السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر مركز إقليمى لتصنيع لقاحات كورونا.. خطة حكومية شاملة للتوزيع.. موقع إلكترونى لتسجيل الراغبين.. مركز صحى بكل محافظة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع نهايات 2020، تخطى مؤشر إصابات كورونا المستجد في مصر حاجز الألف إصابة، مما جعل الحكومة المصرية تعجل بإجراءات تجهيز المستشفيات بتخصيص 364 مستشفى مجهزا، تتضمن نحو 35 ألف سرير داخلى، ونحو 5 آلاف سرير رعاية، و2400 جهاز تنفس، كما تم توفير 200 جهاز تنفس جديد يتم توزيعها على المستشفيات. وفى ظل المخاطر التى تحيط بالعالم وبخاصة مع ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، يبحث الملايين حول العالم عن اللقاحات التى تمثل العمود الفقرى لخطة النجاة من الجائحة التى عصفت بنحو 80 مليون شخص حول العالم ممن تأكدت إصابتهم بالفيروس، وحتى الحديث عن اللقاحات أصبح مقلقا في الآونة الأخيرة بخاصة مع ظهور السلالة الجديدة في بريطانيا والعديد من دول العالم، الأمر الذى طرح تساؤلا كبيرا حول إمكانية مواجهة السلالة الجديدة عن طريق اللقاحات المكتشفة.



تصنيع اللقاحات في مصر
وقبل أيام استقبلت مصر الدفعة الأولى تلتها دفعة ثانية من اللقاح الصينى لمكافحة كورونا والمعروف باسم "سينوفارم" ليصل إجمالى ما حصلت عليه مصر حتى الآن ١٠٠ ألف جرعة من اللقاح، الأمر الذى دفع الحكومة المصرية للتخطيط من أجل التصنيع المحلة للقاحات كورونا في مصر. 
وقالت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن مصر قادرة على تصنيع لقاحات كورونا محليا وتوفيره لكل المواطنين بل وتصديره للدول الأفريقية، وأكدت الوزيرة أن هناك تعاونا مع شركات صينية سواء سينوفاك أو سينوفارم لتوفير تكنولوجيا اللقاحات للبدء في التصنيع مع فاكسيرا، متابعة: "لدينا خطوط إنتاج مستعدة للتصنيع ومصر لديها خبرات كبيرة في تصنيع اللقاحات منذ عام ١٩٣٩".



اللقاح المصرى
وأكدت الوزيرة أنه جار العمل لبدء تصنيع لقاح فيروس كورونا في مصر خلال الشهور القادمة، وذلك بدعم وتوجيهات القيادة السياسية لاعتبار مصر مركز لتصنيع اللقاحات في أفريقيا والشرق الأوسط، داعية الشركات الراغبة للمشاركة والاستثمار في تلك الخطوة، مؤكدة أنه تم تقييم ومراجعة خطوط الإنتاج بالشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الحيوية "فاكسيرا"، وذلك من قبل لجنة متخصصة من خبراء منظمة الصحة العالمية، وعدد من المختصين الدوليين.
وكشفت الدكتورة نهى عاصم، مساعد وزيرة الصحة للأبحاث الدوائية، إن الوزارة تعد «فاكسيرا» لإنتاج اللقاح الصينى لفيروس كورونا، حال ثبوت الفاعلية والطمأنينة بنسبة عالية، وأكدت أن الوزارة تسعى لإنتاج اللقاح في أقرب فرصة بعد صدور النتائج النهائية للقاح الصينى، موضحة أن اللقاح لا زال في مرحلة التجارب السريرية. ولفتت إلى أن الدولة تشارك بمبادرة منظمة الصحة العالمية «كوفاكس» التى تساعد على توفير اللقاحات بطريقة عادلة للدول المختلفة وبأسعار معقولة، مضيفة أنها تتواصل بشكل مباشر مع الشركات المنتجة للقاحات بالتوازى مع هذه العملية.



تقييم اللقاحات 
وفى تصريحات خاصة لـ«البوابة» قال مصدر باللجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة، إن هناك حالة من الاتفاق داخل اللجنة على أن اللقاح الصينى هو الأكثر ملائمة مع الظروف المناخية واللوجستية الخاصة بالتخزين في مصر، مشيرا إلى أن مصر وقعت مصر العديد من الاتفاقيات المبدئية مع فايزر واسترا زينيكا بجانب الشركات الصينية، وفى ظل تقارب نسب الفاعلية لكل اللقاحات المعروضة سواء فايزر أو مودرنا أو سينو فارم فإن الأفضلية هنا تكون للقاح الأنسب مع الظروف الصحية والمناخية وتوفر اللوجستيات الخاصة باللقاح في مصر.
وأكد المصدر أنه هناك رسالة شديدة الأهمية للشعب المصرى وهي أنه يتم تقييم تدقيق اللقاحات بشكل علمي متكامل لصالح المواطن المصرى، ويتم التقييم بناء على تقنية "برماكو فيجينال" من قبل إدارة اليقظة الدوائية والتى ترصد أى احتمالات أو آثار الجانبية محتملة قد تحدث للقاحات والتى تسهم في رصد أى طفرات أو تحورات، كذلك التواصل مع دول العالم لرصد أى تطورات أو تداعيات قد تحدث في المستقبل، وأى آثار متوسطة أو خطيرة يتم الإبلاغ عنها على الفور للجهات المختصة.
وقال المصدر إن مصر مشتركة في التحالف الدولي للقاحات ومن المتوقع أن تحصل على حصة مناسبة، إلا أن الصعوبة تكمن في الإتاحة ففى معظم دول العالم لن يتوفر لنحو ٧٠ ٪ من السكان قبل عام ونصف من الآن.

خبراء: الصناعة المحلية في مصر مشروعنا الوطنى الجديد
عن إمكانية تصنيع اللقاحات في مصر، والتعرف على الفوارق بين اللقاحات ومدى فعاليتها وكيفية مواجهة السلالة الجديد من فيروس كورونا، تحدثت «البوابة» مع مجموعة من الخبراء والمختصين في الأمراض المعدية وعلم الفيروسات وتصنيع اللقاحات.
وقال الدكتور على فهمى خبير تطوير اللقاحات الفيروسية، ورئيس قطاع البحوث والتطوير بالشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا" إن تصنيع اللقاحات داخل مصر هو أمل كبير نتمنى أن يتحقق حتى نتخلص من سيطرة واستحواذ الشركات العالمية والدول الكبرى على صناعة الدواء واللقاحات الأمر الذى يشكل أحد أدوات الضغط السياسى، فبحسب الظروف السياسية تتحكم الدول المنتجة في الكميات الموردة إلى مصر، وهو أمر في غاية الخطورة.
وأضاف "فهمى" في تصريحاته لـ"البوابة" إن من أبرز التحديات التى تواجه تصنيع اللقاحات في مصر هو عدم توافر معامل مجهزة بالكامل سوى عدد قليل، وهذه المعامل لا يتوافر سوى معملين على مستوى الجمهورية هما معمل المعهد القومى للبحوث، ومعمل وزارة الزراعة الخاص بقطاع الدواجن وهو أقل في الإمكانيات، ومن هنا نقول أن إنتاج اللقاح يتطلب تكنولوجية عالية الجودة من أجل إنتاج كميات كبيرة.



نقل الخبرات العلمية
وأكد أن مصر دخلت تجربة جديدة لأول مرة نجرى دراسات إكلينيكية وتجارب سريرية وهى على المدى البعيد مفيدة ولكن فة الوقت الحالي نحتاج إلى نقل الخبرات الدولية إلى مصر للحصول على أبرز النتائج، فعلى سبيل المثال قامت جامعة "توماس جيمرسون" قامت بعمل لقاح معدل باستخدام مصل خاص بالسعار وتحميل مكونات من فيروس كورنا عليه، وفى أولى التجارب الخاصة باللقاح ظهرت أعراض جانبية غريبة.
وتابع: "الحكومة واعية جدا وأعلنت قبل شهور عن حملة للتجارب الاكلينيكية في مصر، لذلك يجب الكشف عن نتائج هذه الدراسات، ويجب أن تمر اللقاحات بكافة مراحل التجارب للوصول إلى نتائج قاطعة بشأنها".



البديل الأقرب للواقع
وقال "فهمى" إن إنتاج اللقاحات يمر بمراحل مختلفة وهناك تقنية سريعة لإنتاج اللقاحات عن طريق المزارع النسيجية وأخرى طريقة عادية، ومميزات الطريقة السريعة هي أنها قد تنتج مليونا أو نصف مليون جرعة خلال شهر واحد في حين تأخذ التقنية العادية من ٣ إلى ٦ شهور لإنتاج نفس العدد من الجرعات أو اللقاحات.

أزمة لقاح فايزر
ويرى خبير أبحاث التطوير بهيئة المصل واللقاح أنه من الصعب للغابة الاعتماد على لقاح فايزر حيث إن مصر لا تمتلك التكنولوجيا القادرة على تخليق هذا اللقاح باستخدام الهندسة الوراثية، كما أن طرق تخزينه تحتاج للوجيستيات وتقنيات فائقة في التطور أى أن جرعات بسيطة تتطلب جهاز تبريد بـ ٥٠٠ ألف دولار، فتكلفة إنتاج اللقاح عن طريق الهندسة الوراثية عالية جدا فإنتاج ١٠ ميكروجرام من اللقاح تحتاج إلى كميات ضخمة من المواد عالية التكلفة، وهى الميزة النسبية للقاح الصينة الذى بحسب المعلومات المتوفرة قادر على التكيف مع الظروف المصرية.



تحديات تصنيع اللقاحات 
من جهته قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية، والمستشار العلمي للمركز المصرى للحق في الدواء، فأكد تصنيع اللقاحات والأدوية من أكثر المشكلات التى سيطرت على مصر وتسبب نقص الأدوية في مشكلات كبيرة لمصر وبالتحديد في عام ٢٠١٧، وكثيرا ما نادينا بضرورة العمل على تصنيع اللقاحات محليا، ومع ظهور كوفيد-١٩، والتوصل إلى نتائج إيجابية وظهور أنواع متعددة من اللقاحات سنكون أمام تحد كبير في أن الشركات العالمية ستوفر اللقاحات ولكن بكميات قليلة لا تكفى لتغطية العالم أجمع، ومن هنا يجب دعم فكرة التصنيع المحلى ونقل التكنولوجية المعرفية حول اللقاحات.
وأضاف عز العرب في تصريحاته لـ"البوابة" أن نقل التكنولوجيا المعرفية حول اللقاحات تعنى إنتاج اللقاحات في مصر بنفس دقة وفاعلية اللقاح الأصلى، ومصر قادرة على تصنيع اللقاحات من خلال إعادة هيكلة بعض شركات قطاع الأعمال للمساهمة في تصنيع اللقاحات.
ولفت "أستاذ الأمراض المعدية" إلى أن شركة "فاكسيرا" تعد من أهم الشركات المؤهلة لإنتاج وتصنيع الأمصال واللقاحات في مصر وبمزيد من التطوير في البنية التحتية الجيدة تستطيع أن تصنع اللقاحات بمعايير دولية، ونقل التكنولوجيا المعرفية هنا تعنى الحصول على مواصفات التصنيع "DMF"من الشركات العالمية مثل سينوفارم أو فايزر على مواصفات التصنيع الجيد "GMP" التي تمكننا من التصنيع محليا.
وأكد أنه بعد اعتماد قانون التجارب السريرية أصبحت المهمة أسهل، ولكن موافقة الشركات العالمية على التصنيع تحتاج لتأهيل المؤسسات والأيدى العاملة في الداخل على التعامل مع التكنولوجيا الخاصة بتصنيع اللقاحات، وفى حال الموافقة تحصل هذه الشركات على هامش من الربح بمتوسط ٧ ٪ بالاعتماد على اتفاقيات دولية، لذا يجب العمل على جذب مزيد من الاستثمارات في القطاع الصحى الذى أصبح لا يقل أهمية عن أى من قطاعات الاستثمار في العالم.
وبسؤاله عن نجاح اللقاحات الحالية في مكافحة الفيروس وسلالاته الجديد، قال عز العرب إنه تم الرد علميا على هذه النقطة، هناك ٧ سلالات مختلفة من كوفيد-١٩، وأحدثهم السلالة السابعة التى ظهرت في بريطانيا والدنمارك وإسرائيل وهولندا وجنوب أفريقيا، ومن المتوقع أن تغزو العالم، وفى المستقبل القريب يحتمل وجود سلالات أخرى وتحورات وطفرات للفيروس، ولكن الشيء المطمئن هو أن هذه السلالات - المكتشفة في بريطانيا سبتمبر الماضة وتم الإعلان عنها في ديسمبر ٢٠٢٠ - ستنجح اللقاحات الحالية في التعامل معها وأثبتت التقارير العلمية أن لقاح فيروس سيكون فعال مع السلالة الجديدة، والسلالة الجديدة شهدت ٢٣ تحورا، وفيروس كورونا شهد أكثر من ٦٠٠٠ تحور، وهذه التحورات لا تؤثر على الشكل الجيني للفيروس وبالتالى ستكون اللقاحات فعالهة مع السلالة الجديدة، والتجارب السريرية أثبتت نجاح اللقاحات بكفاءة، فلقاح فايزر على سبيل المثال أثبت نجاحه بنسبة ٩٥ ٪، ولقاح مودرنا، نجح بنسبة ٩٤.٥٪، أما اللقاح الصينى سينوفارم فنجح بنسبة ٨٦ ٪، وهى أرقام مبشرة للغاية في انتظار التقييم الفعلي خلال ٦ أشهر.
وعن المخاوف التى تنتاب المصريين من تناول اللقاحات، أكد خبير الأمراض المعدية أنه لا قلق من تناول اللقاحات، فالمزايا من أخذ اللقاح بلا شك أفضل من الوباء الذى يحصد الأرواح، وأهم وسيلة علمية هي تناول اللقاح، مشيرا إلى أنه لا يوجد دواء بدون آثار جانبية، إلا أن اللقاحات وتلقيها لن تسفر تغييرات في الشفرة الجينية للبشر.
وأشار "عز العرب" إلى أن تكنولوجيا التصنيع في اللقاحات الموجودة حاليا مختلفة، فاللقاح استرازينكا اكسفورد واللقاح الروسى "سبوتنيك" يعتمدون على تطوير لقاح موجود بالفعل "أدونى فيرا" وهو ضعيف، أما لقاح سينوفارم فيعتمد على تكنولوجيا استخدام فيروس تم تضعيفه، والفكرة كلها يعمل على تحفيز الجهاز المناعى لمقاومة الفيروس.