الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خبير: عودة الظواهري تدشين لمرحلة جديدة من حياة "القاعدة"

هشام النجار
هشام النجار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بينما تروج الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أنها خرجت من أفغانستان منتصرة، يرى قادة تنظيم القاعدة أنهم المنتصرون الفعليون، بعد نجاح تحالفهم ذي النفس الطويل، مع طالبان، في الوصول بهم إلى السلطة.

هذا ما أكده هشام النجار الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، مشيرا إلى أن ظهور أيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة، خلال الساعات الأخيرة، محاولة لإثبات الوجود، والحفاظ على ما يرى أنه مكاسب تم تحقيقها.

وقال النجار إن قائد تنظيم القاعدة يعتقد أن له دور كبير في تحقيق طالبان لهدفها وهو العودة إلى الحكم في أفغانستان، لذا فإنه يريد أن يذكر بهذا الدور، وبأن الحرب التي جرت ضد الولايات المتحدة طوال أكثر من عقدين، لم تؤثر في التنظيم.

وأضاف: "الهجوم الأمريكي على أفغانستان أزال مركز عمليات القاعدة الآمن الذي عثر عليه بن لادن في أعقاب تنفيذ تفجيرات السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام، عام 1998، كما أفشل الغزو الأمريكي الصفقة التي عقدها التنظيم مع طالبان، بحيث صارت الحركة الأفغانية وقتها هي الأرض والقاعدة هو الدولة".

وتابع: "الظواهري يريد أن يجني ثمار سياسات النفس الطويل، التي مارسها، وبدأت بخدش كبرياء أمريكا للظهور في هيئة الجماعة التي جاهدت ضد الدولة الكافرة التي غزت ديار المسلمين، ثم ممارسة الواقعية في أعقاب ما عرف بالربيع العربي، والاكتفاء بالمجهود المحلي في مناطق نفوذ التنظيم".

مرحلة جديدة

وشدد النجار على أن ظهور أيمن الظواهري في هذا التوقيت، يمكن اعتباره تدشينا لمرحلة جديدة من حياة تنظيم القاعدة يعتمد فيها على ما يمكن وصفه بـ"النسخة المحلية".

وقال: "تنظيم القاعدة يختلف حاليا عن تلك الجماعة التي أنشأها أسامة بن لادن، مستهدفا إطلاق موجات إرهابية عابرة للبلدان، إذ إن التنظيم الآن يعتمد على التعامل مع الأوضاع الداخلية بمناطق انتشار التنظيم، والتخلي عن فكرة الإرهاب العابر للحدود، وهو ما يجعل الوضع في أفغانستان، بعد خروج الولايات المتحدة مواتيا".

وأتم النجار بالقول إن تنظيم القاعدة استطاع بسياسة النفس الطويل، أن يكون هو الفائز في نهاية المطاف، بعد أن تحمل الهجمات الأمريكية، مغيرا أهدافه أكثر من مرة، حتى وصل إلى المرحلة الراهنة، التي تنسحب فيها أمريكا أمامه مدعية النصر، الذي لم يتحقق على أرض الواقع.