطق البلاد، بدعم من قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي، وأضاف أنه "على الرغم من أن الشباب لم تكن لديها القدرة العسكرية التي تمتلكها طالبان، فلا شك في أنها لن تتخلى عن تحفيز عناصرها بما حدث في أفغانستان. 

بينما قال الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الصومال علي مدى أكثر من عقدين تحولت إلى مركز للعديد من الأزمات المختلفة، واستغلت ‏العديد من القوى الإقليمية والدولية هذه الحالة في تحقيق مصالحها. ومع مرور السنوات تجاهل الفاعلون ‏الداخليون والخارجيون أسباب نشوب الصراع في الصومال، وكيف أدت عمليات التهميش والمظالم ‏التاريخية لعشائر بعينها إلى إسقاط نظام سياد بري، وما تبعه من انهيار للدولة بأكملها، وما أتاحه من ‏بيئة خصبة وملاذ آمن للجماعات الإرهابية‎.‎

وأشار الي أن الصومال شهدتوفي الآونة الاخيرة شهدت عدد كبير من الاعمال الارهابية و التفجيرات التي قامت بها ‏حركة الشباب الصومالية والتي تسيطر علي  جزء كبير من جنوب ووسط البلاد لكنها تمكنت من بسط ‏نفوذها أيضاً في مناطق تسيطر عليها الحكومة المتمركزة في مقديشو، وتأتي هذه التفجيرات الارهابية ‏بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد، وهي أعمال تخريبية يقصد من وراءها القضاء علي مؤسسات الدولة ‏وبث حالة من الرعب داخل نفوس المواطنين لهدم الدولة وتفتيتها، ومحاولة إعادة صياغتها، وفق رؤيتهم ‏الخاصة لإقامة دولة وفق الشريعة الاسلامية.‏

وأكد "تركي"، أن الانسحاب الكارثي للقوات الأمريكية من أفغانستان والسيطرة السريعة لحركة ‏طالبان علي الحكم هناك، أن ذلك سيعطي زخم كبير للحركات الإرهابية في مناطق مختلفة في العالم ‏وستنشط هذه الجماعات والحركات، وخاصة في الصومال لتشابه الكبير في الوضع بين البلدين واستعانتهما ‏بقوات دولية في حماية المؤسسات الحكومية والدفاع عن المدن الرئيسية‎.‎

وأضاف تركي في تصريحات لـ" البوابة نيوز"، أنه في حاله قررت البعثة الدولية في الصومال تسليم الأمن إلى الحكومة الصومالية لتولي ‏المسئولية الأن، فإنه من المؤكد تكرار تجربة ما حدث في أفغانستان وتصل حركة المجاهدين للسيطرة علي ‏الامور في الصومال هذا البلد الممزق بين أزماته الداخلية وتحدياته الخارجية‏ وعليه يجب علي الحكومة ان تعالج هذا الوضع الهش وتقلل اعتمادها على القوات الأجنبية في ‏حماية أمن البلاد، وان تكون قادرة علي حماية امن البلاد بعناصرها الذاتية‏ فالقوات القوات المسلحة الصومالية هي 

 

 

وتابع: أنه بحسب إحصائيات رسمية، أعلن عنها الجيش الصومالي، قُتل أكثر من 250 من عناصر الشباب في عمليات عسكرية دون مساعدة أميصوم، في خطوات بثت الطمأنة لدى الخبراء الأمنيين بقدرة الجيش الصومالي على تصديه لمليشيات الشباب في حال انسحاب مفاجئ للقوات الأجنبية من البلاد، وفي عام 2001، طردت القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي حركة الشباب من مقديشو، لكن الحركة الإرهابية تواصل تنفيذ هجماتها داخل البلاد، وتوقع مئات القتلى والجرحى، ومؤخرًا، هددت الحركة الإرهابية بعرقلة الانتخابات المقبلة في الصومال، محذرة مندوبي القبائل من المشاركة في هذا السباق، لكن الجيش الصومالي كثف عملياته ضدها لخفض تلك التهديدات..