الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على قصة تكريس السيدة العذراء المعروفة بـ"المحمة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 8 بؤونة من الشهر القبطي الموافق 15 يونيو من الشهر الميلادي بتذكار تكريس كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمحمة (مسطرد حاليا، ويذكر السنكسار القبطي تحت هذا اليوم "في مثل هذا اليوم من سنة 617 للشهداء (901م ) تم تكريس كنيسة القديسة العذراء مريم والدة المسيح المعروفة بالمحمة حيث ينبوع الماء الفائض من العين التي فجرها المسيح في رحلته إلى مصر حيث شرب منها هو والعذراء ويوسف.
ونبت في هذا المكان نبات البلسم وقد بنيت في هذا المكان كنيسة على أسم القديسة العذراء تم تكريسها في مثل هذا اليوم ومن المعروف أن كنيسة السيدة العذراء بمسطرد هي إحدى المحطات المهمة التي مرت العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر ؛ وحول هذه المحطة يروي لنا الأنبا غريغوريوس في كتابه الهام عن "دير المحرق:تاريخه وصفه كل مشتملاته " حول محطة مسطرد " نزحت العائلة المقدسة إلى أحد ضواحي المنطقة ؛ وهناك وجدوا شجرة فمكثوا عندها أياما ؛ وأنبع الطفل الإلهي نبع ماء ؛ وهناك أحمته العذراء وغسلت ملابسه ؛ ولذلك سمي هذا المكان بالمحمة أي مكان الاستحمام ؛وتسمى الآن مسطرد ؛وأما في كتب الطقس القبطي فتسمي Bjokem أو Bimanjokem.
وقد بنيت فيما بعد كنيسة في هذا المكان باسم السيدة العذراء في سنة 901 للشهداء (1185 م ) يحتفل بعيد تكريسها في اليوم الثامن من شهر بؤونة القبطي ؛وورد ذكرها أيضا في ذكصولوجية اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس وقد رجعت العائلة المقدسة إلى المحمة مرة أخري في طريق عودتها إلى الأراضي المقدسة ؛تقول الذكصولوجية "وعندما عاد ربنا إلى المحمة أنبع نبع ماء وهو لا يزال موجودا إلى هذا اليوم في ذلك المكان يشفي كم من يستعمله ؛فينال بركة العذراء أم مخلصنا وكلية القدسة وبركة الكنيسة التي بنيت على أسمها ؛وتقول الذكصولوجية الموجودة بمكتبة الفاتيكان تحت يوم الثامن من بؤونة ما ترجمته بالقبطي " وفي عودتهم أقبلوا إلى المحمة ؛وانبع ربنا عين الماء يشفي كل من يستعمله.
كما كتب عنها الأستاذ الدكتور إسحق عجبان في موسوعته المهمة " رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر " فقال " والمحمة تسمية عربية مشتقة من الفعل (حم) ومنها استحم أي اغتسل بالماء ؛لأن الطفل يسوع أنبع نبع ماء هناك ؛وأغتسل بمائه وأقامت العائلة المقدسة هناك في مغارة ؛وكان نبع الماء يشفي كل من يستحم ماءه ؛ثم بنيت كنيسة فيما بعد على أسم العذراء مريم ؛ ولقد ذكر الدكتور إسحق المراجع التي اعتمد عليها في كلامه عن المحمة فذكر:- العائلة المقدسة في مسطرد ونشرته كنيسة العذراء بمسطرد ؛ القاموس الجغرافي لأميلينو ؛ وتاريخ الكنائس والأديرة لأبو المكارم ؛ والقاموس الجغرافي لمحمد رمزي ؛القسم الثاني ؛الجزء الأول ؛ وأخيرا موسوعة Coptic Encyclopedia ،V.4 (E-J) P. 1118.
و كتب أيضا عن هذه الكنيسة المؤرخ الشهير أبو المكارم في موسوعته الخالدة "تاريخ الكنائس والأديرة " حيث قال عنها " ثم ينكفون (يتوجهون) إلى بيعة السيدة الطاهرة بمنية سرد ويصلون فيها ويقربو ميمر هذا اليوم ويقدسون ويتقربون ويعودون كل منهم إلى بيته بسلام ؛ وكذلك في يوم الحادي عشر من طوبة يغطسون ويتقربون في اليوم الحادي عشر منه في كنيسة منية صرد كل سنه
ولقد ذكر العلامة المقريزي هذه الكنيسة تحت عنوان كنائس الوجه البحري حيث قال " وأما الوجه البحري ففي مية صرد ؛من ضواحي القاهرة: كنيسة السيدة مريم ؛وهي جليلة عندهم "
كما كتب عنها الرحالة الشهير فانسليب ( 1635- 1679 ) في كتابه "تقرير الحالة الحاضرة لمصر 1671 " حيث قال عنها " خارج القاهرة ومن هذا الجانب ذاته ؛ على بعد نحو أربعة أميال ؛هناك منية صرد مسطرد وهي كذلك قرية حيث نجد كنيسة على اسم السيدة العذراء ؛وهناك يحتفظون كذلك ببعض تذكارات المسيح سيدنا وأمه الكلية القداسة ؛ وقد مرا بهذا الكان ؛وهما هاربان من هيرودس.
كانت هذه الكنيسة قبل مجيء المسيح هيكلا للأوثان ؛التي سقطت على الأرض لدي وصله. رأيت في الكنيسة نفسها في الحائط حجرين عليهما أشكال هيروغليفية ؛وهناك لدي كذلك صورة عجائبية للسيدة العذراء
كما كتب عنها المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر في كتابه "الكنائس والأديرة القديمة بالوجه البحري والقاهرة وسيناء ؛فقال عنها " تقع هذه الكنيسة في مسطرد على شاطئ ترعة الإسماعيلية بمنطقة شبرا الخيمة. والكنيسة بها أربعة قباب ثلاثة فوق الهيكل وقبة أمام الهيكل الأوسط. وبها مغارة بها سلمين للصعود والنزول وبها البئر الذي يقال حسب التقليد بشرب العائلة المقدسة منه عند مرورها بهذا المكان
المسيحية القبطية في ألفي عام " حيث قال عنها " تقع هذه الكنيسة في قرية مسطرد ؛ التي تبعد عن المطرية بنحو ثلاثة كيلو مترات وتأتي أهمية الكنيسة بسبب تشييدها فوق مغارة يقال أن العائلة المقدسة احتمت بها خلال زيارتها لمصر ؛ كما يوجد بالكنيسة أيضا بئر يقال إن السيدة العذراء قد حمت المسيح الطفل فيها. ويوجد مدخل الكنيسة في السور الشمالي ؛ وفي مواجهة الكنيسة تقريبا توجد سلالم تؤدي إلى المغارة ؛ ويزين المذبح أيقونات وشمعدنات ؛ وهناك سلم آخر يؤدي إلى الجزء الشرقي للكنيسة ؛ وإلي بئر السيدة العذراء ؛ وعند نهايتها توجد المعمودية وتوجد عدة أيقونات معلقة على الحائط الشمالي.
وقد صرح سابقا الأب القمص عبد المسيح بسيط ابو الخير كاهن الكنيسة حيث قال ان المبني الأساسي للكنيسة من الطراز البيزنطي ويتميز بالحوائط السميكة ويتكون من صحن الكنيسة الذي يضم في داخله الهياكل الثلاثة والمغارة والبئر والصحن مستطيل الشكل الجزء السفلي قديم وقد تم تجديده بواسطة أولاد سلسبيل في القرن الثاني عشر الميلادي أما الجزء العلوي فلقد تم تجديده وبنائه في عهد البابا كيرلس الخامس كما جددت الكنيسة من الخارج حديثا في الفترة من 1984 إلى 1987 ؛وأيضا جددت الكنيسة بالكامل في سنة 2000 م في عهد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بمناسبة الاحتفال بمرور 2000 سنة على ميلاد السيد المسيح ورحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
ويرجع تاريخ تدشين الكنيسة إلى 8 بؤونة /15 يونيو سنة 901 للشهداء الموافق 1185 ميلادية ؛ وكانت الكنيسة موجودة قبل ذلك بمئات السنين كما يقول أبو المكارم في القرن الثاني عشر – الجزء 1 حيث دشنها أنبا غبريال أسقف أشمون ومعه جماعة من الأساقفة. وكان من تقليد الآباء البطاركة أن يقيم بها البطريرك بها قداسا يوم 21 طوبة /29 يناير سنويا وهو عيد وفاة السيدة العذراء.
ولقد عرضت قناة الغد الفضائية ؛تقريرا تلفزيونيا عن بئر كنيسة السيدة العذراء في مسطرد ؛والتي أصبحت مزارا للآلاف من طالبي بركة السيدة العذراء من المسيحيين؛رغم أن عمرها يصل إلى ألفي عام ولقد ذكر الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة ؛ان تاريخ الكنيسة يعود إلى زيارة العائلة المقدسة عندما كان هيرودس يطاردهم ؛ وفي خط سيرهم وصلوا على شجرة المطرية ؛ ووصلوا إلى مسطردن واستخدموا المياه الموجودة في البئر لأنها هي التي كانت موجودة ولقد لفت نفس التقرير إلى أن البئر نفسه قيل أنه معجزة فجر نبعها السيد المسيح بنفسه لكي يرتوي منها مع العائلة المقدسة.