السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

حياتك تستاهل تتعاش

الأنبا كيرلس
الأنبا كيرلس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تدرك الكنيسة أن الامراض النفسية لها مسميات عديدة، ودائما ترفع صلواتها من اجل هؤلاء المرضي الذين لا يدركون في بعض الاحيان ان العلاج جزء اساسي من شفائهم  وتعلن دائما الكنيسة  أن العلاج هنا  والأدوية ضرورية ولم تكتفي بذلك فتساعد المرضي النفسين للاقدام علي العلاج والتخلص من الالم النفسي فالمرض العقلي والاكتئاب المزمن امراض متفشية بشكل كبير في مجتمعنا الان ولكنها لم تكن وليدة العصر بل ممتدة منذ عقود زمنية

وفيما يخص اراء الاباء والكهنة الكاثوليكيين تحدث العالِم النفسي الأب جان فرانسوا كتالان من الرهبنة اليسوعية في تصريحات له عن المرض النفسي والانتحار قائلا :  للتغلب على هذه المحنة الصعبة فهل من الطبيعي أن تشك في إيمانك أو تتخلى عنه عندما تُصاب بالاكتئاب؟ إذا سلّم المكتئب ذاته لله، تتغير نظرته للمرض وينفتح باب جديد له حتى لو استمر في الشعور بالمعاناة والوحدة، مع العلاج النفسي .

ويقول الانبا دانيال لطفي مطران ايبارشية الاسماعلية وتوابعها للأقباط الكاثوليك البعض بكل اسف يعتبر ان المرض النفسي والعقلي  وصمة عار تحيطهم، يشعر العديد من المسيحيين بالتأكيد أن صراعاتهم النفسية ناتجة عن خطاياهم وهذا خطا تماما لأننا جميعا نعاني سواء خطائين او لا ، ويصفون مرضي الاكتئاب بأنه "فشل في الأمل" ويصرون على أن المرض العقلي يمكن التخلص منه دون اللجوء الي متخصصين لكي يزيحوا عنهم الالمهم النفسي فنكتشف شخصيات لا تعاني من شيئا ولكنه اقدم بشجاعة علي الانتحار فنتساءل لماذا ؟ ببساطة هذه الشجاعة خلفها مرض نفسي مع عدم العلاج ادي الي الانتحار بشجاعه.

ويقول الانبا كيرلس وليم مطران اسيوط للأقباط الكاثوليك انا اطالب تلك الذين يعانون ان يكون ايمانهم قوي وان يتمسكوا بالمسيح ويجعلوه  سند هائل لهم لتخطي تلك الامراض فالكثير لديه امراض نفسية ويعانون ولا تستطيع معرفتهم ولكن ايمانهم جعلهم  استمروا بالخدمة والرعاية لتخطي تلك الازمات 

واضاف موضحا انه لا  يوجد أي دين يقبل بالانتحار نهائيا  ، لأن الانتحار هو جريمة قتل الإنسان لنفسه وهنا لا يقبل الله هذا الجرم ، ففي السابق لم تكن الكنيسة ترضى أن يُصلّى على المنتحر، وتعتبر أن ما فعله بروحه هو خطيئة قاتلة ولكن الان تغير الوضع مع ازدياد الامراض النفسية وتفشيها ولكننا نقدم الان المشورة في العظات ونطرح اسئلة للشباب وننصت اليهم ولكن ليس كافي ان نقوم بذلك بمفردنا فعلينا ان يساعدنا الاباء والامهات وبداية العلاج هي تدخل الاسرة في حياة الابناء وسؤالهم باستمرار اذا كانوا بحاجة الي علاج نفسي ام لا

ويضيف: علينا ان ندرك ان الإنسان المنتحر هو انسان مسلوب الإرادة وحالته النفسية غير مستقرة وغير مؤهل للجلوس بمفرده في حاله توتره او ازدياد الالم النفسي عليه ، لذلك تفهمت الكنيسة مثل هكذا أوضاع واعتبرت أن من يقدم على الخطيئة ويحاسب يكون بكامل وعيه الا اذا ترك خطابا كتب فيه انه يعاني من الم نفسي او الم جسدي لا  يحتمله أما الذي يصل إلى مرحلة الإنتحار فهو فاقد الوعي، لذلك، باتت الكنيسة تصلّي على المنتحر

وعن اعداد المنتحرين  فنحن نجاهد ونحاول المساعدة قدر الإمكان للحد من انتشار تلك الظاهرة وسط ابنائنا ، لكن بكل اسف اكثرية الحالات ناتجة عن  أسباب مرضية وأسباب مالية،  لذلك تعتبر الكنيسة أن أعظم رسالة قدّمها المسيح للبشرية هي الآلام على الصليب لخلاص البشرية، ويجب على المسيحي المؤمن التمثّل بالسيد المسيح وعدم الإقدام على الإنتحار

ولتفادي تلك الازمات والصراع النفسي لدي الانسان فيقول  الدكتور شنودة نجيب ساويرس اخصائي العلاج النفسي الاكلينيكي  والتخاطب والادمان وتعديل السلوك بمستشفيي جامعة المنصورة لدينا حلول وخطوات لتلك المشاكل النفسي التي تودي بصاحبها للانتحار  :  فإن كل إنسان يتنفس فهو مريض  نفسى ولا يوجد تشابه بالمرض النفسي بين شخص وآخر حتى وإن تشابهت الأعراض فلا يوجد مرض نفسى شبيه من انسان لإنسان حيث أن المرض النفسي يشبه بصمة الأصبع عند الإنسان فكما أنه لا يوجد بصمة شبيهه بالأخرى من انسان لإنسان كذلك المرض النفسي والنفس البشرية هي عبارة عن جسم مادى وجسم أثيرى والعاطفة والمحيط الخارجي والإدراك ومكونات النفس البشرية تفكير وشعور وسلوك.

وكانت الامانة العامة للصحة النفسية وعلاج الادمان التابعة لوزارة الصحة المصرية اطلقت مبادرة بعنوان "حياتك تستاهل تتعاش"، لمواجهة الافكار الانتحارية التى يمكن ان تكون لدى البعض ، فالمنتحر هو ضحية لعوامل كثيرة نفسية واجتماعية متشابكة ومتفاعلة تدفعه لذروة اليأس حتى يقدم على قرار الانتحار ومن هذه العوامل ضعف النفس والمرض وغياب الثقافة والادمان

واستطرد قائلا وهى عوامل قد تتشابك معاً لتصيب الشخص بحالة من اليأس تجعله يقدم على الانتحار وعلى رأس هذه العوامل تأتى الامراض النفسية كالاكتئاب النفسي والعقلى  فالاكتئاب العقلى هو الاخطر لانه يحتاج الى عقاقير اما الاكتئاب النفسى الذى يكون مؤقتا ومرتبطا بظروف معينة يزول بزوالها وهناك ايضا امراض اخرى كالفصام والهلاوس السمعية والهلاوس البصرية وهى افكار تتسلط على الذهن وتعزل صاحبه عن العالم الخارجى وقد تدفعه تحت وطئة ضغوط الحياه الى الانتحار وفى هذا الصدد تكون مشكلة الادمان كاحد اهم العوامل المساعدة على الانتحار.

هناك اسباب اخرى مجتمعية قد تؤدى الى الانتحار كالتفتت الاسرى والفراغ والوحدة وعدم اتخاذ هدف فى الحياه والخوف من العقاب عند ارتكاب جريمة ما او الخوف من الفضحية والتعرض للقهر والتنمر وايضا هناك ظروف اقتصادية كالفقر والبطالة قد تدفع بعض الناس الى الانتحار فضلا عن ضعف الوازع الدينى والتعامل الخاطئ مع الادوية النفسية ومضادات الاكتئاب ربما يكون من بين الاسباب التى قد تدفع صاحبها الى الانتحار واشارت الاحصائيات التى اصدرتها منظمة الصحة العالمية عام 2016 بأن معدلات الانتحار سجلت 3799 منتحرا فى مصر ذلك العام

ووفقا للمسح القومى للصحة النفسية والذى اجرته وزارة الصحة المصرية العام الماضى بان 7% من المصريين البالغ تعدادهم نحو 100 مليون نسمه يعانون امراض نفسية أغلبها فى شكل اضطرابات مزاجية لاسيما اضطراب الاكتئاب الجسيم يليه الادمان ثم القلق والتوتر ثم الفصام كما ان نسبة   24.7 % من المصريين لديهم مشاكل واعراض نفسية.

وعند سؤاله من المسئول وما العلاج ؟ رد قائلا المسئول عن ظاهرة الانتحار بدأ من الشخص المنتحر والاسرة والحكومة وعلماء الدين والدراما والاعلام والاصدقاء فلكل دوره فى حماية من يفكر فى الانتحار بل واحيانا يكون هؤلاء هم السبب فى التفكير فى الانتحار ، الانسان السوى هو المسئول الاول عن طرد جميع الافكار السلبية والتفكير فى اشياء اخرى ايجابية الاسرة خط اماميا للدفاع والحماية من الانتحار عبر احتواء الابناء ودعمهم فى اوقات الازمات واشباعهم نفسيا وعاطفيا، وعن دور المدرسة تعزيز ممارسة الانشطة والهوايات