السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دفتر البطولات.. «البوابة نيوز» في منزل الشهيد محمود أبوالعز

 منزل الشهيد محمود
منزل الشهيد محمود أبوالعز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دفتر البطولات المصرية ملئ بالحكايات عن أبطال قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ملحمات وسير كتبت بالدماء عن أبطال كانوا يوما هنا ولم يهابوا الموت، البوابة نيوز تعاود قراءة صفحات أبطال الوطن ليعرف الداني والقاصي ما قدمته مصر لتحمي شعبها وأرضها، فلكم فاضت أرواح إلى بارئها لتبقى راية مصر عالية خفاقة.. فتحيا مصر برجالها الأبطال الأوفياء.

حكاية النقيب محمود أبوالعز ابن منطقة "الجيارة" بمصر القديمة

"كان مثل والده" هكذا بدأت والدة الضابط الشهيد محمود أبوالعز الحكاية لدى وصولنا إلى منزله.

وتابعت وهي تحاول أن تحبس دموعها: "محمود هو أصغر أولادي، كان يتسم بحسن الخلق والبشاشة، مميز بحب الناس، ومعروف عنه أنه خدوم، وليس لديه مشكلات مع أحد، بل كان يحب الصلح بين الناس ويساعدهم مهما كانت الأمور، يفعل كل هذا برغم سنه لأن والده كان ضابطا وعلمه الانضباط منذ صغره.

تواصل أم الشهيد حديثها كما تحب أن تنادي وترى أن هذا اللقب أغلى وسام تقلدته بعد استشهاد ابنها دفاعًا عن تراب الوطن: "في البداية تأثرت كثيرا لفقدانه كونه ابني الصغير وشعرت بحزن عميق لكن استشهاده ولد بداخلي الصبر والحكمة، وأيقنت أنه في أعلى المنازل عند الله.

تصمت قليلا وتعود للحديث عن قطعة من قلبها أهدتها للوطن: "كان محبا عاشقا لمصر وأهلها متفانيا في عمله، يتحدث بحماس عن الدفاع عنه وكان يقول لي يا أمي إذا لم أدافع أنا عنه ويدافع عنه غيري فمن سيحميه ويحميكي".

تقطع الحديثة بدمعة وجملة حبيبي يا ابني كانت أخلاقه حلوة وتقص أحد مواقفه: "بنت صدمتها سيارة خدها وراح المستشفي لغاية ما اطمن عليها وفضل معاها حتى وصول أهلها".

وتواصل أم الشهيد محمود حكاياتها عن ابنها البطل: "كان يشعر أنه سينال الشهادة فحينما كان يقابل أصدقاءه كان يقول لهم "أنا هنول الشهادة بإذن الله والشارع هيبقى اسمه شارع الشهيد محمود أبوالعز،

وفعلا تحققت نبوءته وأصدقاؤه حكوا لي ما كان يقوله لهم وكانت صدمة كبيرة لي ولهم حينها لكنه بات محل فخر لنا جميعا هو وكل أبناء الوطن الذين ضحوا بدمائهم رخيصة فداء لترابه.

وعن لقائها برئيس الجمهورية تقول: "كان لي شرف لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من أمهات الشهداء حيث استمع إلينا بكل صدر رحب، وكان لقاء رائعا لا ينسى، حبيت الرئيس حسيته ابني وحسيت إني ابني مامتش ولسه روحه معايا، وحينما أرى ما يحدث من إنجازات، أدرك أن روح التضحية عايشة فينا من أجل بلادنا وأهلنا".

وتختتم أم الشهيد:" حكايات كثيرة عرفتها عن ابني يوم العزاء، الناس كانت تحكي عنه، أحدهم سرق منه شنطة والشهيد من غير ما يعرفه ساعده حتى وجدها، وأخرى صدمتها سيارة أخذها للمستشفي وساعدها وأحضر أهالها بعد الاطمئنان عليها، وكثير من حالات الصلح التي كانت في منطقة مصر القديمة والجيارة الناس كلها بتحبه حتى في قعدات الصلح كان بيروح لأنه ليه تقدير كبير عند الكل.

يوم الاستشهاد كان المفروض شغال ليل والعادي أني أوقظه حتى يذهب لعمله.

تتنهد وتواصل: "على السرير شوفته نور ساطع.. شوفته حلو جدا.. تعجبت فبشرته قمحية، خوفت عليه كان نفسي أسيبه نايم، لكني صحيته سلم عليا ونزل وبعد ساعات كان خبر الشهادة، كان خاطب وكان فرحه بعد شهور، لكن فرحه في الجنة هيبقى أحلى.

أنا عايزة أقول لكل أم شهيد ولكل أسر الشهداء احتسبوا أولادكم شهداء وربنا يصبركم جميعًا.