السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حادث الأميرية.. 14 أبريل يوم مصر الأبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ فجر التاريخ تتعرض مصر لمحن وفتن وكوارث فلا تخضع إلا لبارئها الجبين.. وبتطور الزمن اكتسبت المآسى صورًا أخرى من احتلال واغتيالات وإرهاب وأخيرًا وباء الكورونا الذى أركع العالم شرقه وغربه بدون تفرقة بين غنى أو فقير.. من ثم عانى الجميع سواء من يطلقون عليهم الدول المتقدمة أو تلك المسماة بالعالم الثالث..
ما يهمنى الإشارة إليه هنا أن رؤية مصر في مواجهة الإرهاب الغادر تكاد تتطابق مع تعاملها مع وباء الكورونا.. فقد طرح الرئيس السيسي قبل عامين وجهة نظر محددة وبعيدة المدى لمواجهة التطرف والإرهاب، وذلك عندما نادى بوحدة الدول وتماسكها كضرورة حتمية في مواجهة هذا الوحش الضارى والطليق الذى مولته وغذته قوى عظمى فإذا به ينهشها ولاتنجو من شباكه. 
رؤية مصر ورئيسها يعتنقها الآن كل زعماء العالم حيث وقفوا جميعًا يساندون بعضهم بعضًا إزاء وباء الكورونا ولو كانوا استمعوا للرئيس المصرى في دعوته المخلصة لنجا العالم من إخطار طيور الظلام المتعددة سواء من تقسيم الدول أو سقوط الضحايا أو تدمير آثار وتراث ثقافى متنوع.
إن الذين انتقدوا مصر لتقديمها مساعدات طبية لإيطاليا وإنجلترا وغيرهما لم ينتبهوا لنظرية التكامل التى تؤمن بها القاهرة.. فالاتحاد الأوروبى تخلى عن إيطاليا وتركها وحدها تعانى مرارة الألم وفقدان الأمل والأحباب من جراء الوباء.. وكشفت الصحف الإيطالية عن تلقيها ضربات من شقيقتها الأوروبية دولة التشيك التى استولت على أقنعة طبية كانت الصين أرسلتها أساسًا لإيطاليا في قرصنة غير مبررة.. وهذا يفسر أخلاق الفرسان التى تحلى بها السيسي لإرسال المساعدات لروما... كذلك ندد الرئيس الصربى الكسندر فوتشيتس بموقف الاتحاد الأوروبى من بلاده مؤكدًا أنه بات من الضرورى حل هذا الكيان لأنه لا يمارس أى نوع من التكاتف والتضامن ووجه الشكر الحار للصين مؤكدًا أنها الصديق الوحيد حاليًا لبراج.. من هنا فإن مصر وهى تقدم مساعدات طبية لمنكوبى كورونا تؤكد على موقفها كدولة معطاءة طوال تاريخها فقد حاربت نيابة عن غيرها وتضررت اقتصاديًا وسياسيًا لكنها أبدًا لم تخن مبادئها أو تتنازل عنها.
ومصر المستنفرة بكل أجهزتها وخدماتها لمحاصرة جائحة الكورونا، لم تغفل لحظة واحدة عن عدوها التقليدى ألا وهو الإرهاب الذى تصور واهمًا أن الانشغال بالوباء سيلهينا عن البلاء.
برهنت مصر فعلًا أنها تستطيع مواجهة أعدائها حتى لو تكالبوا عليها.. أعين رجال الأمن كانت يقظة ومتنبهة للخلية الإرهابية في الأميرية وتعاملت معها في سرعة تلبية نموذجية.. فبمجرد أن رصدتها، صفتها تمامًا في عملية نموذجية ومتقنة ينبغى أن تدرس بكل تفاصيلها في الأكاديميات الأمنية العالمية وكيف تم تحذير السكان قبل بدء تصفية الإرهابيين في نموذج يحتذى للشعار العالمي «نحمى ونعتني».
الثلاثاء 14 أبريل أظهر كيف أن الدولة القوية بكل أجهزتها الأمنية والمدنية يمكنها مواجهة الأزمات والطوارئ في توقيت متزامن ودقيق.. تكامل السلطات في مصر هو خير مثال على الرؤية الموحدة.. فبينما تساعد القوات المسلحة وزارة الصحة لسد احتياجاتها الطبية لمحاصرة الكورونا، يظهر أبطال الداخلية في تناغم مع أشقائهم في الجيش للقضاء على الإرهاب الذى ظن أن عدوًا واحدًا يمكن أن يشغل الدولة عنه فخاب سعيهم وتحطم سيفهم.. حفظ الله المحروسة قوية وعزيزة ومتكاملة ومنيعة.. والأهم على موجة واحدة.