السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

هل تتحول إيران لمستورد للنفط والغاز بدلًا من تصديره؟

الغاز الإيراني
الغاز الإيراني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من المفارقات أن تتحول إيران من دولة مصدرة للنفط والغاز إلى دولة مستوردة له، بسبب ما فرض عليها من عقوبات اقتصادية شديدة منذ الانسحاب الأمريكي آحادي الجانب من الاتفاق النووي عام 2018، وبعدها بدأت سلسلة من العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضها ترامب على إيران منذ ذلك الانسحاب الذي تسبب في ويلات كبيرة للاقتصاد الإيراني.

وتسببت العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران في منع إيران من التداول بالدولار في الأسواق العالمية، فضلًا عن عجزها عن تصدير النفط الإيراني الخام إلى الدول التي كانت تستورده منها، ما تسبب في حالة ركود كبيرة في قطاع النفط والغاز، وتباطئ إنتاج إيران من النفط بسبب عدم قدرتها على تصديره من ناحية، وهروب الشركات العالمية العاملة في قطاع التنقيب عن النفط والغاز من إيران وأبرزها شركات إيني الإيطالية وغيرها من الشركات الفرنسية.

وكانت تلك الإجراءات التي تسبب في أن أعلن جواد أوجي، وزير النفط الإيراني، أنه في حال لم تنفق الأموال من أجل تنمية صناعة النفط والغاز في إيران فستصبح إيران في المستقبل من المستوردين لهذه المنتجات بعد أن كانت من أبرز الدول المصدرة له، حيث كانت إيران من أبرز دول منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، لامتلاكها ثالث أكبر احتياطي من النفط في العالم.

تصريحات وزير النفط الإيراني جاءت خلال اجتماع عقدته لجنة تنسيق موازنة العام المقبل، حيث شدد خلال ذلك الاجتماع على أن بلاده بحاجة إلى 160 مليار دولار لإحياء مشاريع النفط والغاز المتوقفة بسبب العقوبات.

وسبق أن أعلنت شركة النفط والغاز الإيرانية أن أنه في السنوات الماضية لم تتم أي من الاستثمارات الضرورية في مجال صناعة النفط والغاز، وهو ما جعل الوزير يؤكد على أن "الاستثمارات يجب أن تنصب على التخطيط المكاني، مشيراً إلى أن المشاريع التي ليس لها مبرر اقتصادي ستؤثر سلباً على أداء الحكومة والبرلمان واقتصاد البلاد".

وكان الوزير أعلن في وقت سابق أن بلاده تواجه نقصاً في الغاز يصل إلى 200 مليون متر مكعب خلال فصل الشتاء المقبل، وهي المعلومات التي كشفها المدير العام لشركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن خجسته، الذي سبق أن أكد أن تراجع إنتاج الغاز في حقل بارس الجنوبي سيجعل إيران واحدة من مستوردي الغاز في العالم بحلول عام 2025.

وما يعزز تلك الاحتماليات ما عانت منه إيران خلال الشتاء الماضي حيث واجهت انقطاعاً متكرراً للغاز، وهو ما تسبب في توقف معظم المحطات التي تغذي طهران والكثير من المدن الإيرانية بالطاقة الكهربائية، حيث استمرت تلك الحالة حتى تم استبدال محطات الغاز بالديزل لتشغيلها.

وبرهن على تردي هذه الأوضاع مصطفى نخائي، الناطق الرسمي باسم لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني،  الذي أكد عدم إمكانية استيراد الغاز من تركمانستان التي أوقفت تزويد إيران بالغاز بسبب ديون متراكمة تبلغ 2 مليار دولار منذ بداية عام 2017 .