السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

النيل والكنيسة.. بركات ووحدة للمصريين.. «الأرثوذكسية» تتصدى لمؤامرات الاستعمار وتدعو للسلام والمشاركة

البابا كيرولس
البابا كيرولس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

النيل والكنيسة.. بركات ووحدة للمصريين 
«الأرثوذكسية» تتصدى لمؤامرات الاستعمار وتدعو للسلام والمشاركة 
البابا تواضروس بركات مياه النيل عظيمة وترسخ لوحدة المسلمين والأقباط

تذكر الكنيسة المصرية «النيل» فى صلواتها اليومية والقداسات وتبارك المصلين بمياه البركة والصلاة من أجل الينابيع والأنهار، ومن أجل فيضان النيل وبركاته لجموع المصريين، وتصدت الكنيسة المصرية أيضا عبر تاريخ طويل لمحاولات إبتزاز مصر بمنع تدفق مياه النيل وإيقاف جريانه عن طريق تحريض أعداء مصر والكيانات الاستعمارية وخاضت مفاوضات كبيرة حسمت الأمر لصالح مصر.

مؤامرات وتحريض وانتصار 
بداية النيل ترجع للاسم اليونانى «نيلوس»، وكلمة نيلوس يُرجعها البعض إلى أصول فينيقية مشتقة من الكلمة السامية «نهل» أو «نخل» ومعناها «جرى» أو «مجرى» أو «نهر». 

ولكن المؤرخ اليونانى ديودور الصقلى له رأى آخر فهو يرى أن النهر كان يسمى فى الأصل إيجيبتوس ثم أطلق عليه نيلوس نسبة لملك يدعى نيلوس تولى الحكم فشق القنوات والترع، وعندما دخل العرب مصر لم يغيروا اسمه، وإن أطلقوا عليه أيضا البحر لدرجة أنه لا يزال يطلق عليه هذا الاسم حتى الآن فى الكثير من المناطق المصرية.
وفى عام ١٣٦٥م قاد ضابط فرنسى اسمه فليب دومزيير مؤامرة كبرى وتحديدا فى عهد حكم الملك الأشرف زين واستطاع الوصول ملك قبرص وإقناعه هو وملك الحبشة، بتحويل مجرى نهر النيل وتصدت الكنيسة المصرية بفضح المخطط ونجح المماليك فى منع الأوروبين من الوصول إلى أعالى النيل والبحر الأحمر، وانقطع الحلم الإثيوبى بالسيطرة على النيل لمدة 495 عاما وبعدها فشل أيضا أسطول برتغالى وتحديدا عام ١٤٩٧م، بتحريض غربى فى الوصول لنفس الهدف وتعطيش مصر.
واستمرت جهود الكنيسة، فى حل أزمه مياه النيل ومؤامرات إثيوبيا ضد مصر فى عهد محمد على عام 1834 وعن طريق البابا بطرس الجاولى تم حل مشكلة المياه. 
وفى عهد سعيد باشا الذى حكم مصر عام 1845 وتدخل مباشرة البابا كيرلس الرابع لحل مشكلة المياه واستطاع البابا كيرلس. 
أزمة جفاف مياه نهر النيل وتهديد شعب مصر 
بعدها تجددت المؤامرة فى عهد الملك الإثيوبى، كاسا هايلو «تيودوروس الثانى» عام 1860 وساعدهم على ذلك الأطماع البريطانية الفرنسية ومحاولات الاستعمار السيطرة على الشرق وتأمين طرق التجارة إلى الهند وللاسف نجحت إنجلترا فى إقناع إثيوبيا، وتعلن إثيوبيا الحرب على مصر فى عهد محمد سعيد باشا، وأرسل الملك الحبشى خطاب تهديد لمصر قال فيه «إن النيل سيكون كافيًا، لمعاقبتك، حيث إن الله قد وضع فى أيدينا ينبوعه وبحيرته ونماءه، فمن ثم يمكننا استخدامه فى إيذائك»، وتصدت مرة اخرى الكنيسة المصرية للمرة الثانية فى عهد البابا كيرلس الرابع وتم إيقاف المشروع عام 1860. 
البابا كيرلس السادس وسد الحبشة 
تعتبر فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر وهى نفس فترة وجود البابا كيرلس مرحلة ذهبية للعلاقات الإثيوبية المصرية وأيضا أفضل فترات علاقة الكنيسة المصرية والكنيسة الإثيوبية، وكانت الكنيسة المصرية تقوم برسامة الاساقفة الأحباش وترسل القساوسة للعمل فى الكنائس الإثيوبية، واتسمت علاقة البابا كيرلس السادس والإمبراطور هيلاسلاسى بالإيجابية واستطاع الرئيس جمال عبدالناصر استثمار هذه العلاقة الجيدة لصالح مصر وتقريبها لدول حوض وادى النيل.

ونجح البابا كيرلس السادس فى تنمية علاقة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية والكنيسة الإثيوبية ودشن رسالة إلى الامبرطور هيلاسى قال فيها: «كما نتوجه بأصدق التحية وبركاتنا الرسولية إلى الأخ الحبيب الأرثوذكسى المبارك حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور إثيوبيا وإلى جلالة الإمبراطورة والأمراء وإخوتنا المطران ياسيليوس وجمسع الساقفة والكهنة والشمامسة وشعبنا الإثيوبى العزيز».
وفى 16 مايو 1959م بعد السيامة كتب قداسة البابا كيرلس السادس رسالة ثانية إلى الإمبراطور هيلاثيلاسى جاء فيها قال فيها: «لقد تأثرنا بالغ التأثر وقدرنا شعور الألم عبرتم عنه جلالتكم فى رسالتكم الشفهية لعدم تمكنكم من الاشتراك فى حفل الرسامة، ونحن نتضرع إلى الرب أن تحل نعمة روحه المقدسة فترد إلى الكنيسة سلامها وطمأنينتها بروح المحبة المخلصة والتسامح». 
ونجح البابا كيرلس فى الوصول إلى مكانة عظيمة ساهمت فى دعم مصر طوال حقبة الستينيات حتى رحيل الرئيس جمال عبد الناصر.

البابا شنودة والكنيسة الإثيوبية 
بعد الإطاحة بالإمبراطور الإثيوبى بهيلا سلاسى صديق البابا كيرلس، قامت الكنيسة الإثيوبية بالاستقلال عن الكنيسة الأم فى مصر، التى ظلت منذ دخول المسيحية إلى إثيوبيا تابعة للكنيسة المصرية، وأصبح لها بابا وبدون حضور بابا الإسكندرية وقامت الثورة الإثيوبية بسجن البطريرك الإثيوبي؛ وطلبت من البابا شنودة الثالث رسامة بطريرك جديد بدلًا من البطريرك المسجون، ورفض البابا شنودة لأنه لم تتم محاكمته ولم توافق حكومة إثيوبيا على رأى البابا شنودة، وقرروا رسامة بطريرك جديد؛ ما أدى إلى حدوث قطيعة طويلة.
وخلال هذه الفترة لم يتم التحرش بمياه النيل إلا بتلميحات تم مواجهتها بتصريحات فى عهد السادات وفترة حكم مبارك رافضة تماما المساس بمياه النيل واستمرت الكنيسة فى طقوسها والتى ظهرت فيها فكرة إلقاء قربان القداس تزامنا مع عيد دخول المسيحية إلى مصر ١ يونيو.
البابا تواضروس وبركات النيل 
جلس البابا تواضروس فى فترة عصيبة أيام حكم الإخوان وعندما طلب منه البابا الإثيوبى زيارته رفض بسبب الظروف السيئة لحكم الإخوان وتطور أزمة سد النهضة وبعد إزاحتهم تمت المقابلة، وأعلن الأنبا متياس الأول بطريرك إثيوبيا أن مياه النيل تجمعنا، وأضاف قائلا: «نشرب مياه نهر واحد تجعلنا نعيش فى محبة ووئام».
واستمرت الكنيسة المصرية تساند جهود مصر ذاكرة بركات النيل العظيمة وذكرها البابا تواضروس ولخصها فى خمس بركات هى أولا بركة المياه التى نعيش منها وبركة الهدوء التى منحتها الحياة على ضفاف النيل وبركة الوحدة الوطنية وبركة العائلة لأن النيل يرسخ إن جذورنا واحدة وبركة روح العبادة فهو يذكرنا دائما بأن المصريين شعب متدين، لأن روح العبادة أمر متجذر فينا منذ أيام الفراعنة، توارثته المسيحية، والإسلام فى مصر، حيث إن الديانتين لهما طعم خاص فى مصر، هذا إلى جانب أننا لا نخاف ونثق دومًا أن يد الله معنا. 

5C085E7A-D409-4580-8559-376C8808E021
5C085E7A-D409-4580-8559-376C8808E021
DE42EC3D-6409-4B67-BB09-1AA0ED0F2254
DE42EC3D-6409-4B67-BB09-1AA0ED0F2254
C54B9EC2-3922-4124-B553-14FAE0C24D5F
C54B9EC2-3922-4124-B553-14FAE0C24D5F