الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الحجر الصحي بأبو خليفة قرر قضاء عيد الفطر مع المرضى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حمل جنود الجيش الأبيض مسئولية القضاء على فيروس كورونا المستجد منذ أن تم الإعلان عنه في دول العالم، واستعدت وزارة الصحة المصرية بكل إمكاناتها لمجابهة الفيروس.

ترك الفريق الطبي كل ما هو غال ونفيس، وقدم تضحيات لا تقدر بثمن منذ أن قرر أن يضع نفسه في الصفوف الأولى للدفاع عن مصابي كورونا.

بطولات عديدة يسطرها الفريق الطبي بمستشفى الحجر الصحي في أبوخليفة بالإسماعيلية بحروف من نور، ضرب بها أروع الأمثلة، ولا يزال مستشفى أبوخليفة يعمل خلال أيام العيد.

"البوابة نيوز" تستعرض قصص وحكايات بعض نماذج الفريق الطبي من داخل مستشفى الحجر الصحي في أبوخليفة.

يقول أحمد العسال، ممرض بمستشفى الحجر الصحي في أبوخليفة، إنه ضمن الفريق الطبي لمستشفى أبوخليفة منذ أن تم تخصيصه للطوارئ، وعندما تم الإعلان عن ضمه لمستشفيات الحجر الصحي كان سعيدا جدا، لأنه سيصبح من جنود هذه الملحمة العظيمة للتصدي لفيروس كورونا المستجد.

وأضاف أنه لو أي فرد في الطاقم الطبي تخلى عن أداء دوره فمن يحمى أهالينا من الوباء، مؤكدا أن وزارة الصحة وفرت كل المستلزمات الطبية لوقاية الفريق الطبي من الفيروس، بالإضافة إلى كافة سبل الدعم النفسي والمعنوي من خلال التشجيع والإشادة المستمرة من رؤسائنا بالعمل، مشيرا إلى أن أصعب المرضى الذين تعامل معهم هو، المريض الذي يعاني من حالة نفسية سيئة إلى جانب إصابته بالفيروس، فهذا يصعب عملية العلاج، خاصة أن مرض كورونا يؤثر على المناعة التي تحتاج إلى دعم نفسي قوي لمواجهة الفيروس.

وأوضح أنه يعمل بالقسم الداخلي بمستشفى الحجر الصحي وتتم الاستعانة به أيضا في العناية المركزة.

وكشف عن أن أسرته كانت وما زالت تشعر بالقلق عليه لعمله في الحجر الصحي، لكنها تعلم وتقدر جيدا الدور الهام والرسالة التي يقدمها في هذه الفترة الصعبة التي يشهدها العالم أجمع، مشيرا إلى أنه دائم التواصل بهم ليطمئنوا عليه كما أنه يتلقى منهم الدعم والمساندة لاستكمال عمله الذي يستمر ١٢ ساعة يوميا داخل المستشفى.

ووجه رسالته للمواطنين بضرورة التزام المنازل وعدم النزول للشارع إلا في حالة الضرورة القصوى مع الأخذ بكل الإجراءات الوقائية للحماية من الفيروس.

وأضاف أن جميع الطاقم الطبي في مستشفيات الحجر الصحي يواصلون الليل بالنهار لأداء مهام عملهم ولا ينتظرون أي شيء سوى الانتصار على كورونا، موضحا أن العمل بدأ منذ مارس الماضي وما زال مستمرا حتى اليوم بدون إجازات وقضى الفريق الطبي شهر رمضان داخل الحجر الصحي واستطاع أن يخلق أجواء رمضانية تدخل الفرحة على قلبه وقلوب المرضى للرفع من الروح المعنوية ومستمر أيضا خلال أيام عيد الفطر المبارك، لأن أعدادا محدودة من العاملين بالمستشفى فقط حصلت على إجازة بعد أن خضعوا لتحليل المسحة والفحوصات الطبية للتأكد من سلامتهم من الفيروس.

وعن وسائل الترفيه للطاقم الطبي في المستشفى أكد أنه تم توفير جهاز تليفزيون وتنس طاولة للرفع من روحهم المعنوية.

وتقول ناريمان محمد ممرضة بمستشفى الحجر الصحي في أبوخليفة، إنها متواجدة في الحجر منذ ٨ مارس الماضي كانت ضمن الفريق الطبي بمستشفى الإسماعيلية العام وتعمل في عمليات أبوخليفة عندما تخصص المستشفى للطوارئ وعندما تم تحويل أبوخليفة كمستشفى للحجر الصحي قدمت إليهم إدارة المستشفى الاختيار للعمل في الحجر الصحي.

وأكدت لهم الإدارة أن العمل ليس إجباريا لكنها قررت أن تكون ضمن أعضاء الجيش الأبيض المحارب لفيروس كورونا وأعلنت رغبتها في العمل بالحجر الصحي وساندها في القرار خطيبها الذي يعمل ممرضا أيضا وانضم لفريق العمل بالحجر الصحي معها وأعطت إدارة المستشفى مهلة لمن يرغب بالانضمام للجيش الأبيض ساعات قليلة للذهاب إلى منزله لإحضار مستلزماته الشخصية وإخطار أهله بقضاء وقت ليس بقليل لم يعلم أحد موعد نهايته، وبالفعل ذهبت مع خطيبها إلى منزلها وأخبرت أسرتها أنها ستصبح ضمن جنود الجيش الأبيض المحارب لكورونا وسيرافقها خطيبها خلال هذه المهمة الصعبة وسريعا جهزت شنطة خاصة جمعت فيها ملابسها ومتعلقاتها الشخصية وودعت أهلها وعادت مرة أخرى لمستشفى أبوخليفة.

وعن أصعب المواقف التي مرت بها داخل مستشفى الحجر الصحي لأحد المرضى الذي استمر تواجده بالحجر الصحي شهرًا ولم تتغير نتائج تحاليله إلى سلبية مما تسبب في تحطيم حالته النفسية، وطالبت الطبيب المعالج بأن يسمح له بالدخول إليه والتحدث معه لدعمه نفسيا حتى يطمئن وتستقر حالته الصحية، وبالفعل دخلت إلى غرفته واستمر الحديث بينهما فترة طويلة وظل يبكى بكاء هيستيريًا، وأعرب لها عن خوفه الشديد من المرض وتدهور الحالة وما يصاحبها من أعراض صعبة لكنها حرصت على دعمه، وأكدت له أن حالات الإصابة بكورونا تستطيع أن تتخطى أزمتها عندما تكون على يقين بأنها أقوى من الفيروس ويجب عليها أن تؤمن بالعلاج وفرص الشفاء وبالفعل بعد يومين تغيرت نتائج تحاليل هذا المريض وتحولت إلى سلبية واستجاب للعلاج حتى تعافى تماما وخرج من المستشفى وما زالت تطمئن عليه حتى اليوم ويتواصل معها ليأخذ بنصائحها.

وقال الدكتور عمرو محمد نائب مدير مستشفى الحجر الصحي في أبوخليفة، إن جميع الطاقم الطبي في المستشفى قرر أن يقضى عيد الفطر مع المرضى وتم تقسيم العمل بين جميع العاملين لتقديم الرعاية الطبية الملائمة للمرضى، لافتا إلى أن العيد هذا العام غير مسموح فيه بالخروج من المنزل للمواطن العادي لذلك الفريق الطبي فضل قضاء العيد مع المرضى بدلا من قضائه وسط أسرته فخدمة المرضى أفضل من الجلوس بمنزلي خاصة أن من يحصل على إجازة من الطاقم الطبي يعزل نفسه بالبيت ويرتدى الماسك الطبي طوال اليوم حرصا على سلامة أسرته.

وأوضح أنه يتم عمل مسحة وفحوصات طبية شاملة لأي شخص من العاملين داخل مستشفى الحجر قبل خروجه من المستشفى وعودته للمنزل مع التأكيد على اتخاذ كل الإجراءات الوقائية خلال فترة إجازته حتى عودته مرة أخرى للمستشفى، مؤكدًا أن رمضان والعيد هذا العام الأصعب على الجميع خاصة في الظروف الصعبة التي نعيشها خاصة إذا توفى أحد المرضى يؤثر كثيرا على الطاقم الطبي.