أثار قرار الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، بحظر إقامة أية حفلات للعام الجديد بالفنادق والمنتجعات والمطاعم المغلقة تجنبا لزيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، حالة من الجدل بين القطاع السياحي الذي وجد نفسه محاصرا بديون جديدة وسط عدم وجود أي فرص للنجاة.
طالب رامي رزق الله عضو لجنة تسويق شرم الشيخ السياحية، بإعادة النظر في قرار وزارة السياحة والآثار، بإلغاء احتفالات رأس السنة والكريسماس، موضحا أن فنادق جنوب سيناء تعاقدت بالفعل مع منظمي رحلات بالخارج على برامج سياحية تتضمن حفلة في رأس السنة، ونظرا للظروف التي تمر بها أوروبا من إغلاق كامل، وفي ظل ندرة الحالات الوبائية بشرم الشيخ والغردقة، وفقا لبيانات وزارة الصحة، وتصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حول خلو المدن السياحية المصرية من الوباء، فكان من المنتظر أن تشهد احتفالات الكريسماس إقبالا كبيرا، عرقله قرار الوزارة.
وأضاف رزق الله، إنه بالفعل كانت لديه حجوزات بمجموعة سافوي لقضاء حفلات رأس السنة، من دول: أوكرانيا وملدوفا وبيلاروسيا، ورومانيا التي كانت سترسل ٧ طائرات في ليلة الكريسماس، مشيرا إلى أن شرم الشيخ مدينة مفتوحة بطبيعتها، بها مساحات شاسعة وتهوية جيدة تسهل اتخاذ أقصى درجات الحذر والإجراءات الاحترازية، ليست مثل القاهرة والجيزة التي يغلب عليها الأماكن المغلقة.
وشدد على أن كافة الفنادق بجنوب سيناء تلتزم بالإجراءات الصحية المعلن عنها من وزارة الصحة والسكان، ما دعا المحافظ اللواء خالد فودة للموافقة على طلب الفنادق بعمل حفلات رأس السنة وفق الاشتراطات الصحية، قبل أن يصدر القرار المفاجئ من وزارة السياحة والآثار، ما يعد رسالة سلبية للخارج، وكان يمكن استغلال جهود رجال الأعمال واستثمار الغلق بالخارج في اتخاذ ما يلزم من إجراءات تضمن قضاء السائحين للاحتفالات على ساحل البحر الأحمر بأمان تام ومنح الفنادق فرصة لتعويض جزء من خسائرها.
أما في الإسكندرية والساحل الشمالي، فقال أنطوان غزال رئيس غرفة الفنادق الفرعية، إن المنشآت الفندقية والسياحية بعروس المتوسط شهدت عاما مأساويا تلقت فيه خسائر فادحة إثر تفشي الوباء العالمي، وانتظرت احتفالات الكريسماس بآمال الانتعاشة المؤقتة، مشيرا إلى أنه رغم الظروف الحالية فإن مراعاة صحة الرواد يعتبر مكسبا يفوق أي خسارة، خاصة وأن فنادق الإسكندرية تعتمد في المقام الأكبر على حركة السياحة الداخلية.
وأكد غزال، أن حركة السياحة ضعيفة للغاية بالإسكندرية، ولا يمكن التوقع بتوقيت الإنفراجة على الأقل في المستقبل القريب، ولكنه أعرب عن تفاؤله بعودة السياحة والعمل فور نجاح اللقاحات الجديدة في مهمتها، لافتا إلى أن الغرفة تواصل التنويه والتأكيد على أعضاءها -٩٥ منشآة فندقية-، باستمرار اتخاذ أقصى درجات الحذر، واتباع الإجراءات الاحترازية، على الرغم من الانخفاض غير المسبوق في الإشغالات.
فيما قال سامح سعد رئيس مجلس إدارة شركة "اشتى" الوطنية التابعة للشركة القابضة للفنادق، إن إشغالات فنادق القاهرة تعتمد على الحركة السياحة الأجنبية والبينية في المقام الأول، مشيرا إلى أن الشركة خاطبت وزارة السياحة والآثار لطلب إقامة حفلة عيد الكريسماس، ولكن الوزارة رفضت ولم يكن القرار مفاجئا ولكن الفنادق كانت تعقد آمالا على احتفالات العام الجديد لتعويض فترة الكساد التي دامت منذ مارس الماضي.
وأضاف رئيس مجلس موفنبيك المطار، ان فنادق المطار تعتمد على سياحة العمل والترانزيت، وبعض المصريين، وكان العام الماضي هو الأفضل لها منذ سنوات، غير أن ظروف الجائحة أدت لتراجع كبير في الإشغالات والحركة، مطالبا باستمرار دعم الدولة ووزارة السياحة للفنادق حتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها تجاه العمالة وعدم غلق أبوابها.
ولفت إلى أن فنادق المطار تعمل بقوة ٥٠٪ للإشغالات طبقا للضوابط، فيما انخفضت أسعار الغرف الفندقية طبقا لظروف السوق وفي الوقت الذي ارتفعت فيه تكلفة التشغيل، ولكن بات الهم الأكبر هو الاستمرار في العمل بأي شكل.
ومن جانبه أعلن عبد الفتاح العاصي مساعد وزير السياحة، رئيس قطاع الرقابة على الفنادق والمنشآت السياحية، حظر إقامة أية فعاليات ثقافية أو سياحية أو أحتفالات خلال رأس السنة الميلادية ينتج عنها تجمعات كبيرة من المواطنين، وذلك تنفيذا لقرار مجلس الوزراء باستمرار حظر التجمعات.
وقال العاصي في تصريحات خاصة، ان قطاع الرقابة على الفنادق والمنشآت السياحية بوزارة السياحة يوفد لجان سرية لرصد مدى التزام المنشأت بالضوابط الصحية الصادرة لها، وأهمها الالتزام بنسبة ال٥٠% كطاقة تشغيل قصوى لاستقبال الرواد، والمواعيد المحددة للإغلاق الساعه ١٢ منتصف الليل شتاءا، علاوة على تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
وشدد على أن لجان الوزارة تتخذ قرارات فورية بعقوبة على من يخالف التعليمات الصحية في إطار حرص الدولة على منع تفشي فيروس كورونا المستجد، موضحا أنه على الفنادق والمطاعم والكافيهات السياحية استمرار الالتزام بتعقيم دورات المياه بين كل عميل وآخر باسخدام المواد المطهرة المعتمدة من وزارة الصحة والسكان تطهير الأثاث والأقمشة بشكل منتظم حظر البوفيهات المفتوحة "الخدمة الذاتية بالبوفيه" مع السماح بخدمة البوفيه "غير المفتوح"، ووضع لافتات عند مدخل المنشأة بعدم دخول من لديهم أعراض فيروس كورونا، مع توفير مطهرات للأيدي في مداخل المنشآة. وضع الإرشادات التوعوية في جميع أنحاء المنشآة، وتوفير سلات مهملات تفتح بالقدم دون الحاجة إلى اللمس في دورات والمطابخ.
