انتقدت دورية (ذا لانسيت) الطبية سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع تسليط الضوء على تداعيات سياساته في مجال الصحة وفحص الانقسامات الاجتماعية التي سمحت بانتخابه.
وأفادت نتائج نشرتها دورية "ذا لانسيت" الطبية، اليوم الخميس، بأن عدد الوفيات في الولايات المتحدة كان سيكون أقل بمقدار 461 ألفا في عام 2018 وحده وأن عدد الوفيات بسبب الإصابة بفيروس كورونا كان سينخفض بنسبة 40 في المئة في حال كان متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة متوافقا مع متوسط العمر المتوقع في دول مجموعة السبع الأخرى.
ووفقا للمجلة الطبية، أدى ازدراء ترامب للعلم وبرامج الصحة العالمية ووكالات الصحة العامة إلى إعاقة مكافحة وباء كورونا، مما تسبب في عشرات الآلاف من الوفيات غير الضرورية.
وأضافت أنه على الرغم من فشل جهود ترامب لإلغاء قانون الرعاية الصحية، إلا أنه أضعف تغطيته مما أدى إلى زيادة عدد الأشخاص غير المُؤمَّن عليهم طبيا بمقدار 3ر2 مليون شخص، حتى قبل وباء كورونا.
وأضافت الدراسة أن عداء ترامب للوائح البيئية أدى إلى تفاقم أزمة التلوث بالفعل؛ مما أدى إلى تعرض العديد من الأمريكيين لمستويات مرتفعة وضارة من التلوث لم يسبق له مثيل منذ عقود وتسبب في وفاة أكثر من 22 ألف شخصا خلال عام 2019 وحده، وذلك في ضوء تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويحذر التقرير من أن العودة إلى سياسات ما قبل عهد ترامب ليست كافية لحماية قطاع الصحة، مؤكدا ضرورة إجراء إصلاحات شاملة لمعالجة العنصرية التي طال أمدها وشبكات الأمان الاجتماعية والصحية الضعيفة التي عمّقت عدم المساواة.
ووجد التقرير أن ترامب استغل غضب العديد من الأشخاص البيض غير الأثرياء بسبب تدهور فرص حياتهم، ثم سن سياسات أفادت الأثرياء.
ومن بين السياسات التي فرضتها إدارة ترامب، التخفيضات الضريبية الهائلة والتي "فتحت ثغرة في الميزانية كانت بمثابة تبرير لخفض إعانات الغذاء والإسكان التي تمنع سوء التغذية والتشرد عن ملايين الأشخاص".
وفي السياق، نقلت صحيفة (يو.إس.آية.توداي) الأمريكية عن ستيفي وولهاندلر بروفيسور في جامعة نيويورك، قوله إن إجراءات الصحة العامة مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي كان من الممكن أن ينقذ مئات الآلاف من الأرواح، لكن ترامب فشل في اتخاذ قرارات حاسمة، وبدلاً من ذلك ترك الأمور للولايات.
وأضاف أن أفعال ترامب وتصرفاته "تسببت في فشل كثير من المواطنين في أخذ الأمر على محمل الجد، والفشل في اتباع نهج منسق استخدمته الكثير من الدول التي كانت أكثر نجاحًا من الولايات المتحدة، في السيطرة على الوباء".
