كتبت الدكتورة هبة مدحت زكى، الرئيس التنفيذى لحاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، اسمها في سجلات تاريخ الأعمال، فهى أول سيدة تتولى منصب مؤسس ورئيس حاضنة أعمال حكومية في مصر، حيث أهلتها خبراتها العلمية والعملية لاقتناص هذه المكانة التى يحتلها الرجال، ويعد فكر ريادة الأعمال من الأفكار الجديدة والمستحدثة في مصر، ليتم إنشاء حاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، كأول مؤسسة حكومية تم إطلاقها رسميًا في 2017، وتخريج 45 مشروعًا ناشئًا حتى الآن.
وقالت الدكتورة هبة مدحت، في حوارها لـ"البوابة نيوز"، إنها تهدف إلى مواصلة دعم الشباب من أصحاب الأفكار والمشروعات المبتكرة فنيًا ولوجستيًا وتدريبيًا وماديًا. فإلى نص الحوار..
■في البداية.. حدثينا عن مفهوم فكر حاضنات الأعمال؟
- "حاضنات الأعمال" بناء مؤسساتى مخصص لمساعدة منشآت الأعمال الصغيرة سواء الحديثة منها أو التى في طور النمو، فهى مؤسسات قائمة بذاتها (لها كيانها القانوني) تعمل على توفير جملة من الخدمات والتسهيلات للمستثمرين الصغار الذين يبادرون إلى إقامة مؤسسات صغيرة.
والمؤسسات الجديدة في مراحل تأسيسها الأولى تحتاج إلى حضانة ورعاية مثلها مثل المولود الجديد، فهى تفتقر إلى المقومات التى تسمح لها بالنمو بصورة ذاتية، ونهدف إلى دعم المشروعات الوليدة لكى تنمو وتستمر في السوق.
■ وما الجهة المشرفة على حاضنات الأعمال في مصر؟
- لا توجد جهة محددة ولكن فيما يتعلق بحاضنة أعمال كلية اقتصاد والعلوم السياسية، فهى تحت إشراف جامعة القاهرة، ونستقى إستراتيجيتنا ورؤيتنا من رؤية مصر الشاملة للتطور الاقتصادى الكامل، وإستراتيجية مصر للتنمية الشاملة والمستدامة 2030.
■ كم عدد الجامعات المصرية التى يوجد بها حاضنات أعمال؟
- ليس هناك عدد محدد ولكنها ليست كثيرة.
■ هل سيتم تدريس مادة ريادة الأعمال في الجامعات المصرية؟
- بالفعل يتم تدريس ريادة الأعمال، وهو مقرر إجبارى على جميع طلبة الصف الثانى بكل الكليات التابعة لجامعة القاهرة "العملية أو النظرية" فهى مادة أساسية الآن.
■ وفيما يتعلق بالمدارس، هل هناك تنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتدريس مواد ريادة الأعمال لطلبة المدارس؟
- مشروع رواد 2030 التابع لوزارة التخطيط كان قد أطلق فكرة ومبادرة لتدريس مادة ريادة الأعمال في المدارس المصرية، ولكن للأسف ينقصنا إستراتيجية محددة المعالم يتم العمل من خلالها بخطوات واضحة ومحددة لنشر فكر ريادة الأعمال للطلبة من سن صغيرة في مرحلة ما قبل الجامعة.
■ ما رؤيتك وعملك في مجال ريادة الأعمال، ما أهم معوقات انتشار ريادة الأعمال وحاضنات الأعمال في مصر؟
- أهم المعوقات عدم وجود إستراتيجية للابتكار تتوافق مع رؤية مصر 2030، وعدم وجود جهة محددة يتم العمل من خلالها "فنحن تفرق دمنا بين القبائل" وهنا علينا أن نعمل على الاعتماد على الميزة التنافسية لكل شخص، ونحن حاضنة عامة. ولهذا فإن عملنا يتم على احتضان كافة القطاعات وعدم تقليص دور جامعة القاهرة على قطاع معين بما يتناسب مع حجم وأهمية جامعة القاهرة فهى من جامعات الجيل الثانى وهى الجامعات التى تنتج وتنشر علم، ونجحنا في الحصول على المركز الأول في الشرق الأوسط في مجال الأبحاث، ونسعى لاختراق مجال جامعات الجيل الثالث أى أن نكون جامعة ريادية.
■ من هم شركاء الحاضنة والمساهمين في ظهورها؟
- أهم الداعمين الرئيسيين "البنك المركزي" هو الراعى الاستراتيجى لنا بدعم من المعهد المصرفى، ومبادرة رواد النيل التابعة للبنك المركزى، ولدينا عدد من الشركاء المتنوعين محليا ودوليا، وهناك مشاركة من القطاع الخاص، ويتم مراقبة ميزانية الحاضنة، وأخيرًا انضم لنا شريك استراتيجى مهم جدًا هى "وزارة التخطيط" وسيتم إطلاق مشروع قومى أفريقي عربى لريادة الأعمال قريبًا جدًا.
■ وما الدعم الذى تقدمه الدولة لحاضنة كلية اقتصاد وعلوم سياسية؟
- الدولة هنا ممثلة في الجامعة، والجامعة خصصت لنا المكان لإقامة الحاضنة، وكانت الجامعة ممكنة لنا في الموافقة على تنفيذ فكرة الحاضنة، وكنت أنا صاحبة الفكرة، ولهذا كنت أول سيدة تتولى رئيس حاضنة أعمال حكومية في مصر والمشكلة أن بيئة ريادة الأعمال في مصر قائمة على الرجال، و81% من القائمين بمشروعات ناشئة في مصر من الرجال، فهو مجتمع ذكورى من الطراز الأول، كذلك معظم العاملين بالحاضنة من السيدات، ويطلقون علينا "حاضنة السيدات" كما أننا أطلقنا عدد من مبادرات لدعم "رائدات الأعمال مثل مبادرة لها".
■هل هناك تنسيق بين الحاضنة والمركز الدولى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في واشنطن؟
- استطعنا الحصول في شهر نوفمبر الماضى على عضوية المركز الدولى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأصبحنا الحصول على لقب مركز للمعرفة بشهادة المركز الدولى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
■ ما أمنياتك لحاضنات الأعمال في مصر؟
- أتمنى أن أرى في مصر قريبًا إطار محدد ومنظم لإستراتيجية مصر للابتكار والإبداع، حتى يتم الاستفادة وأن نجد مردودًا ملموسًا للاقتصاد القومى، خاصة وأن المشروعات الناشئة هى أساس الاقتصاد والتنمية في الدول النامية والتى تعانى من ندرة الموارد، ومشكلتنا ليست فقط في ندرة الموارد أو زيادة التعداد السكانى، والذى أصبح ميزة وليس عيب ومصر تحاول الآن ضبط الزيادة السكانية وتم إطلاق إستراتيجية وطنية للسكان بحيث لا تبتلع الزيادة السكانية المردود الاقتصادى للمشروعات التنموية للدولة وتحسين الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للسكان.
■هل ممكن أن يتم عمل بروتوكولات تعاون لتدريب طلاب جامعات أخرى على فكر ريادة الأعمال وإنشاء حاضنات؟
- بالفعل تم تدريب طلبة جامعة الإسكندرية وعملنا برامج تم منحها للجامعات وعمل دورات تدريبية لإدخال فكر ريادة الأعمال في الجامعة، كما انه تم مخاطبتنا من عدة جامعات حكومية منها "دمياط وبنها" لعمل حاضنات أعمال بها وإنشاء حاضنات جديدة بها لتخريج جيل جديد من رواد الأعمال.
■ هلى يلقى فكر ريادة الأعمال الدعم اللائق في مصر؟
- نعم نلقى الدعم ولكنه ليس اللائق لأننا في احتياج لدعم أكثر وينقصنا وجود إستراتيجية وطنية محددة وواضحة المعالم من الدولة يتم العمل والتحرك من خلالها، وتحديد القطاعات ذات الأولوية التى من شأنها تنفيذ إستراتيجية مصر في التنمية.
■ما الخدمات التى تقدمها حاضنات الأعمال ؟
- أهم الخدمات التى نقدمها "خدمة الاحتضان" وذلك من خلال تنظيم تدريب أصحاب المشروعات الفائزة مرتين في العام خلال شهرى "يناير، ويوليو" من كل عام ومدة الدورة 5 أشهر، ونحن نستقبل نحو 150 مشروعًا يتم اختيار 7 فقط منها، ويتم الاختيار بدقة على أساس معايير صارمة أهمها "أن يكون هناك نموذج أعمال متكامل، وأن يكون المشروع قابلًا للنمو في السوق المحلية والإقليمى، وكذلك أن يكون فريق العمل بالمشروع قادرًا على تطوير المشروع والنهوض به" ويتم عمل تقييمات نفسية وسلوكية لرائد الأعمال للتأكد من تخريج رائد أعمال متكامل.
