الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقفنا.. مزاعم غاز الواهم التركي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في محاولة جديدة لإستعادة شعبيته المنهارة، وكسب ود الشعب التركي الذي أصبح يعتبره الكثيرون عبئًا عليهم، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الناس، زاعما أن اكتشاف تركيا أكبر مخزون للغاز الطبيعي طوال تاريخها في البحر الأسود يكفيها لمدة 20 عاما.
ولكن سرعان ما تبينت أكاذيب العثمانلي، واكتشفها الشعب التركي سريعا، وتحولت مواقع "السوشيال ميديا" إلى ساحة سخرية واسعة من تصريحات الرئيس، والتي اعتبروها هروبا من المشكلات الحقيقة التي يعاني منها الشعب، مؤكدين أن ما قاله أردوغان مجرد وهم عن مشروع يحتاج لمئات الملايين من الدولارات، ولن تؤتي ثمارها إلا بعد عشر سنوات، إن صح هذا من الأساس، وبالتالي لن تعود بالنفع على المدي القريب.
وقال المغردون كنا نتمنى أن تواجه حكومة أردوغان الأزمة الرئيسية الحالية المتعلقة بفيروس كورونا، وساعتها كنا سنصبح سعداء لو أنه الإعلان تم عن حزمة إجراءات جديدة لمواجهة تلك الجائحة، بدلا من الإعلان عن مشروع لا وجود له.
بل اعتبر أخرون أن عائدات هذا الاكتشاف، إن صحت، ليست للشعب التركي، بل للحظوة من المقربين من الحكم وحزب العدالة والتنمية "حزب أردوغان"، في الوقت الذي اتسعت فيه موجة التهكم والسخرية، في وسائل الإعلام، من "بشرى" الرئيس، الذي لا يعنيه –حسب التغريدات- أزمة أصحاب المعاشات الذين يعيشون في بؤس، والعاطلين عن العمل.
وطالت السخرية من المواطنين الأتراك للرئيس، والتي نقلتها وسائل إعلام محلية، كل من حوله مطالبين بالإعلان عن تحقيق العدالة الغائبة، والتي هي القضية الكبرى، ووضع نهاية للفساد المستشري في البلاد، وبين صفوف الحزب الحاكم، وحل مشكلات الفقراء من المهمشين في المجتمع التركي، وسكان القرى.
ويتفق الأتراك على أن أردوغان، والذي يعتبر قضية الطاقة، قضية تشويق للشعب التركي، خصوصا أن بلاده تستورد معظم احتياجاتها من الطاقة من الخارج، ومع اقتراب الانتخابات، عادة ما يلجأ إلى قصة اكتشاف الغاز ليكررها كل مرة يمر بها بأزمة، وهو ما رصدته صحف معارضة تركية، على مدى السنوات العشر الماضية، ولخمس مرات متتالية، بين عام 2010، والعام 2020.
وفي النهاية يصبح الوهم هو سيد الموقف، بينما تظل عينيه تتطلع إلى نهب ثروات وحقوق الدول الأخرى في ليبيا كمثال، وفي غاز شرق المتوسط كمثال آخر.
(البوابة)