الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الدفاع الجوي.. حراس السماء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل مصر بالعيد الخمسين لقوات الدفاع الجوى يوم 30 يونيو من كل عام وللمصادفة هو تاريخ فارق فى تاريخنا المعاصر وذاكرتنا الجمعية، فهو اليوم الذى تنفسنا فيه الصعداء وعادت لنا الحياة من جديد بعد أن كنا نذرف الدموع على وطن اغتصبه باعة الأوطان. 
7 سنوات من المكاسب السياسية الساطعة؛ فقد استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى بعقيدته العسكرية «يد تبنى ويد تحمل السلاح» أن يعيد لنا الأمن والأمان وأن يعيد تسليح الجيش المصرى بروح القائد والزعيم المدرك للمخاطر المحدقة بنا طوال الوقت وموقعنا الاستراتيجى الذى إذا سقط فى أيدى المغتصبين ضاعت الأمة العربية بل وأفريقيا بأسرها. الرئيس السيسى أعاد الهيمنة على حدود وأطراف مصرنا الحبيبة، وتمكن من جعل مصر كما كانت على مر العصور حصن الأمان لدول المنطقة، ولتواصل موقفها الساطع ضد الإمبريالية والاستيلاء على الأراضى واستغلال ثروات الشعوب. 
«سيدى براني»، «السلوم»، «الحمام» كلها أماكن اعتدت أن تتردد على أذنى حيث كان يغيب والدى لعدة شهور فى الصحراء الغالية دون معرفة متى سيعود؟!.. لم تكن هناك هواتف جوالة وأحيانا أرضية، لكن تعلمت أنه يغيب من أجل الوطن والحفاظ على بلادنا. أدين لنشأتى فى أسرة عسكرية بثقافة معقولة فى هذا المجال فنشأت على تصفح أوراق والدى الضابط بقوات الدفاع الجوى من رسومات هندسية للصواريخ وأجزائها وأنواع الأسلحة الدفاعية للمجال الجوي، كنت مبهورة بدقة الرسوم ومدى الدقة التى يجب أن يتحلى بها ضابط الجيش، كنت أقرأ وأطلع على المحاضرات التى يدرسها والدى للفرق بدافع الفضول والشغف والفخر أيضا، وإن كنت لم أستوعب ما فيها من جوانب هندسية ورياضية معقدة!! لكن كنت أستريح من قراءة القصص والروايات قليلا فى مقابل التعرف على أنواع الصواريخ والذخائر!! مع المتابعة الدورية لمجلات القوات المسلحة وتحديدا مجلة «النصر» التى كانت شاملة للعديد من الموضوعات العسكرية والثقافية إلى أن يحين موعد إجازته ليصحبنى إلى المكتبات والمتاحف والمسارح والسينما فتكتمل الوجبة المعرفية. هكذا هى حياة الضابط لمن لا يعرفون ويسيرون وراء قطيع «الإخوان» دون وعي!
قوات الدفاع الجوى شعارها «الإيمان، العزم، المجد» وهى ثالث أفرع قواتنا المسلحة إلى جانب القوات البحرية والقوات الجوية كأفرع رئيسية وهى من أخطر وأهم الأسلحة فهى الدرع ضد أى هجوم جوى وهى المنوطة بحراسة السماء.. تسقط طائرات الأعداء وتمنيهم بخسائر فادحة. هكذا دافعت قوات الدفاع الجوى عن أرض سيناء بعد أن تم إعدادها وتسليحها بإشراف الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية وقائد الجيش المصرى آنذاك. الذى حرص على إعادة تسليح القوات بأحدث المعدات والصواريخ المضادة للطائرات بعد أن تم فصلها عن القوات الجوية عقب معركة 1967، وذلك فى سبيل الاستعداد والجاهزية لحرب أكتوبر المجيدة. وتم تأسيس «حائط الصواريخ» بصواريخ (سام 3) خلال أشهر أبريل، مايو، يونيو، يوليو من عام 1970. وظلت حرب الاستنزاف قائمة وظلت هجمات العدو الإسرائيلى تحاول عرقلة بناء قواعد عسكرية وحوائط دفاعية ضد غارات العدو الجوية، فالجيش فى حالة استعداد وتأهب وبناء طوال الوقت حتى أثناء الحرب كان هناك بناء وتطوير وجهد وكفاح، وهكذا استمر الرئيسى السيسى فى تسليح جيشنا تدريجيا وتطويره بعد أن تقادمت بعض الأسلحة. 
وفى يوم 30 يونيو تمكنت قوات الدفاع الجوى من تدمير 8 طائرات للعدو وأسر طيارين أحياء، وتوالى نجاح صواريخ سام فى الجو وجهد الجنود والظباط فى الأرض ما أعطى الجيش دفعه قوية لتحرير سيناء. يذكر الفريق محمد فوزى فى كتابه «حرب الثلاث سنوات» عن دار الكرمة والذى أنصح بقراءته بشدة لتعزيز الثقافة العسكرية: «أنه خلال شهرى يونيو ويوليو قام العدو بأكثر من 500 غارة جوية، ومع ذلك نجحنا فى صدها». 
نحن مطمئنون لجيشنا «خير أجناد الأرض» على يقين بروح الالتزام والانضباط العالية لدى الجندى المصرى وروحه القتالية دفاعا عن الحق والأرض وهى العقيدة التى تأسس عليها هذا الجيش العظيم صاحب البطولات والمعارك التى تدرس فى كافة أنحاء العالم. ومع نوعيات الصواريخ الروسية الجديدة التى انضمت إلى الدفاع الجوى والتى تحقق مدى دفاعى 350 مترا، فضلا عن أن بعضها يمتاز بقدرة فائقة على إسقاط جميع الطائرات الحربية التى تحلق فى مدى إطلاقها فى ليلا أو نهارا. كل عام وقوات الدفاع الجوى بخير ورفعة وعزة ومزيد من الإنجازات الموسومة بيوم 30 يونيو.