الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

السفيرة إيناس مكاوي في حوارها لـ"البوابة نيوز": تحية للرئيس السيسي والمجموعة الوزارية في إدارة أزمة كورونا.. وأطلقنا حملة للتضامن مع إيطاليا.. والموقف العربي كان مشرفًا

السفيرة ايناس مكاوي
السفيرة ايناس مكاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وجهت السفيرة إيناس مكاوي رئيس بعثة الجامعة العربية في روما والفاتيكان، تحية إجلال واحترام إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية بشأن إدارة مواجهة وباء كورونا، قائلة: "إن كل الخطوات التي اتخذت ومنذ اللحظة الأولى هي خطوات جادة حقيقية، فيها بعد إنساني كبير، واستطاعت المجموعة الوزارية التي تعمل في هذه اللحظة أن تدير المرحلة في إطار إدارة الأزمة باحترافية وتنظر إلى كل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لكل مواطن، وكل ما أطلبه وأتمناه، أن المواطن المصري نفسه يكون على علم بخطورة الموقف".

وكشفت السفيرة إيناس مكاوي في حوارها مع "البوابة نيوز" من روما، عن تفاصيل الحملة العربية للتضامن مع إيطاليا التي أطلقتها الجامعة العربية، مؤكدة أن الموقف العربي تجاه ما يجري في روما كان موقفا مشرفا، فقد بعث مجلس السفراء العرب في روما بعث رسالة تضامن مبكرا لوزير الخارجية لوجي ديمايو، مفادها أن المجموعة العربية ومجلس السفراء العرب وأيضا الجامعة العربية تتضامن وبشكل أساسي مع إيطاليا فيما تواجهه من تحديات وان المجموعة العربية أيضا تعضد وتؤيد الخطوات التي اتخذت من جانب الحكومة الإيطالية عندما تفشى الوباء وأننا جميعا نحترم تلك الإجراءات وعلى استعداد لتقديم الدعم والمساندة، منوهة بأن وزير الخارجية الإيطالي وجه الشكر لمجلس السفراء العرب في روما والجامعة العربية على وقفتها مع إيطاليا خلال هذه الفترة الحرجة.

ورفضت الانتقادات التي وجهت إلى الحكومة المصرية بشأن المساعدات التي قدمتها لإيطاليا، مؤكدة أنه عندما أرسلت مصر إلى إيطاليا مليون ونصف "ماسك"، لم يكن هناك قناع واقٍ في أي مستشفى في إيطاليا في هذه اللحظة التي وصل لها الدعم من مصر، فالاحتياجات والإسعافات التي وصلت من مصر كان لها وقع كبير ومهم على الحكومة والشعب الإيطالي، كما أن هذه الجائحة لم تأت إلى إيطاليا أو الصين فقط، إنما جائحة للبشرية وعلى البشرية أن تتكاتف لدرء هذا الخطر الذي يصل إليها لو لم نتمكن من السيطرة عليه في البؤر الرئيسية، مشددة على أن هذا الدعم هو رسالة لها أبعاد سياسية وإنسانية كبيرة وهذا الدعم سيسجل تاريخيا أنها استطاعت أن تدعم دولة ضمن دول الاتحاد الأوروبي بينما غاب معظم دول الاتحاد الأوروبي عن دعمهم لبعض".

ووجهت رسالة من القلب إلى الشعب المصري، قائلة: "يا رب يحفظ بلدي وأهلي ويحفظ ناسنا كلهم ويا ريت تتعلموا من أخطاء الآخرين وتلتزموا بيوتكم وهي فرصة نرتب فيها أفكارنا وأولوياتنا ونقرب فيها من رب العالمين ونمتثل لقضاء الله".

وفيما يلي نص الحوار..


في البداية.. ماذا عن قراءتك للمشهد الآن في إيطاليا.. وكيف كانت بداية تفشي الوباء من خلال وجودك هناك؟

تابعت الموضوع منذ البداية لأني كنت موجودة في إيطاليا قبيل انتشار وباء كورونا ومنذ ظهوره في أقاليم الشمال في لموبارديا ومن بعدها في ميلانو ثم وصوله إلى إقليم رومانيا الذي تتبع له روما، وفي الحقيقة أنه منذ ظهور الفيروس ولم يكن قد كان وباء في هذه اللحظة، تابعت أنه لم تكون هناك ربما الإجراءات الاحترازية التي كانت موجودة في دول أخرى مثل الصين مثلا أو مدينة ووهان التي ظهر بها الفيروس، ففي إيطاليا استمرت حركة الناس طبيعية أو ما تشبه الطبيعية حتى أوائل مارس، ففي فترة نحو ثلاثة أشهر لم يكن هناك أي إجراء واضح من الدولة أو توجيهات معينة تقول إن لا بد من غلق أو تقليص ساعات العمل أو إغلاق المدارس، فقرار إغلاق المدارس جاء تقريبا في نهاية فبراير.

من وجهة نظرك لماذا تفشى الوباء في إيطاليا بهذه الصورة المرعبة.. رغم تطور المنظومة الصحية هناك؟

بالرغم من أن المنظومة الصحية في إيطاليا تعد من أهم عشر منظومات صحية على مستوى العالم، لكن تفشي الوباء بهذه الأرقام الكبيرة والتي تجاوزت 130 ألف حالة إصابة لم يكن هناك في المقابل 130 ألف جهاز تنفس كما أن المستشفيات لم يكن لديها القدرة على استيعاب هذه الأعداد.

أما بالنسبة لأسباب تفشي الوباء في إيطاليا، فأعتقد أنه يرجع لعدة أسباب أولها أنه لم يؤخذ الأمر على محمل الخوف والجدية، رأت إيطاليا أنه ربما يكون هذا في منطقة معينة ويجب حماية هذه المنطقة والتعامل معها، ولم تكن تتخيل أن وجود هذا العدد من السياح والتنقلات وتنقلات الإيطاليين أنفسهم ما بين الشمال والجنوب، كما أنه تعارف وبشكل أساسي أن خطوط القطارات سوف تتوقف قبل توقفها بعدة أيام وهذا أدى إلى انتقال عدد كبير من الشمال إلى الجنوب، كذلك أن الفئة العمرية لسكان إيطاليا الأصليين من الإيطاليين، هي أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي بها معمرين ونسبة الأعمار المتقدمة هي الأعلى وطبيعي جدا في إيطاليا أن المسنين هم الشريحة الأكبر وبالتالي هم الأكثر عرضة لهذا الوباء، وربما لم يتم عمل حملة إعلامية توجيهية كافية لهم.


كيف تسير الحياة الآن في إيطاليا، ومن خلال وجودك في روما.. هل تتوقعين أن تتعافي إيطاليا سريعا من تداعيات هذه الأزمة.. وما تأثير الأزمة من وجهة نظرك على الاقتصاد الإيطالي؟

بالطبع إيطاليا دولة جميلة وعريقة وهي درة التاريخ الأوروبي ومهد الحضارة الأوروبية، حركة السياحة في إيطاليا هي حركة عامرة وفيها زخم كبير جدا، وكل مدينة في إيطاليا هي مدينة متفردة تتباهي إيطاليا بمدنها وليس روما وحدها، إنما من الشمال للجنوب كل المدن لها تاريخ وتشكل جزءا مهما من تاريخ البشرية وليس أوروبا فقط وتحظى بأنواع مختلفة من الطقوس وتتمتع بمزارات ومناطق الباحثين والدارسين والسياح يتطلعون دائما أن يكونوا فيها.

ولكن الآن كل ما نتحدث عنه اختفى الآن، فقد أغلقت المدن وأغلقت الحركة بين المدن وهناك حظر كامل ليس حظر مؤقت وإنما 24 ساعة في 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع والعمل يتم عن طريق الإنترنت مما يسبب ضغط حقيقي على شبكات الإنترنت، لكن الناس منتظرة كل يوم في المساء تظهر الإحصائيات الأمس واليوم يوجد بعض المؤشرات الجيدة في عدد الإصابات، أما عدد المتوفين لم يحدث به أي تطور إيجابي لكن عدد الإصابات واضح جدا أنه يتحسن فكنا وصلنا إلى 9 آلاف إصابة في اليوم أما الآن الأرقام أدنى من هذا بكثير تصل إلى قرابة الألف والناس لديها أمل أن تكون مرحلة الذروة قد انتهت ونازلين في خط الانحناء السلبي بإذن الله.

كيف تعاملتم كمجموعة عربية مع هذه الأزمة ..وهل بعثتي رسالة تضامن الجامعة العربية للحكومة الإيطالية.. وهل التقيتي مسئولين إيطاليين خلال هذه الفترة؟

الحقيقة إن الموقف العربي تجاه ما يحدث في روما هو موقف مشرف، فقد بعث مجلس السفراء العرب في روما بعث رسالة تضامن مبكرا لوزير الخارجية لوجي ديمايو أن المجموعة العربية والدول العربية ومجلس السفراء العرب وأيضا الجامعة العربية تتضامن وبشكل أساسي مع إيطاليا فيما تواجهه من تحديات وأن المجموعة العربية أيضا تعضد وتؤيد الخطوات التي اتخذت من جانب الحكومة الإيطالية عندما تفشى الوباء وأننا جميعا نحترم تلك الإجراءات وعلى استعداد لتقديم الدعم والمساندة.


كيف كان رد الفعل الإيطالي تجاه رسالة الدعم العربي؟

الحقيقة أننا تلقينا رد من وزير الخارجية الإيطالي يوجه فيه الشكر لمجلس السفراء العرب في روما والجامعة العربية على وقفتها مع إيطاليا خلال هذه الفترة الحرجة وأنه طلب مننا بسبب التحديات التي تواجهها إيطاليا والتي تتطلب تضامن وتشارك على المستوى الدولي، بما أن هذه الجائحة لا تختص البلد ولكنها جائحة جاءت للبشرية جمعاء، ومن هنا انطلقت الحملة التي قامت بها الجامعة العربية وهي الحملة العربية للتضامن مع إيطاليا.

حدثينا عن تفاصيل هذه المبادرة العربية ونتائجها على الواقع الإيطالي؟

هي مبادرة قامت بها الجامعة العربية بإطلاق حملة تحت اسم الحملة العربية للتضامن مع إيطاليا، وكانت نتائجها سريعة جدا منذ الإعلان عنها، ووصلت إلى إيطاليا طائرة مصر محملة بكل ما هو مطلوب لدعم القطاع الصحي في إيطاليا وقبل هذا كان قد وصل إلى إيطاليا دعما من مصر أيضا عندما أرسلت مليون ونصف "ماسك" وهنا أقول وأنا أعلم تماما، إنه لم يكن هناك قناع واق في مستشفى في إيطاليا في اللحظة التي وصل إليها من مصر هذا الدعم الطبي الكبير، فالاحتياجات والإسعافات التي وصلت من مصر كان لها وقع كبير ومهم على الحكومة والشعب الإيطالي، وأيضا وصلت من دولة الإمارات تضامنا مع الحملة طائرة مساعدات وجاءت محملة بأجهزة وأدوية وإسعافات واحتياجات طبية كانت المستشفيات في إيطاليا في أشد الاحتياج إليها مما كان له واقع طيب جدا في كل أروقة الحكومة وللمواطن الإيطالي وأيضا للمغترب العربي في إيطاليا.


كيف تنظرين إلى الدعم الذي قدمته مصر لإيطاليا.. وما ردود الفعل الإيطالية بشأنه خاصة أن هناك بعض الانتقادات في مصر بسبب هذه المساعدات؟

إذا كانت هناك انتقادات تجاه ما قدم من مصر إلى إيطاليا، فلتكن رسالتنا أن هذه الجائحة لم تأتي إلى إيطاليا ولم تأت إلى الصين إنما للبشرية وعلى البشرية أن تتكاتف لدرء هذا الخطر الذي يصل إليها لو لم نتمكن من السيطرة عليه في البؤر الرئيسية، وأؤكد هنا أن هذا الدعم هو رسالة لها أبعاد سياسية وإنسانية كبيرة وعليّ أن أقول إن الدعم العربي في هذه اللحظة سيسجل تاريخيا أنها استطاعت أن تدعم دولة ضمن دول الاتحاد الأوروبي بينما غاب معظم دول الاتحاد الأوروبي عن دعمهم لبعض.

ماذا عن آلية العمل.. وكيف تمارسين عملك في ظل هذه الأجواء؟

قبل انتشار هذه الجائحة والمرض كان هناك لقاء دائم مع مسئولين في الحكومة الإيطالية وتشرفت بلقاء رئيس جمهورية إيطاليا وقابلت وزير الخارجية مرتين وقابلت نائبة وزير الخارجية وتناقشنا في عدة أمور في غاية الأهمية وأيضا قابلت بابا الفاتيكان ووزير الخارجية لدولة الفاتيكان وكافة رؤساء المنظمات الدولية المتواجدة ومقرها الرئيسي في روما سواء رئيس منظمة الفاو أو المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي وأيضا صندوق التمويل للغذاء الإيفاد وأيضا جميع من قابلتهم مقابلات مطولة ناقشنا فيها القضايا التنموية في العالم العربي وأولويات الأجندة التنموية وتحديات الفقر والجوع طبقا لأجندة التنمية المستدامة 2030 والمشروعات العربية، وكان هناك دعم كبير لكافة المشروعات المطروحة من جانب الجامعة العربية ومن بينها الخطة العربية للغذاء وأيضا التقرير الثاني للفقر في المنطقة العربية ولجان التنمية المستدامة التي يترأسها مندوبين عن هؤلاء الرؤساء التنفيذيين لهذه المنظمات المهمة.


والآن بعد تفشي هذا الوباء في إيطاليا بتلك الصورة المتوحشة.. كيف تتواصلين مع السفراء العرب.. وكذلك كيف تستطيعين إنجاز مهام عملك؟

وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت سهل علينا العمل في هذه الظروف، نحن جميعا كمجلس سفراء عرب في روما لدينا تواصل من خلال مجموعة متكاملة على "الواتس اب" وبالتالي نستطيع أن نعقد اجتماعاتنا بشكل دوري وربما يومي ونتبادل وجهات النظر ونطرح الخطوات لتفعيل المبادرة لدينا، كنا أنشأنا قبل هذه الأحداث آلية تشاورية للعمل الإيطالية العربية ولأول مرة تم اعتماد نظام أساسي لمجلس السفراء العرب في روما وكل ما أستطيع القول إنني أحظى بمجلس سفراء متكاتف ومتعاون يعمل بشكل يومي من أجل تضامن حقيقي عربي في كل المجالات خصوصا أننا واجهنا في الفترة السابقة المبادرة الأمريكية الإسرائيلية وما يطلق عليها صفقة القرن، واستطاعت المجموعة العربية في إيطاليا إيصال صوتهم للحكومة الإيطالية بشكل واضح وان يعلنوا عن رفضهم لهذه الصفقة، كما أننا نتابع أيضا الأزمة الليبية من هنا في إيطاليا التي تلعب دورا مهما جدا تجاه القضية الليبية وقضايا المهاجرين في البحر المتوسط، فلدينا تواصل وعمل دائم ودائب في كل هذه الاتجاهات، هذا بالتواصل مع الفاتيكان التي ظهر لها موقفا واضحا تجاه القضية الفلسطينية وكما تعلمين أنني أعمل مع مجلس السفراء العرب لدى الفاتيكان فلدينا مجلسين وأنشأنا مجلس جديد للسفراء العرب لدى المنظمات الدولية وبالتالي الورقة العربي هي ورقة تشاركية متفق عليها في كل هذه المحاور.

أخيرا رسالة لأسرتك الصغيرة في القاهرة.. وبماذا تنصحي الشعب المصري في مواجهة كورونا من خلال تجربتك في إيطاليا؟

وانا في موقعي في روما وبعيدة عن بلدي مصر، أوجه من كل قلبي تحية واحترام للسيد رئيس  الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنا أتابع كل يوم ولحظة بلحظة ما يجري في بلد بها ابني وأمي، اشعر اني مطمئنة أن كل الخطوات التي اتخذت ومنذ اللحظة الأولى هي خطوات جادة حقيقية، فيها بعد إنساني كبير، واستطاعت المجموعة الوزارية التي تعمل في هذه اللحظة أن تدير المرحلة في إطار إدارة الأزمة باحترافية وتنظر إلى كل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لكل مواطن، كل ما أطلبه وأتمناه إن المواطن المصري نفسه يكون على علم بخطورة الموقف وان صحته وحالته لا يملكها ولكن هي مؤثرة في كل الدائرة التي يعيش فيها من أسرة وأقارب وأصدقاء وزملاء عمل، الالتزام بكل التوصيات والقرارات هو أمر ليس له بديل، نحن نعيش لحظة ولأول مرة لا نعلم ما هي السوابق ولم نكن موجودين ولم يكتب التاريخ أن يكون هناك وباء يجعل البشرية على خط واحد، اليوم ليس هناك فقير أو غني، صاحب سلطة ومن لا يملك سلطة، فالوباء لا يختار، إنما فقط يستطيع أن ينقض على من يستهتر به.

رسالة من قلبي يا رب يحفظ بلدي وأهلي ويحفظ ناسنا كلهم ويا ريت تتعلموا من أخطاء الآخرين وتلتزموا بيوتكم وهي فرصة نرتب فيها أفكارنا وأولوياتنا ونقرب فيها من رب العالمين ونمتثل لقضاء الله.