أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية، وجود معلومات تكشف عن تمويل قطر لحزب الله اللبناني، المصنف جماعة إرهابية في عدد كبير من دول العالم، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن المعلومات الواردة في هذا الشأن، تكشف عن أن حسن نصر الله وعصابته، يتلقى تمويلات من الدوحة، تحت مظلة الجمعيات الخيرية القطرية، ومنها جمعية "الشيخ عيد بن محمد آل ثاني"، و"مؤسسة التعليم فوق الجميع"، وتتولى كلاهما تمويل الجماعات السياسية والدينية النشطة في مختلف أنحاء العالم.
وأشار فهمي إلى أنه أنه تم خلال الفترة الماضية، الكشف عن محاولات قطرية لإخفاء دعمها لحزب الله، عن طريق دفع رشاوى لمن يملكون الوثائق التي تثبت علاقة الدوحة بالحزب، خاصة بعد أنباء ترددت عن قرب نشر هذه الوثائق.
وأشار إلى أن أبرز ما تتضمنه الوثائق، هو أن حزب الله يتحمل مسئولية تفجير مرفأ بيروت، الذي وقع الأيام الماضية، وخلف مئات القتلى والجرحى، حتى يسهل من تنفيذ سيناريو نشر الفوضى في لبنان، وإخضاع البلد الشقيق للدوحة وطهران.
وأوضح فهمي أن مصادر بوكالة للعلاقات العامة في ألمانيا، استطاعت الحصول على أدلة تؤكد تمويل الدوحة لحزب الله بشكل سري، حصلت عليها عن طريق عميل استخباراتي سابق، لم توضح هويته أو لصالح من يعمل.
وبحسب الدكتور طارق فهمي فإن المصادر أكدت أن العميل حصل على رشاوى بآلاف اليوروهات من قطر، لإخفاء معلومات حول ملف تمويلها لصفقات تسليح حزب الله اللبناني.
السفير القطري لدى بلجيكا، عبد الرحمن الخليفي، كان الوسيط الذي قدم رشوة لعميل الاستخباراتي، هذا ما أكدته المعلومات التي حصلت عليها وكالة العلاقات العامة الألمانية، حيث يوضح الدكتور طارق فهمي أن العميل تلقى في البداية عرضا برشوة قدرها 800 ألف يورو، مقابل التعتيم على المعلومات التي يمتلكها حول دعم قطر للإرهاب.
المعلومات كشفت أيضا عن أن السفير القطري في بلجيكا تفاوض مع العميل الاستخباراتي لمدة تجاوزت 7 أشهر، قبل أن تتعطل لإصرار الأخير على الحصول على 10 ملايين يورو، مقابل إخفاء ما لديه من معلومات.
وحول المعلومات التي تضمنتها الوثائق التي حاولت قطر إخفاءها، قال الدكتور طارق فهمي إنها تضمنت تفاصيل دقيقة تتعلق بصفقة أسلحة ومعدات حربية تم توريدها من أوروبا الشرقية، إلى حزب الله على حساب الحكومة القطرية.
وأوضح الدكتور طارق فهمي أن الوثائق ترصد مسارات حركة الأموال من حسابات المسؤولين ورجال الأعمال القطريين، إلى مهاجرين لبنانيين متورطين في تمرير الأموال من الدوحة إلى حزب الله.
ولفت فهمي إلى أن وكالة العلاقات العامة، أمكنها أيضا الحصول على تسجيل صوتي مسرب، يرصد تفاصيل مكالمة هاتفية للعميل الاستبخاراتي مع مصدر مجهول، كان يتحدث خلاله عن صفقة بصدد عقدها مع السفير الخليفي، لمنع نشر المعلومات المتعلقة بالعلاقة بين الدوحة وحزب الله اللبناني، وأن العرض النهائي الذي تم الاتفاق بشأنه هو 750 ألف يورو، التي بدأ بها الخليفي عرضه.
وأشار فهمي إلى أن قناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، أدلت هي الأخرى بمعلومات تحصلت عليها في هذا الشأن، موضحا أن القناة الأمريكية، أكدت تمويل قطر لميليشيات حزب الله، رغم تصنيفه جماعة إرهابية لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وشملت عمليات التمويل شراء صفقات أسلحة، تتضمن معدات عسكرية حديثة، تمثل نقلة نوعية لحزب الله، كما أن عملية التمويل القطرية تمت بمعرفة وإشراف أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الدوحة مباشرة.
وأكدت القناة الأمريكية، أن حزب الله مازال حتى اللحظة يتلقى تمويلات من قطر وإيران، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى توجيه اتهام صريح لقطر بأنها تمول الإرهاب على أعلى مستوى.
