الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الخشت: نحتاج لتأسيس خطاب دينى يتلاءم مع التحديات الراهنة

الدكتور محمد عثمان
الدكتور محمد عثمان الخشت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب بوزارة الثقافة، طبعة جديدة من كتاب «نحو تأسيس عصر دينى جديد» للدكتور محمد عثمان الخشت، أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة، وهو كتاب يفتح النقاش حول الأفكار المطروحة فى موضوع الخطاب الدينى لمزيد من الأفكار الجديدة، لتأسيس عصر دينى جديد وخطاب دينى من نوع مختلف.
ويدعو الدكتور محمد عثمان الخشت فى هذا الكتاب، إلى تجاوز «عصر الجمود الديني» الذى طال أكثر من اللازم فى تاريخ أمتنا العربية، لتأسيس عصر دينى جديد، نخرج فيه من دائرة الكهنوت الذى صنعه البشر بعد اكتمال الوحى الإلهي، وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين.
ويرفض الخشت، فى كتابه، تجديد الخطاب الدينى التقليدي، فهو يرى أن تجديد الخطاب الدينى عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة إذا أردنا أن نقرع أبواب عصر دينى جديد.
ويدعو إلى العودة إلى «الإسلام النقى المنسي» قرآنا وسنة صحيحة، لا الإسلام المزيف الذى نعيشه اليوم بسبب التيارات المتطرفة والجماعات الإرهابية ومجتمعات التخلف الحضاري، ويؤكد أنه لا يمكن هذا إلا بتخليص الإسلام من «الموروثات الاجتماعية» و«قاع التراث»، و«الرؤية الأحادية للإسلام».
ويقول فى كتابه، إن «النظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة وضيقة تزيف الإسلام، ولذا من الفرائض الواجبة توجيه النقد الشامل لكل التيارات أحادية النظرة، سواء كانت إرهابية أو غير إرهابية».
كما يوضح الدكتور الخشت، أن «المشكلة ليست فى الإسلام، بل فى عقول المسلمين وحالة الجمود الفقهى والفكرى التى يعيشون فيها منذ أكثر من سبعة قرون، قائلًا فى مقدمته للكتاب: «لقد اختلط المقدس والبشرى فى التراث الإسلامي، واضطربت المرجعيات وأساليب الاستدلال، ولذا من غير الممكن تأسيس خطاب دينى جديد دون تفكيك العقل الدينى التقليدى وتحليله للتمييز بين المقدس والبشرى فى الإسلام».
ويصل الدكتور الخشت، فى كتابه والذى صدر عام 2017 والمعاد طباعته، ويشتمل على ٧ فصول، إلى نتيجة مؤداها، أن تأسيس خطاب دينى جديد يجب أن يتبنى مجموعة من المهام العاجلة، مثل: تفكيك الخطاب الدينى التقليدي، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنسانى الدينى المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية حتى يمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم، وليس هذا التفكيك للدين نفسه، وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنسانى الدينى الذى نشأ حول «الدين الإلهى الخالص»، مؤكدًا أن عملية التفكيك يجب أن تمر بمجموعة من المراحل هى التفكير المنهجي، والتمييز بين المقدس والبشرى فى الإسلام، وإزاحة كل المرجعيات الوهمية التى تكونت فى قاع التراث، مشيرًا إلى أنه بعد التفكيك يأتى التأسيس، وأهم أركانه: تغيير طرق تفكير المسلمين، وتعليم جديد مُنتج لعقول مفتوحة، وتغيير رؤية العالم، وتأسيس مرجعيات جديدة، والعودة إلى الإسلام المنسي.
ويرى الخشت، أن كل هذا لا يتم دون توظيف مجموعة من الآليات لتحقيق حلول قصيرة ومتوسطة المدى، تشمل التعليم والإعلام والثقافة والاقتصاد والاجتماع والسياسة، وذلك لصناعة عقول مفتوحة على الإنسانية فى ضوء العودة إلى المنابع الصافية المتمثلة فى القرآن والسنة الصحيحة وتغيير المرجعيات التقليدية وتأسيس فقه جديد وتفسير جديد وعلم حديث جديد.
ويختتم الدكتور الخشت، مؤلفه بتساؤل «ماذا يجب أن نفعل؟»، يحدد فيها عدة مهام، قائلًا: المهمة العاجلة هى العمل على تغيير ماكينة التفكير عند الناس، وتجديد فهم المسلمين للدين عن طريق ثورة فى التعليم والإعلام، حتى تحل الرؤية العلمية للدين والعالم محل الرؤية اللاهوتية والسحرية القائمة على النقل والحفظ والاتباع الأعمى، وتوعية جديدة فى التعليم تعتمد على التعلم والبحث بدلًا من النقل، وطرق تدريس جديدة قائمة على التربية الحوارية، والتوسع فى تعليم الفنون، وإزاحة كل المرجعيات الوهمية وتكوين مرجعيات جديدة، والمواجهة الشاملة، والتحول من مرحلة الوعظ والإدهاش إلى مرحلة الفكر والتفكر.
يذكر أن كتاب «نحو تأسيس عصر دينى جديد» كان مجموعة من المقالات الفكرية للدكتور محمد الخشت، والتى تم نشرها فى جريدة الوطن فى الفترة من ٢٠١٣ إلى ٢٠١٥، وتم استعادتها وفق تصنيف مختلف يتلاءم مع طبيعة مفهوم الكتاب.