الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"شهداء كنيستنا.. نورتوا سماءنا".. نصب تذكارى ومتحف لشهداء مصر في ليبيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
5 سنوات مرت على الحادث الغادر لشهداء مصر الـ21 في ليبيا، الذين راحوا ضحية تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن الذكرى ما زالت باقية في النفوس، لا تزال أسماؤهم خالدة فهذا، هانى عبدالمسيح صليب، بيشوى عادل خلف، صموئيل ألهم ويلسن، وعزت بشرى نصيف، ميلاد مكين زكى، وأبانوب عياد عطية، وماجد سليمان شحاتة، ويوسف شكرى يونان، وكيرلس شكرى فوزى، وبيشوى أسطافنوس كامل، وصومائلى أسطافنوس كامل، وملاك إبراهيم سنيوت، تواضروس يوسف تواضروس، مينا فايز عزيز، جرجس ميلاد سنيوت، جابر منير عادلى، ولوقا نجاتى، وعصام بدار سمير، وملاك فرج إبرام، وسامح صلاح فاروق والعامل الأفريقي ماثيو إياريجي، وقفوا جميعا برأس مرفوعة أمام التهديد والظلم من قبل تنظيم داعش الإرهابى كانت شجاعتهم مضرب الأمثال في وجه الإرهاب. 
وتخليدًا لذكراهم الباقية في النفوس بعد مرور ٥ سنوات، على العملية الخسيسة ضد أبناء مصر في ليبيا، وضع الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط وتوابعها، أكاليل الزهور على النصب التذكارى بمتحف شهداء الإيمان في ليبيا بكنيستهم «كنيسة شهداء الإيمان والوطن» بقرية العور التابعة لمركز سمالوط، وكان حريصًا على التقاط الصور مع أبناء وأسر الشهداء، كما صلى الجميع لأرواح الشهداء. 
وقام الأنبا بيفنوتيوس، بأداء الصلاة والدعاء للشهداء في وسط توابيت وصور الشهداء بمزارهم الذى أقيم بكنيسة شهداء الإيمان؛ وحضر الصلاة أسر الشهداء ونواب سمالوط وعدد كبير من الضيوف وكبار المسئولين بالمحافظة.
وعن فكرة النصب التذكاري، قال نيافة الأنبا بيفنوتيوس، إن عدد المصريين المقيمين بدولة ليبيا الشقيقة وصل إلى أكثر من ٢ مليون، بينهم عدد كبير من الأقباط؛ وكان هناك ثلاث كنائس، وعندما سيطرت الجماعات الإرهابية على ليبيا قامت بهدم الكنائس وترويع الأقباط وقتلهم وتعذيبهم، وخير مثال على هذا قتل ٢٠ مصريا قبطيا بدم بارد، صعدوا إلى السماء وهم مرفوعو الرأس كما شاهدنا في الفيديو الذى بث من قبل داعش الإرهابى.
وأضاف نيافة الأنبا؛ أن جميع المسئولين في الدولة، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي قاموا بتعزيتنا، وجاء إلى هنا رئيس الوزراء محلب وعدد كبير من الوزراء ونواب الشعب والإعلامين؛ وقدموا واجب العزاء، وأمر الرئيس السيسي ببناء كنيسة لتخليد ذكرى الشهداء بعدما أمر بالثأر للشهداء وأخذ حقهم، من داعش فشن الطيران المصرى الحربى عددت ضربات على معاقل الإرهابيين ودمرها تماما؛ وأمر باستعادة رفات الشهداء بعد أن علمنا مكانهم عندما قبضت السلطات الليبية على مصور القتل ودل على أماكن رفاتهم؛ تم استقبال الرفات ودفنها بمقر أسرهم وتم بناء الكنيسة التى تخلد ذكراهم؛ واقترحت على الدكتور جرجس سعيد، رئيس قسم النحت بجامعة المنيا، عمل تماثيل تخليدا لذكراهم بأشكالهم الحقيقة، حتى ماثيو الأفريقي تم عمل تمثال له أيضًا، ومصر جسد واحد وسيظل الأقباط والمسلمون إخوة في الوطن.
وتوافد المئات على كنيسة الشهداء بقرية الشهداء «العور» مركز سمالوط بمحافظ المنيا، والتى أقيمت بأمر من الرئيس السيسي، وشكر أهالى الشهداء الرئيس والقوات المسلحة على هذا الصرح العملاق الذى يخلد ذكرى أبنائهم. 
وقال والد الشهيد ماجد سليمان: إن هذا اليوم بمثابة رجوع ابنى الحياة من جديد، لافتًا إلى أن العديد من أبناء القرية من المسلمين جاءوا ليحتفلوا جميعا بالتكريم العظيم.
وأضافت والدة الشهيد هانى عبدالمسيح، أن ذلك اليوم يعبر عن مدى الترابط بين أبناء الشعب الواحد وهذا تكريم عظيم يليق بجميع شهداء مصر في ليبيا.


-رئيس قسم النحت بجامعة المنيا: نفذنا العمل في زمن قياسى
-اخترنا خامة «الخرسانة المسلحة» للقوة والمتانة.. وأسر الشهداء خرجوا من المرسم «مجبورى الخاطر»
بتكليف من نيافة الأنبا بيفنوتيوس؛ مطران مركز سمالوط؛ بمحافظة المنيا؛ تم تنفيذ النصب التذكارى لشهداء ليبيا، والذين قتلوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابى؛ واستغرق العمل نحو ثلاثة أشهر؛ وصممه الدكتور جرجس سعيد؛ أستاذ النحت الميدانى بكلية الفنون جامعة المنيا.
يقول «سعيد»؛ إنه تم تصميم عدة ماكيتات، وتم التوافق على العمل الذى تم تنفيذه؛ وهو عبارة عن تمثال كبير للسيد المسيح يبلغ ارتفاعه نحو ٤ أمتار فاتحًا زراعيه؛ وأمامه الشهداء بترتيب ٤ صفوف الصف الأول لـ٧ شهداء والثانى ٦ شهداء وبعدها ٥ والأخير ٣؛ بإجمالى ٢١ شهيدًا؛ منهم أفريقي واحد، وهم الذين استشهدوا على ساحل مدينة سرت الليبية.
وأضاف، لـ«البوابة»: «حاولت أن يكون الجسم أكبر قليلا من الحجم الطبيعى حتى يظهر بشكل جيد؛ وجعلت الجميع بحجم موحد حتى لا يكون هناك تفرقه بين الشهداء، ولكنى أخذت في الاعتبار إظهار ملامح كل شخصية على حدة، وتم تجسيد العمل الفنى في الوضعية الراسخة في أذهان الناس، والتى ظهر الشهداء فيها وهم جالسون على ركبهم وأيديهم مقيدة».
وتابع: «اخترنا خامة الخرسانة المسلحة لإنتاج العمل الفنى، حتى تكون هناك قوة ومتانة ليعيش فترات أطول في العمر؛ وفى البداية تم نحت التماثيل من خامة الطين الأصولي، وبعد ذلك تم صب القوالب الجبسية؛ وعقب ذلك البولستر ثم تم عمل قوالب ربر، وتم بذل كل ذلك المجهود ليصبح لدينا قوالب بالخرسانة المسلحة، تم تدعيم الخامة بحديد ونسبة أسمنت عالية لتتحمل عوامل الجو والتعرية».
وأضاف «سعيد»: «المشروع بدأ منذ ثلاث أشهر، وهو وقت قليل جدًا لعمل كل تلك التماثيل، ولكن بتوفيق من الله تم إنجاز المهمة التى كلفت بها على أكمل وجه؛ مع مراعاة الدقة والجودة العالية».
وأكمل: «تأكيدًا على مصداقية الشخصيات، حضر أهالى الشهداء إلى مرسمى وتم التحقق من كل أسرة للشهيد الذى يخصهم، ولزيادة التأكيد تركتهم دون التنويه عن الشخصيات وتم التعرف عليهم من قبل ذويهم بكل بساطة، وذلك من دقة العمل، والتى جعلتهم يخرجون من عندى سعداء مجبورى الخاطر».
أما عن بدايته الفنية، فيقول رئيس قسم النحت؛ بحكم الطبيعة الخلابة في قريتى الجويلى بمحافظة أسيوط؛ نما لدى حب النحت والرسم منذ الصغر، ولذلك التحقت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا؛ وكان ترتيبى الأول بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف؛ ثم عينت معيدا بالكلية؛ واشتركت في العديد من المعارض الجماعية؛ وعملت ما يقرب من ١٢ معرضًا خاصًا عن علاقة النحت بالعمارة وعن الخطوط والزلط والخشب والبازلت وغيرها الكثير؛ بجانب أن كل المنحوتات التى نفذت في أوبرا عايدة سنة ١٩٩٧ كانت من تنفيذي، والتى حضرها ملوك ورؤساء دول عدة.