الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: المذابح تتوالى في الساحل الأفريقي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام العلي، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن المذابح تتوالى في الساحل الأفريقي منذ عام 2015، لكن يبدو ان أشدها وحشية هي المذبحة التي وقعت في شمال شرق البلاد وقتل فيها أكثر من 130 في اليوم الرابع من هذا الشهر نفذها في الأغلب أطفال بين سن 12 و14 عامًا، حيث أغاروا على قرية سولهان وفتحوا النار على السكان وأحرقوا المنازل، وهي من اسوأ الهجمات خلال سنوات بالمنطقة التي تعاني من الإرهابيين المرتبطين بتنظيمي داعش والقاعدة وتقول التقارير ان وتيرة الهجمات قد اشتدت وأن الوضع الأمني تدهور بشكل حاد في بوركينا فاسو، حيث تضاعف عدد الهجمات الإرهابية خاصة التي تستهدف المدنيين في القرى المعزولة شمالي البلاد، ومن بينها مقتل 30 شخصا الشهر الماضي في هجوم وقع في الجزء الشرقي من بوركينا فاسو، هذا على الرغم من ان الجيش قد أطلق عملية عسكرية كبرى في شهر مايو ردا على العمليات الإرهابية، ولكن قوى الأمن لا تزال تواجه صعوبات في منع وقوع أحداث العنف.
وأشار العلي، إلى أن تقارير اليونيسف تقول إن المئات في بوركينا فاسو لقوا حتفهم ونزح أكثر من 1.2 مليون، واضطر الكثير منهم إلى العيش في مخيمات مؤقتة منتشرة في المناطق القاحلة في الشمال والشرق والوسط. وأُغلقت أكثر من 2200 مدرسة، أي نحو واحدة من كل عشر، ما أثر على أكثر من 300 ألف طفل. وهو ما زاد من معاناة السكان وبصورة كارثية.
وأضاف العلي في تصريحات "البوابة نيوز"، أن بوركينا فاسو تعاني من عمليات إرهابية تزيد أوجاع البلد الواقع في غرب أفريقيا والمصنف ضمن أكثر البلدان جوعا في العالم إلى جانب اليمن وجنوب السودان، حيث يقوم المسلحون في بوركينا فاسو بمهاجمة القرى وابتزاز سكانها وجمع الأموال في إطار حربهم لإنشاء ما يسمونها "خلافة إسلامية"، ومع تزايد الهجمات، ترغب فرنسا في تقليل وجدوها العسكري في المنطقة وهو ما يزيد الوضع تعقيدا في تلك المنطقة الملتهبة، وفي وقت يعيش سكان المناطق الواقعة على طول الحدود بين مالي والنيجر في رعب دائم، هذا على الرغم من إجراءات الحكومة في تعزيز الإجراءات الأمنية بنشر عدد كبير من القوات العسكرية النظامية والرديفة في المنطقة الحدودية.
وأكد"العلي"، أن ما تملكه بوركينا فاسو من احتياطيات الذهب يعد السبب وراء الهجمات، فعلى سبيل المثال، يعمل سكان قرية صلحان في البحث عن الذهب لكسب قوت يومهم، فيما يمكن العثور على الذهب في قرى أخرى بإقليم ياغا المتاخم لحدود مالي، ولم يكن الهجوم الذي استهدف قرية صلحان الوحيد الذي يحدث في ذاك اليوم إذ قتل 14 آخرين في هجوم استهدف قرية تاداريات الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمال صلحان وعلى وقع هذا، أعلن الرئيس كابوري الوقف الفوري لكافة أعمال تعدين الذهب في الإقليم المتضررة لمنع وقوع هجمات جديدة.
وتابع: أن التنظيمات الإرهابية تستهدف مناجم الذهب البدائية في بوركينا فاسو لكون الذهب يعد ضروريا بالنسبة للجماعات المسلحة لبقائها، حيث يعد شكلا من أشكال الاقتصاد، حيث يتعين عليها الحصول على موارد مالية لشراء السلاح حيث جمع الإرهابيين ما يقدر بأكثر من 100 مليون يورو (121 مليون دولار) منذ 2016 من خلال شن هجمات ضد المناجم ومناطق تعدين الذهب الحرفية والبدائية.
وأوضح، أن الوضع معقد جدا والحكومة في بوركينا فاسو لن تستطيع وضع حلول أمنية واقتصادية مقبولة خصوصا مع انسحاب القوات الفرنسية البالغ عددها 5200 جندي كانوا في مهمة مكافحة الإرهاب في الساحل، لذلك فمن المتوقع أن تستمر الاحتجاجات كما تستمر العمليات الإرهابية وبدون حل في الافق القريب.