الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداع|| "عالم مهترئ".. نص لـ نهى جلال

نهى جلال
نهى جلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هذا العالم مُهترئ ..
عالم مُمزق، يُعاني من آلام مخاض مُبكر، بعيد كل البعد عن الإنسانية!
عالم يملؤوه المرضى من آكلي أرواح وأجساد البشر، يسرق ضحكاتهم وصخبهم في آن واحد، يستبيح التسلق إلى أعماقهم ليضع فيها لعنة اليأس وانعدام الأمل، وإجهاض أحلامهم وهي تنمو.
هذا العالم صار مليئًا بالموتى الأحياء، أصحاب النوايا الدموية. لست أقصد هنا سفك الدماء والقتل، بل على العكس، فهم في حقيقتهم أقل وأضعف من أن يحملوا السلاح بأيدهم، ولكن أفكارهم المسمومة هي سلاحهم. يسفكون الأرواح تحت شعار الحريات، التي استباحت الخوض في الأعراض لمجرد الاختلاف في الرأي لا أكثر، ويزحفون تحت مُسمى الحب لقضاء لحظات حميمية حيوانية - مع كامل اعتذاري للحيوانات- ومن ثم يعقدون جلسات العُهر ليتبادلو الأحاديث التي محورها غُرف النوم، يسعدون بتبادُل التفاصيل المقززة التي صارت بمسماها الجديد أحاديث الفكر والتحرر .
عالم حافل بالمرضى!
هؤلاء الأشخاص الذين يبررون حماقاتهم، وجهلهم، وقلة حيلتهم، ونواتج أمراضهم النفسية تحت مُسمّى الضحية، يحاسبون الآخرين، ونحن منهم، على ما صار إليه الكثيرون من انعدام ثقتهم بأنفسهم، وكأنه ليس لديهم أي أعداء! وكأننا لسنا سوى نواتج أفعالهم وعلينا أن نتحملها لأننا الطرف الهادئ!
المفاجأة أنهم بدورهم ضحايا، لكنهم نواتج بيئة غير سوية، ضحايا الجهل، ضحايا أنفسهم وشياطينهم، وأبناء مهزلة نفسيه، وحروب أودت بهم إلى الجحيم مبكرًا. لكنهم ينكرون أن كل هذا مرض، ويرونه حياة، يتعجبون أننا لسنا مثلهم!
هل تعرفهم؟ ربما لا، لكن كل ما عليك فقط هو أن تُتابع نظراتهم والقليل من أفعالهم المثيرة للشفقة، وقتها سترى عُقدة النقص والحرمان والتدني. هذه الأشياء ظاهرة بوضوح ، رغم أنها جزء صغير من هذا العالم الذي صارت تملؤه الآفات.