الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأزهر والكنيسة قبلة نجاح تنظيم وتحديد النسل في مصر.. أمين الفتوى: النبي محمد حذر من الكثرة الضعيفة.. عضو بالأعلى للشئون الإسلامية: سيدنا محمد حثنا على ترك أبنائنا أغنياء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأديان جاءت من أجل راحة وسعادة البشر، فهى تنظم حياتهم وتدبير شئونهم، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والحفاظ على حرية المرء في كافة أمور حياته، فمن هنا هل يعتبر تحديد وتنظيم النسل، أمر مخالف لإرادة الله، هل المصلحة العامة في الحفاظ على حياة الناس تؤجل وتقف عاجزة أمام عدم وجود تخطيط من الأسرة لمستقبل أبنائهم وتركل الأمر للتواكل؟!هل حقا كل مولود يتى برزقه دون سعى أو أخذ بأسباب جلب الرزق؟
كل هذه أسئلة تدور في رأس الناس، وكلها ليس لها إجابات إلا من خلال علماء الدين الإسلامى والمسيحى، ولهذا طرحت "البوابة"، هذه الأسئلة عليهم، مواكبة مع تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول الزيادة السكانية التى تهدد بدمار الأخضر واليأبس.

بداية، أكد الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم النسل والعناية به على مستوى كل أسرة أصبح الآن ضرورة، لافتا إلى أن العناية بالنسل أمر شرعى، وليس المقصود به الكثرة وإنما الكم والجودة.
وأشار إلى أن بعض الناس يفهم إن كثرة النسل، هى قصد الشريعة، وهذا غير صحيحا، وسيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أنكر وحذر من الكثرة التى مثل غثاء السيل التى لا تعتبر لا قيمة لها، لا بد أن يكون بجوار الكم عناية بالجودة والكيف والتعليم، وهذه مسئولية ويجب الاعتناء بها وعلينا في ظل الظروف الخاصة والعامة علينا تقليل النسل، والعمل على خطة إنجابية للأسرة وهذا أمر شرعى يدعو إليه الدين من باب: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
وعن حجة البعض بحديث سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، قال: "ينشرها جماعات الضلال من المتطرفين والمتشددين، هؤلاء عندهم قصور في عدة أمور أهمها عدم وضعهم الشريعة وبقية الأحاديث عن أهمية العناية بالنسل، وأن النبى محمد أنكر الكثرة التى لا قيمة لها"، لافتا إلى أن كل مرء مسئول على تربية أبنائه، بشكل حسن، فسيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم لم يباهى الأمم بنا ونحن ضعفاء

قال الدكتور محمد سالم أبو عاصى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن تحديد النسل أمر جائز في الشرع وفى عهد سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، كان يوجد ما يسمى بالعزل، وهو أن يمنع المرء الإنجاب، وهذا أقره سيدنا محمد، فإذا كان الرجل معيل أو السيدة مريضة أو الكثير من الأمور التى تتطلب وقف الإنجاب بالتالى يجوز تنظيم أو تحديد النسل.
وتابع أبو سالم، أن سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، يباهى الأمم يوم القيامة بأمته بالكيف وليس بالكم، فه يعقل أن يباهى الأمم بأمة مريضة جاهلة، لا شك أن النبى يريد الكثرة التى تبنى وتبدع، فالعبرة بالكم وليس بالكيف، فالله سبحانه وتعالى يقول: "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ".
وعن رفض الجماعات السلفية والإخوانية، لتحديد وتنظيم النسل، قال أبوعاصى، إن هؤلاء يستخدمون آيات قرآنية في غير موضعها، الله عزوجل يقول: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"، فهم يستخدمون هذه الآية في قول دارج: "العيل بيجى برزقه"، فالرزق له شرط السعى، فالله جعل الأسباب في الكون والأخذ بها من تعاليم الإسلام، فالرزق موجود، ولا يأتى إلا البحث والاجتهاد، فلا ينزل عليهم وهم في بيوتهم.
وأشار إلى أن الدولة مواردها محدودة، وهناك التزامات كثيرة عليها، فإن المصلحة تقتضى بتحديد وتنظيم النسل، لافتا إلى أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قال: "إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ"، فهذا يعنى إن كل إنسان خير له أن يترك لأبنائه ما يغنيهم عن الطلب والحاجة من الناس.
وعن عنصر الأمة الثانى يأتى دور الكنيسة، فالأمر ليس وليد اللحظة، وإنما يعود إلى قداسة البابا شنودة الثالث، الذى كان له آراء خاصة بزيادة الكان وآثرها على معدلات التنمية في الدولة المصرية، حيث قال: "إن زيادة النسل أصبحت ضارة بالبلد، فتحديد النسل (بصورة عامة على المستوى القومى) أصبح ضرورة اجتماعية واقتصادية، لها تأثيرها الكبير على مستقبل بلادنا.. لذلك علينا أن نتصدى لمشكلة الانفجار السكانى الذى ينسف كل مشروعاتنا واقتصادنا القومى".

وعلى هذا يقول الأنبا موسى، أسقف الشباب، في إحدى مقالاته منذ عدة أسابيع، إن هناك فرقا بين تنظيم النسل وتحديد النسل، فالتحديد يعنى الإنقاص باستمرار، ولكن التنظيم يعنى أن تتخذ كل أسرة قرارها الخاص، حسب ظروفها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، بحيث يرتفع عدد الأولاد أو ينخفض طبقًا لظروفها الخاصة.
وأوضح أن هناك ضرورة عامة، لتنظيم النسل، وهى أن المجتمع مسئول عن الأسرة والفرد، فالفرد والأسرة مسئولان عن المجتمع أيضًا، هذا أمر هام يجب أن تتحدد ملامحه في وجداننا وذهننا، مشيرا إلى أن الدولة عليها مسئوليات جسيمة تقوم بها نحو المواطن، وبالتالى لا بد أن نكون شركاء في المسئولية من جهة المواطن بألا يتناسل بلا حدود، فيضيف على الدولة أعباء لا طاقة لها بها، لذلك علينا أن ننتبه، فالزيادة السكانية قد تجهض التنمية وتزيد الفقر وأيضًا البطالة.