نسمع كثيرًا المقولة الأمريكية المعروفة "Live and let live" وتعني "عيش وخلي غيرك يعيش". ويفسرها قاموس مريام ويبستر بأنها فلسفة شخصية يتبناها كل شخص، وتعبر عن طريقة قبوله للآخر على نحو أكثر رحابة للصدر. ويعيش بسعادة كبيرة يسمح للآخر أيضًا بأن وهي حقًا فلسفة جميلة منفتحة على جوانب من الحياة لن تكتشفها حتى تصل لتلك المرحلة من الصفاء مع النفس تسمح لك بأن تشعر بأن ذاتك تستجيب لك. فماذا يعنيك من أن الناس يريدون منك أن تعيش بسعادة أم لا؟ فالأهم أن تعيش أنت بسعادة.
إن الفرح "الانبساط أو السعادة" فن. هل سألت نفسك إن كنت تجيده أم لا؟ إن صناعة الفرح تبدأ من أول مراحل ولادة في الشكل الأولى لكل شعور على سطح الأرض "شكل الطاقة". فليكن لديك مخزون كبير من الطاقة الإيجابية قبل كل شيء. لأن هذه الطاقة باختصار هي البنزين الذي ستعمل به آلة الفرح. اقترب مما تحب واعتزل ما يؤذيك، كما تحدثنا في المقال السالف الأسبوع الماضي. عندما يجتمع لديك طاقة للحب أو للراحة أو للإنطلاق اتبعها. اقترب من الناس في أوقات الحب، مارس الاسترخاء وقت الراحة، سافر وقت الإنطلاق، وهنا عليك أن تتبع المقولة التي تقول "Follow your heart" أي "اتبع قلبك" فالقلب يجيد توجيه الطاقة الإيجابية أكثر مما سواه، لأنه يتعرف عليها قبل كل ما سواه.
إن تلك الممارسة السعيدة لا تكون سعيدة بمجرد ممارستها، بل إن عليك أن تختار "القفلة الجيدة" لهذه الممارسة، اشبع ذاتك من الانبساط. كرر بينك وبين ذاتك جملة اعتبرها فلسفة شخصية لي ولا أتوقف عن قولها معظم الوقت داخل عقلي " أنا جيت الدنيا انبسط". حتى أنها أثرت عني لدى من يعرفونني. اسعد بأكبر قدر، وشارك غيرك سعادتك قدر ما تستطيع، لا تقترب من هؤلاء السلبيون أبدًا واعتزلهم بدون أن تراهم على طريقة "اعتزل ما يؤذيك". ثم انهي الأمر بتجربة سعيدة أخرى قد تكون رفاهية قطعة حلوى مميزة. العقل يتذكر النهايات الجميلة جيدًا، ولا يتعلق في الهواء كثيرًا بفعل نشوة مرتفة الدرجة لا تنتهي نهاية جميلة مناسبة.
إن تجارب البشر في هذا المجال دلت على أن فكرة أن "تنبسط وتخلي غيرك ينبسط" هي أفضل نموذج للسعادة، إذ كان أكثر ما يسعد البشر أنشطة يمكن مشاركتها مع آخرين بطريقة تواصل مباشر أو غير مباشر حتى، إذ أن هؤلاء الغير اجتماعيين بطبعم يمكنهم أن يكونوا سعداء أيضًا. تشمل هذه الأنشطة التي تجلب السعادة أنشطة من قبيل خلق المفاجآت الجميلة للذات وللآخرين، الاهتمام بالمناسبات الصغيرة التي قد تصل لحد تناول العشاء باحتفال صغير كل ليلة، مساعدة الآخرين بشكل مباشر وغير مباشر وبشكل مادي وغير مادي.
تعلموا أن السعادة فن يكتمل مع فكرة أن نسعد ونترك غيرنا يسعد إن لم نقدم السعادة مشتركة بيننا وبين الآخر. ولتكونوا سعداء على قدر ما تتسع قلوبكم. تلك هي الحياة.
