الساعة تقترب من الـ12 صباحًا، حسن لم يعد إلى منزله، الهاتف مغلق، تمر دقائق تليها دقائق وساعات ومازال الهاتف مغلق، الخوف والقلق يتسللان إلى قلب الأم والأشقاء، هواجس تحيط بهم وتخبرهم أن مكروهًا قد أصابه، وتستمر محاولات البحث عنه لدى أصدقائه وأقاربه لربما يكون قد توجه لزيارة أحدهم، ولكن الجميع يجيب بنفس الرد "مجاش عندنا"، محاولات بحث ليلًا ونهارًا استمرت 4 أيام اكتشفوا في النهاية الفاجعة الكبرى، حسن مقتول وملقى داخل ترعة الجيزاوية في منطقة البدرشين، جريمة بشعة كشفت "البوابة نيوز" كواليسها على لسان أسرة الضحية من داخل منزله والتى طالبت بإعدام المتهمين.
جنازة جمعت المئات من الأصدقاء والأقارب، الجميع يدعى له بالرحمة ويردد ذكرياته الطيبه، ولكن الأم لم تصدق ما حدث، تردد باستمرار: "ابنى مماتش، راح مشوار وجاى، صدقونى، أنا شايفاه"، فالأم المسكينة لم تعد تصدق بأن ابنها الأكبر وسندها في الحياة بعد وفاة الزوج قد فارق الحياة.
46 ألف جنيه كان مدينًا بها المتهم للمجنى عليه، وفى ليلة الجريمة، يقوم المتهم بالاتصال بالمجنى عليه من أجل إنهاء الخلاف وتسديد الدين، وعقب حضور المجنى عليه، يتفاجىء بأن المتهم وشقيقه وزوج شقيقته قد دبرا خطة من أجل التخلص منه، وقاموا بالإعتداء عليه باستخدام الة حادة في الرأس، فسقط غارقًا في دمائه، وأحضروا سيارة ملاكى وقاموا بإلقائه في ترعة الجيزاوية بطريق أسيوط القاهرة، ليتم كشف لغز الجريمة بعد وقوعها بـ 4 أيام عن طريق إحدى الكاميرات التى وثقت لحظات ما بعد ارتكاب الجريمة.
يقول أقارب الضحية، إنه في نفس الوقت الذى كنا مشغولين فيه بالبحث عن الضحية، كان المتهم واقفًا بيننا ويبحث معنا عنه ليلًا ونهارًا ولم يكن هناك أي ملامح واضحة على وجهه تشير بأنه أرتكب تلك الجريمة البشعة.
يضيف أحد الأقارب، بأن الضحية قبل مقتله بأيام قليلة قد ترك رسالتان وداع، فالأولى حينما كان يجلس مع أبن عمه وقال له " المقابر بتاعتنا بقت مليانة، ولو رجل مات هنعوز نوسع ليه المكان، ولو سيدة ماتت هنحتاج نوسع ليها المكان"، وكأن قلبه يشعر بقرب نهايته.
أما الرسالة الثانية، فكانت حينما قام بإعطاء أحد اصدقائه إيصال أمانة بالمبلغ المدين له للمتهم، وطلب منه انه في حالة حدوث أي مكروه له، لا بد أن يعطى ذلك الإيصال لشقيقه، وهو ما يدل على أنه كان يشعر بقرب نهايته.
ورد بلاغ إلى الرائد أحمد عصام رئيس مباحث الطالبية، من مقاول مقيم بدائرة القسم مفاده اختفاء شقيقه مقاول أيضًا، ويدعي "حسن" في العقد الرابع من عمره، وتم العثور على الدراجة النارية الخاصة بالمتغيب، كما أسفرت الجهود عن تحديد شخصية تاركها، حيث تبين أنه صديق المتغيب ويعمل كهربائيا 33 عاما، ومقيم بدائرة القسم، وتم ضبط المتهمين الثلاثة، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة للتحقيق، والتى أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.
