السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرفاعي.. عميد الشهداء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مثل هذا اليوم.. التاسع عشر من أكتوبر.. رحل اثنان من أغلى الناس عندي وأحبهم إلى قلبي.. منذ عشر سنوات.. رحل معلمي الأول.. وسبب وجودي فى هذه الدنيا.. أبى رحمه الله.. ومنذ سبعة وأربعين عاما.. استشهد عميد شهداء الجيش المصرى البطل إبراهيم الرفاعي.. الذى قضى نصف عمره فى الزود عن مصر.. وأعاد ورفاقه للعسكرية المصرية هيبتها.. بعد هزيمة يونيو 1967.. قام بعدها بأيام بأولى عملياته خلف خطوط العدو.. واستمرت بطولاته الخارقة.. طوال السنوات الست.. التى أعقبت الهزيمة.. حتى حرب أكتوبر 1973.. التى استشهد فى اليوم الثالث عشر من اندلاعها.. وهو صائم لحظة أذان الجمعة.
كان الرفاعى بطلا أسطوريا.. لا يهاب الردى فى ساحات الوغى.. تصدى للموت وجها لوجه.. تمنى أن تصعد روحه هناك.. على أرض الفيروز السليبة.. ميدانه وملعبه.. صال وجال.. راوغ وسدد.. قهر الجيش الذى لا يقهر.. وجعل جنوده يولولون ويصرخون كالنساء.. أشاع الرعب فى قلوبهم.. وفاز فى كل الجولات.. عقب النكسة بأيام.. نسف ورفاقه قطارا للجنود والضباط الإسرائليين بمنطقة الشيخ زويد.. ونسف مخازن الذخيرة التى خلفتها القوات المصرية.. وتوالت بطولاته مع المجموعة التى كونها من ضباط وضباط صف وجنود الجيش المصرى وأطلق عليها اسم "مجموعة 39 قتال".. والتى نفذت عشرات العمليات الخارقة.. خلف صفوف العدو.. وكبدته خسائر جسيمة فى الأرواح والمعدات.
التحق إبراهيم السيد الرفاعى بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954.. وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة من قوات الصاعقة المصرية.. وأثبت كفاءته وقدرته وشجاعته.. وشارك فى حرب اليمن لتزيد خبراته ومهاراته.. وفى عام 1965 تمت ترقيته استثنائيا تقديرا لبطولاته فى حرب اليمن.. وفى حرب الاستنزاف قاد مجموعة من أبطال الصاعقة المصرية.. وأُطلق على هذه المجموعة اسم "المجموعة 39 قتال".. كانت مهمتها التسلل إلى عمق سيناء المحتلة.. وزرع الألغام فى خطوط إمدادات العدو وتفجير منشأته.. وقتل وأسر جنوده وضباطه.. وقد حول الرفاعى ومجموعته حياة المحتلين جحيما.. ولم يتركهم يهنأون بنصرهم الزائف.. إلى أن قامت حرب أكتوبر.. والتى كلف فيها الرفاعى ومجموعته.. بمهمات غاية فى الصعوبة.. خلف خطوط العدو.. ولكنهم نفذوها بدقة واقتدار.. إلى أن جاء اليوم الثالث عشر من الحرب.. والذى تم فيه تكليف الرفاعى بنسف الجسر الذى تعبر فوقه قوات العدو لغرب القناة.. فى ثغرة الدفرسوار.. جهز الرفاعى مجموعته.. لتدمير المعبر الإسرائيلي.. وقبل بدء تنفيذ المهمة.. تم استدعاؤه وتكليفه بمهمة أخرى.. وهى التحرك بمجموعته لمنع قوات العدو الإسرائيلي.. من الوصول إلى الإسماعيلية.. ونفذ الرفاعى ومجموعته الأوامر.. وتمكنوا من صد قوات العدو.. ومنعها من احتلال الإسماعيلية.. ولكنه أصيب بشظية.. استقرت فى قلبه.. أدت إلى استشهاده.
استشهد البطل العميد إبراهيم الرفاعي.. فى مثل هذا اليوم منذ سبع وأربعين عاما.. وعمره 42 عاما.. غادرنا بجسده الطاهر.. لكنه باق بيننا بسيرته العطرة وبطولاته النادرة.. وكل منا مدين له.. لأنه ساهم فى إعادة الثقة لنا فى أنفسنا وفى جيشنا.. وقدم روحه ودمه فى سبيل نصرنا وعزنا.