قال النضر بن شميل وهو من تلاميذ اللغوي الخليل بن أحمد الفراهيدي: أقام الخليل في خص من أخصاص البصرة لا يقدر على فلسين وأصحابه يكتسبون بعلمه الأموال.
وذكر الشيخ أحمد بن على الدلجي في كتابه "الفلاكة والمفلكون"، أن الخليل كان إمامًا في النحو، وهو أول من استنبط العروض، وتتلمذ على يديه سيبويه، كان متقللا من الدنيا، صبورا على العيش الخشن الضيق، كان يقول: لا يجاوز همي ما وراء بابي، وهو ما يجعله في صفوف الزاهدين والمتقشفين.
منحه سليمان بن حبيب والي فارس والأهواز راتبًا من المال، ثم بعث إليه يطلبه في يوم من الأيام، فكتب الخليل في الرد على سليمان أنه يعيش في سعة ولا يحتاج إليه رغم قلة ما بين يديه من المال، وأن فقر النفوس معيوب وفقر المال لا يضر. ما أغضب سليمان وجعله يقطع عنه الراتب، لكنه شعر بالخزي والندم عندما سمع قول الخليل: أبلغ سليمان أني عنه في سعة... وفي غنى غير أني لست ذا مال. فأعاد له الراتب.