السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سَلّي صيامك|| "أنوبو وباتا".. أسطورة الوفاء والخيانة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من بين أشهر الأساطير الفرعونية، والتي يُسقط البعض أحداثها على جزء من قصة النبي يوسف -عليه السلام- أسطورة الشقيقان "أنوبو" الشهير باسم أنوبيس وشقيقه الأصغر باتا، الذين اشتهرا بأنهما إلهان من آلهة مصر القديمة، ينتميان إلى الأسرة التاسعة عشر في مرحلة الدولة الحديثة؛ وهي الحكاية التي استوحى أحمد على باكثير منها مسرحية "الفرعون الموعود" عام 1945، وكذلك الحكاية الثالثة من ملحمة "الحرافيش" التي صاغها العالمي نجيب محفوظ.
تقول الأسطورة إن أنوبيس كان متزوجًا بينما كان أخيه باتا لا يزال أعزبًا، وكانا يعيشان في مزرعة واحدة، يعملان فيها يوميًا ويحصدان الخير معًا، وذات يوم طلب أنوبيس من أخيه أن يعود إلى البيت ويحضر بعض البذور الجيدة حتى يقوما بزراعتها، فوافق باتا وذهب إلى بيت أخيه ليجد زوجته جالسة وحدها تستمتع بتمشيط شعرها المنسدل على كتفيها، فأخبرها باتا أن تحضر له بعض البذور كما طلب أخيه، إلا أنها أرسلته لإحضارها بنفسه.
عندما عاد باتا بدأت زوجة أخيه تتأمل جسده وعضلاته البارزة بنهم واضح، وحاولت إغراء باتا الذي ابتعد عنها ورفض ما قامت به، ووعدها بأنه لن يخبر شقيقه بما حدث، ولكنها أضمرت له الشر بعدما شعرت بالإهانة؛ فتركته يرحل وانتظرت زوجها أنوبيس لحين عودته، فتظاهرت بالمرض والحزن، وقصّت عليه حكاية أخرى تقول أن أخيه طمع في زوجته، وحرضت أنوبيس على قتله انتقامًا منه، فانطلق أنوبيس يلحق بأخيه باتا محاولًا قتله، إلا أن الأخير انطلق مسرعًا للنجاة بحياته، وأثناء هروبه دعا الإله رع لإنقاذه فشق بينهما بحيرة ممتلئة بالتماسيح وقف كل منهما على ضفة منها. أخبر باتا شقيقه ما حدث، ثم أخبره أنه سوف يذهب لوادي الأرز، وسوف يعلق قلبه على شجرة به، فإذا ما سقطت الشجرة مات باتا؛ ثم حدد علامة موته، بأن تفور كأس الشعير بين يدي شقيقه، وهنا على أنوبيس أن يبحث عن قلب شقيقه وأن يضعه في المياه حتى يستعيد حياته مرة أخرى.
ذهب باتا وعلق قلبه على الشجرة فمنحه الإله زوجة جميلة، ولكن عرف الملك فاحتفظ بها وأخبرته الزوجة أن يقطع الشجرة حتى يموت باتا، ليفور كأس الشعير في يد أنوبيس ويبحث عن أخيه ويغمر قلبه بالمياه، فيحيا مرة أخرى وينتقم من زوجة أنوبيس، وأصبح هو ملك مصر، وصار أنوبيس وليًا للعهد من بعده.