السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الوزارة تتكتم.. أستاذ أثري يكشف حقيقة التماثيل المعثور عليها في سقارة

جانب من الكشف الأثري
جانب من الكشف الأثري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف الدكتور مدين حامد، عالم الآثار، ومدرس ترميم وصيانة المخطوطات والوثائق بكلية الآثار جامعة الفيوم عن تحليل علمي رصين، وذلك لواقعة التماثيل التي تم العثور عليها في منطقة سقارة، أثناء عمل حفائر إحدي البعثات الأثرية هناك.


وقال مدين: من واقع الصورة الوحيدة المتوفرة في واقعة التماثيل السبعة من أعمال منطقة جسر المدينة بسقارة التي نقلت إلي مخازن وزارة الآثار في الأيام القليلة الماضية في تكتم واضح ومنع كامل لتداولها علي الصعيد الإعلامي لعدم التوصل إلي كنهها وشخصياتها والفترة الزمنية التي تعود إليها، نجد أن الصورة الوحيدة هذه لرجل وزوجته في مرحلة الشباب في وضع الوقوف مع تقدم الرجل اليسرى.
وتابع مدين: التمثال الثنائي هذا من واقع الصورة يشبه تماثيل الدولة القديمة Old kingdom ، لا سيما فترة السلالات من الخامسة أو السادسة وربما أقدم من ذلك ، وهو ما يتجلى في وضع التمثال وتشابهه مع تماثيل تلك الفترة رغم خلوه من النقوش والكتابات التي دأب نحاتو تلك الفترة علي اتباعها في هذا الخصوص بنقشها علي قواعد التماثيل أو جوانبها ، إلا أن ذلك لا يعد دليلا دامغا علي الدفع بعدم أثريته أو نسبته للدولة القديمة في أحايين كثيرة .

وأضاف مدين: لقد نحت التمثال من الحجر الجيري الدلوميتي Dolomitic limestone الملون،  وعليه آثار للدور المتلف للرطوبة الأرضية من موقع حفظه أو العثور عليه ، والتي تمثلت في إحداث نزيف Bleeding لمكوناته المعدنية السطحية وإذابة المواد الملونة Colorants إلا فيما بقي منها في أجزاء من الأرجل للرجل وزوجه.
وواصل: أغلب الظن أنه من مركبات الهيماتيت Haematite والأخضر الأرضي أو الملاكيت Malachite، فضلا عن مساحيق ملونة Pigments أخري ، وبشكل جيد ، إلا أن فعل الرطوبة بما تشمله من مراحل أولي لتكون الأملاح التي لم تطف علي السطح بعد قد أدي إلي ضياع الكثير من ملامح التمثال وربما الكتابات معها ، ما يقلل من فرص التعرف عليه وتوثيقه وبقية التماثيل تمهيدا لترميمه وعرضه لاحقا.
وقال: بناء على ما تقدم واعتمادا علي فحص الصورة بما تحمله من دلالات باقية، لا سيما التشريح الجيد لرأس الرجل وأرجلهما وأقدامهما هو وزوجته، ولون المواد الملونة بعد الاسترطاب الناتج عن الرطوبة بفعل الخاصية الشعرية Capillary أو الغمر Immersion،  فضلا عن كبر الرأس وقصر الرقبة فوق كتفي الرجل ، وما تحمله من باروكة " شعر مستعار"، فضلا عن ملامح الوجه والشفاة الغليظة نسبيا للرجل، بالإضافة إلي ما تبقي من النقبة حول خصره، والتي تناسب ملامح تماثيل الأفراد منذ عهد السلالة الثالثة Third dynasty، ومع عرف عن عدم دقة الملامح في في تماثيل الدولة القديمة.

وأضاف: يمكن القول أن التمثال أثري من تماثيل الأفراد أو النبلاء أو لشخص له مكانته لا ريب، ويخضع لقانون حماية الآثار رغم قلة الدلالات المتوفرة ، وربما التماثيل الستة الباقية صحيحة علي شاكلته، وإلا ما المصلحة في إخفاء تلك التماثيل وفرض نوع من السرية حيالها من قبل وزارة الآثار.


ومتسائلا: لماذا أقدمت الوزارة علي هذا التصرف دون الفصل في نسبة هذه التماثيل وتوثيقها؟،  ومن ثم صيانتها وترميمها والإعلان عنها علي صفحاتها وعبر وسائل الإعلام وشرح ملابسات الحدث وفق المعايير المتبعة في هذا الصدد؟.
وفي نهاية المطاف كان علي وزارة الآثار التريث قبل اتخاذ قرارها هذا ، وعرض التماثيل السبعة على الاختصاصيين المشهود لهم بالكفاءة في اختصاصات الترميم والآثار المصرية لدراستها علي كل الأصعدة ، وذلك قبل تقريرها النهائي منعا للتشكيك وإثارة البلبلة حولها وتحقيقا لمبدأ الشفافية ، وحرصا على الصالح العام والإفادة من الحدث بالترويج له عبر وسائل الإعلام بكافة صنوفها.