الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

مرصد الإفتاء: القبض على محمود عزت ضربة موجعة للإرهابية

محمود عزت
محمود عزت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشاد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، بجهود وزارة الداخلية، في مكافحة الإرهاب، والتى توِّجت بإلقاء القبض على القيادي الإرهابى، محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، ومسئول التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، في إحدى الشقق السكنية، بمنطقة التجمع الخامس، بالقاهرة الجديدة، بعد هروبه وتخفيه لأكثر من ٦ سنوات.

وأكد المرصد، أن إلقاء القبض على "عزت"، يمثل ضربة موجعة للإرهاب والجماعة، وهى من أهم نجاحات جهود الوزارة، ويقضى على كثير من مخططات الجماعة الإرهابية؛ مشيرًا إلى تأصل منهج العنف عند الجماعة، وامتهانها العنف والاغتيالات، كآلية لتصفية القيادات الوطنية، ومحاولة فرض منهجها بالقوة على المجتمع، وتخريب المؤسسات.

وأشار المرصد، إلى أن العنف لدى "الإخوان"، لم يكن وليد اللحظة، بل يعتبر إستراتيجية متجذرة، وضعها مؤسس الجماعة، حسن البنا، في العديد من كتاباته ورسائله الموجهة إلى أنصاره، وسار على نهجه من بعده، قيادات ومنظرو الجماعة كافة، وعلى رأسهم سيد قطب.

وأوضح المرصد، أن "قطب" أسس منهجًا شاملًا للفوضى والإرهاب، كما أسس لجماعات التكفير والإرهاب في مختلف البلدان، فكان بذلك منشئ عقيدة التطرف المعاصرة؛ مشيرًا إلى أن الجماعة استندت إلى غطاء دينى، لصبغ دعوتها الباطلة بالشرعية.

وبيَّن المرصد، أن الجماعة منذ نشأتها، تعمل على مسارين: سياسى "علنى"، متمثل في مكتب الإرشاد، والآخر جهاز عسكرى "سرى" متمثل في التنظيم، حيث تستخدم المسار الأول للتضليل والتمدد داخل المجتمعات، والثاني لنشر الفوضى، وفرض رغباتها بالقوة، في مواجهة مؤسسات الدولة، ونتيجة هذه الازدواجية، بين علنية الدعوة الإخوانية، وإرهاب التنظيم السري، تبلورت داخل الجماعة حركة ذات هيكلين؛ علني: يتحرك في الضوء، ويستفيد من العلنية بما تتيحه من فرصة لمخاطبة الرأى العام، والظهور بمظهر الناقد للحكومات، والمعبر عن شواغل المواطنين، وهيكل سرى يتحرك في الخفاء، منفذًا المهام الإرهابية، ومشيعًا للخوف، ومتحينًا أى فرصة للانقضاض على الحكم بالقوة.

وبيَّن المرصد، أن الدولة نجحت، خلال السنوات الماضية، في القضاء على الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وشلَّت كثيرًا من أدواتها وتحركاتها، وهو ما انعكس على تراجع مؤشر العمليات الإرهابية بمصر، خلال السنوات الثلاث الماضية، وساعد على استمرار مسيرة البناء والتنمية، حيث كانت جهود الأمن في مكافحة الإرهاب والتطرف، متزامنة مع بدء تنفيذ المشروعات القومية.

هل ضحت «تركيا» عن رجل الإرهابية الأول؟

تركيا كانت وما زالت، معقل الإرهاب، والداعم الأساسى والرئيسى للعنف، في المنطقة، فسبق ودعمت جماعة الإخوان الإرهابية، في مصر، ومازالت تدعم الميليشيات المسلحة، والأكثر من ذلك أنها ما زالت تستضيف قيادات الجماعة الإرهابية على أرضيها، وفى مقدمة هذه الميليشيات: «سواعد مصر»، و»حسم»، و»لواء الثورة»، وغيرها من الميليشيات المسلحة.

لكن من دون سابق إنذار؛ سلمت تركيا في فبراير من عام ٢٠١٩، أحد أعضاء التنظيم، ويُدعى محمد عبد الحفيظ، وكان متهمًا في قضية مقتل النائب العام، لكن لا يجب أن يفُهم من ذلك أن هناك ثمة تعاون مشترك، حتى ولو بنسبة بسيطة، بين الحكومة المصرية، والحكومة التركية، التى مازالت تدعم هذه التنظيمات، وتوفر لهم حماية.

وكشف القبض على القيادى الإرهابى محمود عزت، أنه كان يستخدم بعض البرامج المشفرة، التى تم ضبطها معه، على حاسبات إلكترونية، وأجهزة موبايلات حديثة، في التواصل مع قيادات الإخوان في الخارج، وبخاصة قيادات الإخوان ومسئولى العمل العسكرى في تركيا، وبالتالى كانت تركيا على علم بتحركات «عزت»، وكانت تحركه دائمًا لتنفيذ عمليات مسلحة.

ومن المتوقع أن تضرب حالة من الرعب، صفوف تنظيم الإخوان الإرهابي، على خلفية الإيقاع بالقيادى محمود عزت، أمس، وأن تدفع هذه الحالة، مجموعات كثيرة من الإخوان للهرب من تركيا، والإقامة في لندن وواشنطن، وهو ما يساعد على تشرذم التنظيم أكثر، خلال الفترة المقبلة.

ولن يكون أمام عناصر تنظيم الإخوان الهاربين، خارج مصر، خلال الفترة المقبلة، سوى قطر، التى مازالت تمثل داعم أساسى ورئيسى لهم، فضلا عن ملاذات التنظيم في عدد من دول أوروبا، وهو ما يعكس كل التوقعات، بقرب سقوط تنظيم الإخوان، حيث لم يعد قادرًا على الحركة، أو ممارسة نشاطه كما كان في السابق.

فهل تسعى تركيا لإلقاء ورقة الإخوان، في أول سلة، فكما استخدمتهم في تحقيق مصالحها، سوف تستخدم غيرهم، من أجل تحقيق مصالحها في المنطقة، وهو ما قد يثير مخاوف قيادات التنظيم، بعد سقوط محمود عزت، وهو ما سوف تكون له عواقبه، خلال الفترة المقبلة، وسوف يؤدى إلى انهيار التنظيم وتفتته.