الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هوس الدواء.. إقبال على شراء «شنطة كوفيد- 19».. الصحة: الوزارة هى المخول لها وضع البروتوكولات العلاجية فقط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع بداية دخول فيروس كورونا مصر ساد الكثير من الحديث حول طرق العلاج والوقاية من الفيروس فخرجت الكثير من المعلومات من بينها ما هو صحيح ومنها ما هو خاطيء ومن بين المعلومات المتداولة كان الحديث عن ما يسمى بشنطة كورونا وهى عبارة عن حقيبة بها كميات من الأدوية المستخدمة لعلاج الفيروس والتى خرجت مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لها تحت ذريعة أنها وسيلة جيدة للتعامل مع الفيروس.
ولكن ما إن لبثت أيام حتى خرجت وزارة الصحة للتحذير عن ما يسمى بحقيبة كورونا في ٣١ مايو الماضى في بيان رسمى لها، مؤكدة أن الكلام عارى تماما من الصحة ولكن يأتى ذلك بعد أن اتجه بالفعل البعض لشرائها في ظل المخاوف من الإصابة بالمرض وفى ظل وجود حالات مشتبه في إصابتها، حيث عملت بعض الصفحات على الترويج.
الواقعة السابقة تفجر قضية مهمة حيث بات فيس بوك مصدر للحصول على الكثير من المعلومات الطبية ما ازداد خلال الفترة الأخيرة خاصة مع انتشار فيروس كورونا الذى جعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتجهون إلى نشر بروتوكولات علاجية ونصائح متنوعة سواء على المستوى الطبى والغذائى كذلك وهو ما أجبر وزارة الصحة خلال الفترة الماضية إلى إصدار بيانات لتحديد البروتوكولات العلاجية المناسبة والتى يمكن للمرضى اتباعها بل وتقديم نصائح أيضًا للتعامل مع فيروس كورونا من قبل المتعافين اتقاء للإصابة بالوباء.
كما فتحت الوزارة النار على ما يتم تداوله من معلومات خاطئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعلاج فيروس كورونا ففى بيان صدر للوزارة نهاية الشهر الماضى ذكرت الوزارة أن ما يتم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي من بروتوكولات علاج لفيروس كورونا أو بروتوكولات العزل المنزلى ليست تابعة للوزارة وغير دقيقة بصورة قد تشكل خطورة كبيرة على حياة المرضى أو ارتباكا للفرق الطبية العاملة في مستشفيات الفرز والعزل.
ولكن يصبح هناك علامات استفهام حول مدى إمكانية تقديم الاستشارات الطبية والبروتوكولات العلاجية لفيروس كورونا من خلال مواقع التواصل وتقديم النصائح الطبية الداعية إلى تناول عقاقير بعينها على سبيل الحصول على مناعة قوية لمقاومة المرض.
والذى يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي يجد الكثير من الأدوية التى ينصح بها البعض من الصيادلة بزعم تقوية جهاز المناعة وهو أمر جدلى في ظل انقسام الأطباء بين من يرون جدوى تلك المكملات وبين من يرون عدم أهميتها في تقوية جهاز المناعة، كما نجد أيضًا هناك نصائح بشراء أدوية بعينها للوقاية من فيروس كورونا تختلف عن البروتوكول العلاجى الذى حددته وزارة الصحة وهو الأمر الذى جعل غرفة صناعة الدواء تصدر تؤكد وجود زخم داخل الصيدليات على أدوية المناعة والمسكنات وخوافض الحرارة.


وقال أحمد العزبى في تصريحات إعلامية إن السبب هو زيادة الإقبال على تلك الأدوية والمستحضرات والتى كان من بين الإقبال عليها مستحضرات الزنك وفيتامينات سى مؤكدا أن هناك تعليمات أيضًا من وزارة الصحة بوقف نزول مثل تلك الأدوية للسوق للاحتفاظ بها كجزء من الخزين الاستراتيجى لعلاج فيروس كورونا.
وقال الدكتور على عوف رئيس الشعبة العامة للأدوية إن الافراط في استخدام فيتامين سى قد يؤدى لمشكلات صحية في الجسم وكذلك فيتامين d الذى يؤثر تناوله على الكلى، لافتا إلى أن الشركات تعمل على قدم وساق من أجل إنتاج الأدوية والفيتامينات المستخدمة في البروتوكول العلاج المحدد من وزارة الصحة التى يجب أن تحدد للعميل بالصيدليات بواسطة روشتة علاجية داخل الصيدليات منعا لصرف الدواء بصورة غير مسئولة تضر المحتاجين لهذا الدواء.


حقيقة المكملات والفيتامينات:
وقال الدكتور عماد حلمي، استشارى التغذية العلاجية، إن تناول المكملات كالفيتامينات وخاصة الموجودة بالبروتوكولات العلاجية بدون إصابة بالمرض أمر خطير يتجه له البعض اعتقادًا أن ذلك يعمل على رفع مستوى المناعة للجسم ضد الفيروس، مشيرا إلى أن خطورة ذلك تكمن في أن الجسم بحاجة يومية إلى الفيتامينات والمعادن الموجودة بالغذاء وليس تلك الموجودة بالمكملات الغذائية وهو ما يمكن تحقيقه بتناول طعام صحى متكامل يشمل مضادات الأكسدة الموجودة في الخضروات كالسلطة وغيرها.
عند الإصابة بأمراض معينة يجب الاهتمام بفيتامينات معينة فعند الإصابة بالضغط على سبيل المثال نسبة البوتاسيوم للصوديوم تكون ٣:١ يتم تحديد ١.٥ ملليجرام صوديوم من الغذاء الذى يتناوله المريض وهو ما يشير إلى أن تناول المكملات ليس أمر يحدده الفرد وإنما تتم زيادة المناعة من خلال التغذية السليمة ناصحًا بعدم اتباع ما يتم بثه من معلومات مغلوطة مجهولة المصدر من مواقع التواصل الاجتماعي.


ومن جانبه قال الدكتور أحمد باسم، أخصائى العمود الفقرى بجامعة هانوفر بألمانيا إن الزخم حول شراء الفيتامينات والمكملات الغذائية من الصيدليات أمر سلبى فتلك المكملات تناولها بطريقة غير مسئولة وغير محددة طبيًا يؤدى لأعراض وآثار جانبية كبيرة لا آخر لها بحسب تعبيره وهو ما يأتى في ظل تداول معلومات حول أهمية تلك الأدوية والمستحضرات.
ولفت باسم إلى أن تلك الأدوية تؤثر على الكلى والكبد وهو ما يؤدى للإضرار بالصحة على نحو معاكس لما يعتقده من يعتاد تناول تلك المكملات، متابعا أنه لا يوجد أبحاث علمية منشورة تؤكد التأثيرات الإيجابية للمكملات الغذائية على المناعة فهى تستخدم لعلاج أمراض فعلى سبيل المثال في بعض الأمراض تكون نتيجة لنقص الفيتامينات مثل مرض الأسقربوط والعشى الليلى أو من يقوموا بإجراء عمليات في المعدة أو الأمعاء، أو مرضى الفشل الكلوي، فهؤلاء لديهم مشكلة في الامتصاص وفى الدم، ويحتاجوا إلى تعويض بالأدوية التى يحددها الطبيب وكذلك مرض هشاشة العظام أو الأنيميا يحتاج المريض جرعات من الحديد أو فيتامين د.


وقال الدكتور محمد عز العرب مؤسس وحدة الكبد بالمعهد القومى للكبد إن التكالب على شراء الأدوية والمكملات الغذائية أمر خاطئ ولا يجب أن يقوم به المواطنين لأن ذلك يؤدى إلى الإضرار بالمريض نفسه في ظل نقص نسب الدواء بالصيدليات كنتاج لزيادة الطلب وقلة العرض.
وأشار عز العرب إلى أن هناك ضرورة بوجود مسئولية اجتماعية والاتجاه للحصول على المعلومات من المصادر الرسمية والموثوق منها مثل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية التى قامت بإطلاق تطبيق إليكترونى به البروتوكولات العلاجية الصحيحة والتى تعد مفيدة للمصابين وللأصحاء الذين بحاجة إلى الاطمئنان على صحتهم وصحة ذويهم.


وفى ظل انتشار بروتوكولات علاجية لفيروس كورونا عبر مواقع التواصل الاجتماعية خلال الفترة الماضية استنكر الدكتور سمير عنتر نائب رئيس حميات إمبابة انتشار وظهور تلك النصائح واتجاه البعض من رواد مواقع التواصل إلى الحصول على استشارات طبية من غير المتخصصين وبدون دراسة الحالة الخاصة بكل مريض أو مواطن يرغب بالحصول على علاج أو تحسين حالته الصحية لافتًا إلى أن اتباع أى نصائح عبر مواقع التواصل أمر يتم عن قلة الوعى والجهل الذى قد يؤدى للإضرار بالبعض حسب كلامه.
وأوضح عنتر أن هناك العديد من الاعتبارات التى يجب دراستها في البداية قبل أى علاج أو دواء يحصل عليه المريض حيث يجب تشخصى الحالة أولا من قبل الطبيب نظرا للاختلافات بين كل إنسان وغيره ودرجة تأثره بالدواء من عدمه وهو ما ينطبق على أى دواء كيميائى يحصل عليه أى مريض، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الصحول على روشتة علاجية من مصدر موثوق حتى لا يشكل ذلك أى خطورة أو مشكلات على صحة المريض وقال عنتر «في الطب لا يمكن تشخيص أى حالة بدون معرفة ظروف المريض وحالته الصحية وتاريخه المرضي، فالطب ليس بسؤال وجواب أو برسالة، حيث إنه قد يكون هناك ١٠٠ حالة مرضية متشابهة في الشكوى والأعراض الطبية، ولكن لكل حالة علاجا مختلفا عن الأخرى».